10 شوال 1445 هـ   19 نيسان 2024 مـ 5:46 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | مقالات في القرآن الكريم |  هل من تنافي وتضاد في الآيات القرآنية؟
2022-04-25   722

هل من تنافي وتضاد في الآيات القرآنية؟

لكل دعوة سماوية مناوئون؛ ينكرونها أو يجادلون بالباطل في مضامينها ومقاصدها، دون علم يرشدهم للحق، أو كتاب منير ينير لهم ما اظلم على عقولهم، أو هدى هاد موثوق به يبين لهم ما خفي عنهم من الحق، وهكذا دين الإسلام كحال الأديان التي سبقته؛ قد ابتلي بالجاهلين المشككين ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)) (لقمان -20)، خصوصا وأن أغلب ما لديهم ـ الجاهلين والمشككين ـ إنما هو هرطقة وجدال عقيم لا نفع فيه، وبعيدا كل البعد عن الحق ومراميه، يرمون به آيات القرآن الكريم بالأباطيل تارة وبالتضاد والتنافي تارة أخرى، متكئين في افترائهم على الحرية التي منحتها لهم المشيئة الإلهية، والتي شاءت أن تكون الدنيا دار تخيير بين الإيمان والكفر((...... فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ .........)) (الكهف -29) لذلك أصبح ملازما لكل من اختار طريق الكفر بالله وبرسالات السماء، أن يتخذ سبل التسقيط والتشنيع والتضعيف لآيات القرآن الكريم، ليكون ذلك غطاءً ومبررا لكفره، ناسيا أنه بذلك يخالف فطرة الإيمان التي فطر الله الناس عليها.
كما ان من يتخذ من سياسة التسقيط أسلوب حياة له، ظنا منه بأن هذه الأساليب المفلسة فكريا وعقائديا ستحرره من عقده الإيمانية مع الله، ومن كل تكليف والتزام يتبع تلك العقد، فضلا عن اعتقاده بأن هذه السبل الهشة البنيان، ستكون سندا له، يدعم بها ويثبت من خلالها؛ حججه الواهية والباطلة أصلا، متغافلا عن كون البحث عن الدين الحق وعن الرب الحق، هو فطرة بشرية جبلت عليها النفوس ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (الروم-30) ، وهو أمر تكاملي يسد نقص الذات الفقيرة لخالقها ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر-15).
كما نسي هذا المشكك، أن الإيمان بالله هو من الحق اليقين الذي لا مجال للظن به، وأن فكرا ضحلا من الباطل الزاهق، لا يبطل سنن الله التي لا تقبل التبديل ولا التحويل، خصوصا وأن إتباع سبل الباطل بالتشكيك والتشنيع، وحملها بالزهو والغرور والجزم بأنها تقف على أرض صلبة، هو ادعاء باطل لا أصل له ولا سند يبرره. 
كما إن اتخاذ سبل التعمية والتضليل على آيات الكتاب المبين، عن طريق خلط الأوراق، هو سياسة مكشوفة ومفضوحة يتبعها من ليس له حظ بفهم لغة العرب التي هي لغة القرآن، لغة مفاهيمه ودلالاته ومقاصده وأسباب تنزيله والزمكان الذي نزلت به آياته.

آيات القرآن الكريم لا اختلاف بينها
إن علة نفي الاختلاف والتضاد بين آيات القرآن الكريم، كون مصدره الله العليم، المحيط بمخلوقاته، فهو الخالق والمالك لكل شيء، الغني بذاته القادر على كل شيء قدير، له الغيب المطلق، وبما أن كل صفات الكمال خاضعة لجلال قدره، لذلك كان الغنى سمته إذ لا نقص يعتريه، فالكمال كل الكمال له، وعليه؛ يكون كل ما يصدر عنه كاملا لا تنافي ولا تضاد فيه، والقرآن الكريم هو من ذلك الكمال الكامل، وهو قول الله أحسن القول، لذلك تشير الآية الكريمة ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)) (النساء-82) أي لو كان صدوره من عند غير الله، لكان من مخلوق فقير قائم بغيره خلقا وتدبيرا، فمن المؤكد أن نقصاً سيعتريه ويلازمه لكنه من الله الغني الكامل، إذن لا اختلاف فيه ولا نقص ولا زيادة، وهو المحفوظ بحفظ الله ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر-9). 
وبما أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فكان قرآنا عربيا بحت، وأن لغة العرب هي من أكثر اللغات الحية استيعابا لمعاني القرآن الكريم؛ لذلك نزل بها، وعليه فمن يريد أن يعرف معاني ومقاصد آيات القرآن، عليه دراسة اللغة العربية أولا، وفهمها جيدا حتى يتسنى له فك الاشتباك الحاصل بالمعنى بين كل ما أستشكل عليه في الفهم، خصوصا وان الاتساق هي سمة آيات القرآن الكريم.

لا تضاد بين آية المحو والإثبات وآية التنزيل
عندما ننفي التضاد والتنافي بين آيات القرآن الكريم، فإننا نأتي بأدلة من القرآن الكريم؛ تكون واضحة الدلالات جلية الإثباتات، قوية الصمود امام مدعيات المغرضين، فمثلا آية ((إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر-9) وآية ((يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وعنده أُمُّ الْكِتَابِ)) (الرعد-39)، نقول فيهما أن آية يمحو الله ما يشاء ويثبت، لا تعني محو آيات من كتاب الله، أو جزء من كتاب الله كما يتبادر لذهن المشكك سطحي المعرفة، بل تعني أن الله يمحو ويثبت للعبد بعض تقديراته في الرزق والآجال تبعا لمسار فعله، سلبا كان أم إيجابا، مثال ذلك إذا سار الإنسان بالاتجاه الحسن؛ من خلال دفعه للصدقات أو إصلاحه ذات البين بين الناس، أو أي عمل معروف آخر يقوم به ، فيمحو الله  ـ على أثر ذلك المعروف ـ من التقديرات في الرزق والآجال ما كان مكتوبا في لوح المحو والإثبات سلبا عليه، كم كتب عليه قصر العمر بعارض ما يعترضه، يستبدله الله خيرا برفع ذلك العارض ويطول بعمره، أو أن يكون العارض قلة رزق مثلا ليستبدله الله بتوسعة فيه، تبعا لقدر المعروف الذي صنعه الإنسان وهكذا...الخ، وهذا كله من باب الجزاء الحسن لله على عباده، وهو باب رضاه عنهم، والعكس صحيح، حيث أن أي فعل منكر يقوم به العبد تلحقه تبعات سلبية، عقوبة وجزاء له، مثل التقصير في عمره أو الشحة في رزقه. 
نستنتج مما مضى، ألا تنافي ولا تضاد بين الآيتين المذكورتين، إذ لا علاقة للوح المحو والإثبات، بحذف آية من القرآن الكريم أو وجود تعارض ما بين الآيتين.

لا تنافي بين آيات الشفاعة
إن العلاقة بين العبد وربه؛ هي علاقة عبد فقير قائم بغيره، برب غني قائم بذاته، له التمكين المطلق، وأن النفع والضر بيده وحده لعلة غناه، وأن كل أمر لا يمر ولا ينفذ إلا من بعد إذنه، ومنه عقيدة الشفاعة، وتأكيدا لذلك ونفيا للتناف والتضاد بين آيات الشفاعة، نأخذ نصوصا قرآنية تؤكد ذلك الفهم؛ فضلا عن فضها للتشابك واللبس الحاصل في فهمها.
 بداية؛ فأن العلاقة طولية بين الله وعبده، وأنها تعتمد على مأذونيته في نفاذ أي أمر صادر من عباده ومنها الشفاعة؛ فلا شفاعة لعبد مهما علت منزلته إلا بإذن ربه، بدلالة الآية الكريمة التي تبين أن مطلق الشفاعة لله ((قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون)) (الزمر-44)، ثم تأتي آية أخرى تعضدها وفي نفس الاتجاه لتبين نفس المقصد ((اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ مَالكُم مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ) ((السجدة-4)، وهذا لا يمنع من وجود آيات بالشفاعة للمكرمين من العباد كالأنبياء والرسل والأولياء الصالحين ولا يسبب ذلك خللا في المنظومة العقدية قدر تعلق الأمر بالشفاعة؛ ما دامت تجري بإذن من الله، وهي من باب الكرامات لهم؛ لعلو منازلهم ورفعة مراتبهم عنده ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعدِ إِذنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُم فَاعبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ)) (يونس-3) ولزيادة في اليقين نضيف آية أخرى تشير لنفس الدلالة وهي مأذونية الله سبحانه وتعالى بالشفاعة ((اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ له مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) (البقرة-255).

لا تعارض بين المحكم والمتشابه في القرآن
((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابتغاء تأويله وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)) (آل عمران -7)، اذا كان معنى "أم" في اللغة هو الأصل، فأنه في كتاب الله يعني الآيات المحكمات حيث تسمى بـ"أم الكتاب"، لتكون أصلا ومرجعية لآيات متشابهات، قد يختلط فيهما حق وباطل، مما يجعل الشبهة تداخل العقول، لتفتي بالتنافي بين الآيات أو التضاد فيما بينها، لذلك علمنا القرآن الكريم قاعدة ثابتة، نرد بها المتشابه للمحكم، ونزيل بذلك؛ الشبهات الواردة، ولنتيقن بألا تعارض ولا تنافي بين آيات الكتاب، فالآيات التي تنسب الإماتة لملك الموت تارة ((قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)) (السجدة-11)، وللرسل تارة أخرى ((......... إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ )) (الأنعام-61) وفي ثالثة يكون فيها الله جل جلاله هو المميت ((اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (الزمر-42)، يظهر مما تقدم أن الآية المحكمة ((الله يتوفى الأنفس)) هي الأم والأصل المحكم الذي ترد إليه الآيتين المتشابهتين، واللتان تنسبان الإماتة لملك الموت مرة وأخرى للرسل، ليتبين بعدها أن ملك الموت والرسل قاموا بفعل الإماتة بالتوكيل الإلهي؛ إذ أنهم عباد مطيعين للأمر الإلهي ولا يعصون ما أمرهم الله به، وهم من جنس الملائكة، من هنا تزال الشبهة والإشكالية التي يظن بها التنافي والتعارض في كثير من الآيات القرآنية ومنها فعل الإماتة حيث الكل يجري بإذن الله، وبحوله وقوته.

نفي التنافي بين آيات الخلق
((............... فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)) (المؤمنون -14) الآية الكريمة تشير إلى تعدد الخالقين وأن الله جل وعلا هو الأحسن ما بينهم بصيغة التفضيل (أحسن) وهذا ما يثير شبهة التعارض والتنافي مع الآية الكريمة التي تقول بأن الله لا إله غيره، وهو الخالق لكل شيء ((ذَلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) (الأنعام -102)، ولحل هذا الإشكال نقول، أن كل ما يطلق عليه شيء في الوجود هو مخلوق لله عبد ذليل له، قائم بقدرته، ولا حول ولا قوة ولا استقلالية لمخلوق إلا به، وأن كل عملية خلق؛ ما جرت إلا بإذنه، من هنا يصبح فك التداخل والإشكال بسيطا، وهو ما تؤكده الآية الكريمة في حق النبي عيسى عليه السلام حين تقول ((وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ)) (آل عمران - 49)، وواضح من كلام النبي عيسى عليه السلام لبني إسرائيل أنه قال جئتكم بآية معجزة، وهي أني أخلق لكم من الطين شكل طير، وأنفخ فيه بإذن الله والتقييد هنا هو الأذن الإلهي؛ إذ لم يطلق العنان لقدرة عيسى عليه السلام؛ بل جعلها مرهونة بقدرة الله، وقيدها بقيدين أولها أنها آية معجزة من عند الله، وأن عملية الخلق للطير من الطين؛ أنما جرت بالمأذونية الإلهية.
يظهر من ذلك أن النبي عيسى عليه السلام كان واسطة للخلق، وأن عملية الخلق أصالة كانت لله الواحد القهار.

لا تناقض في الآيات القرآنية في مسألة الأمر بين أمرين إذ (لا جبر ولا تفويض)
يعتقد القارئ ـ للوهلة الأولى ـ للآية (78) من سور النساء ((وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ)) (النساء-78) أن مرد السيئة والحسنة هو لفعل الله، ولا دخل للإنسان فيهما، حيث تنسب الآية الكريمة فعلهما لله، والاعتراض هنا يأخذ منحيين اثنين، أولهما كيف ينسب فعل السيئة لله جل شأنه؛ وهو ما يناقض نهج الرحمة الإلهية بالعباد ((......... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)) (الأعراف -156)، فضلا عن كون الجمال الإلهي حيث لا يخرج منه إلا الجميل.
كما أن الآية نسبت أفعال الإنسان الحسنة والسيئة لله، وكأن لا مسؤولية له على أفعاله، ثم تأتي الآية (79) من نفس السورة لتقول ((.... وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ....)) (النساء-79)، فلا شك أن كل موجود في هذا الكون مخلوق لله، فالله خالق كل شيء، وكل مخلوق يحمل بذرة فقره لخالقه في كل آن، وهو احتياج في الإيجاد والتدبير لكل شؤونه، لذلك كل حركته وأفعاله تجري بالحول والقوة الإلهية، إذ لا حول ولا قوه له إلا بالله العلي القدير، من هنا تنسب كل الأفعال بالقوة والتمكين لله، حيث إذا أراد المنع منع وهذا من باب رحمته، وإذا ما منع، مر الفعل كما هو الحال الذي عليه، حسنا كان أم سيئا وباختيار الإنسان ليكون مسؤولا عن فعله، وهذا يعني أن الأمور لا تخرج عن سلطانه.
أما في الآية الثانية والتي تنسب السيئة لله، وهذا لا يتفق مع صفات الكمال والجمال الإلهية كما بينا ذلك، فأعتبر العلماء أن للأفعال جهتين؛ جهة تكوينية وهي وقوع الفعل وحدوثه في الواقع الخارجي، وجهة تشريعية هي الأمر الإلهي بالفعل أو النهي عنه، بغض النظر عن وقوعه أو حدوثه، فمثلا أن الكلام له جهة صدق وجهة كذب، فلو حدث فعل الكلام تكوينا فالله لم يشرع منه إلا جهة الصدق، أما الكذب فقد نهى عنه تشريعا، أما نسبة الإثنين له فهو من باب التمكين للإنسان بالحول والقوة، لا من باب إخراجه كفعل، فيكون أثر ذلك أن قوة الفعل لله وكيفية تخريجه للإنسان، سواء كان بمصادقة التشريع الإلهي أو بمخالفته، ليتحمل الإنسان المسؤولية كاملة عن أفعاله، ومما يؤكد ذلك ويوضحه أكثر هو النص القرآني في الآية الكريمة التي تقول ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) (الأنفال-17) هنا الآية تنسب القتل ظاهرا للمؤمنين في قتالهم للمعتدين الكافرين، ولكن بالأصالة تنسبه لله العلي القدير حيث الحول والقوة منه وبهما قاتل المؤمنون الكافرين، كذلك مباركته وتأييده للنصر هما من أكده وثبته ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) (محمد-7).

اختلاف زمان نزول الآيات ودواعي النزول في القتال
حتى ننفي التنافي والتضاد بين الآيات القرآنية التي نزلت بشأن دعوة الدفاع عن النفس والقتال في سبيل الله، وفي سبيل رفعة الدين، وبين الآيات التي تدعو للسلم والسلام والتسامح، كان لا بد من بيان أن آيات القتال قد نزلت في ظرف وزمان معينين، حيث اتخذت طابع الدفاع عن الدين والنفس ضد عدوان الكافرين، والآية القرآنية الكريمة تشير لذلك ((وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ والفتنة أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)) (البقرة -191) حيث وجود الفتنة التي هي أشد من القتل، والتي مصدرها الكافرين، ولإطفاء نار الفتنة التي تأكل الأخضر واليابس، كان لا بد من قتال مثيريها الذين يأتمرون بأوامر شيطانية تزهق فيه أرواح كثير من المؤمنين الأبرياء، لذلك أمر الله المسلمين بقتالهم، لدرء خطر الفتنة وتبعاتها، وحفاظا على أرواح بريئة مؤمنة من المسلمين، وهذا بحد ذاته يتناغم مع دعوات السلام والتسامح للقرآن الكريم (( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) (الأنفال-61) كما وأشترط القرآن الكريم عدم بدء قتال الكافرين حتى يبدؤا هم القتال، ليكون مبررا للدفاع عن النفس، وهذا ما تؤكده الآية الكريمة التي تشير لشرط انتهاء القتال بتوقف الكافرين وانتهاءهم عنه، وهي بذلك توحي أنهم هم من يبدؤون القتال ((فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) (البقرة -192).
وعليه لا يمكن تعميم ذلك الظرف والزمان، زمان الدعوة الأولى، على ظروف تخالفها، وزمان مخالف لها في وقتنا الحاضر، إذ أن ظروف بداية الدعوة وما جرى فيها من عدوان على المسلمين، استوجبت القتال دفاعا عن دين الله وعن حياة المؤمنين، فكانت آيات القتال دفاعية في وقتها وظرفها الذي حتم نزولها، أما اليوم فلا مبرر للقتال ما دام الإسلام والمسلمين في مأمن من أعدائهم.
إن ما يصوره المغرضين من أن حروب الإسلام الدفاعية كانت هجمات عدوانية شنت على أناس آمنين، هو محض افتراء يكذبه التأريخ النقي المنصف، ودعوات دستور الإسلام (القرآن الكريم) السلمية، (نتكلم دائما في الحروب التي شنت في حدود حياة الرسول الكريم صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كامتداد شرعي له، ولا علاقة لنا بالحروب السياسية التي جرت من بعده تحت غطاء الإسلام وسموها بالفتوحات).
ان ما قيل ويقال من أن فرض الدعوة الإسلامية كان بقوة السلاح، هو كلام مغرض منافق همه التسقيط والتشنيع على الإسلام بما لا يوافق منهجه السلمي وإنسانيته في التعامل مع كل البشر، والقرآن الكريم كذب ذلك بآيات صريحة تدعو لعدم الاعتداء لا بل تدفع باتجاه نهج السلام واتخاذه أسلوبا حتى مع الكافرين إن قبلوا به حلا للمسالمة والمهادنة ((وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) (الأنفال -61)، كما ان الدين الإسلامي يرفض مبدأ الاعتداء على الغير والذي منه شن العدوان المسلح، وعلل ذلك بأن الله القادر لا يحب المعتدين، والآية الكريمة تشير بوضوح في تقييد القتال في الذين يقاتلونكم أي في الذين يبدؤونكم القتال ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) (البقرة-190).
كما تحّث الآية الكريمة على عدم الاعتداء، وذلك بالأمر الإلهي (ولا تعتدوا) وشرطت لتوقف القتال انتهاء الكافرين أولا، فهم المعتدون لتكون استجابة المسلمين على أثر ذلك احتراما وطاعة لله والأوامر الصادرة عنه ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )) (البقرة-193)، يلاحظ كل إنسان باحث عن الحق أن الدين الإسلامي هو دين سلام ومحبة، ولا يحب الاعتداء على الغير، وأن كل دعواته للقتال هي من باب الدفاع عن النفس، وأن منهجه هو السلام مع الغير وعدم الاعتداء. 

لا تعارض في الآيات القرآنية بين الناسخ والمنسوخ
هنالك كلام كثير مشوش في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (البقرة-106)، خلاصته عند من لم يتدبر في آيات الكتاب المبين، أن هنالك آيات قرآنية قد نسخت ما قبلها، أي بمعنى أنها ألغت وجودها، وأي تأثير لها، وكان هذا بسبب فهمه لمعنى كلمة "ننسخ" بمعنى الإلغاء أو المحو، ومنهم من قال أن الآيات المنسوخة تبقى للتلاوة فقط دون حكم وإعمال لها، وهذا كلام غير منطقي لا يتوافق مع النص القرآني الذي يقول بعدم الإلغاء وعدم التعارض ما بين آيات الكتاب، وقد أحدث مثل هذا الكلام إرباكا في الفهم لدى المتلقي، وقد أثار لديه شكوكا بأن آيات الكتاب تتعارض فيما بينها، مما استوجب نسخ آية بأخرى، بمعنى الإلغاء أو المحو، وهذا ما يخالف النص القرآني الصريح الذي يقول أن كلام الله ثابت ولا مبدل لكلماته ((وتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًاَّ لا مبدل لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (الأنعام-115)،((مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد)) (ق -29) كذلك نفى القرآن الكريم أي اعوجاج فيه حيث قال ((الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)) (الكهف -1) وأن الباطل لا يأتيه في حاضره ولا مستقبله ((لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)) (فصلت -42)، ولكي نثبت أن النسخ لا يعني المحو أو الإلغاء، علينا التعريف بالمعنى الاصطلاحي واللغوي لكلمة ننسخ، بعدها نستدل بآيات من القرآن الكريم تثبت صحة كلامنا.
 فمن معاني كلمة ننسخ هي التثبيت أو الكتابة والدليل من كتاب الله حيث يقول في ذلك ((هَـذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) (الجاثية-29)، وتأتي كلمة ننسخ بمعنى المحو والإزالة، نرجع لآية النسخ نقرأها ثانية إذ تقول (ما ننسخ من آية) فأي آية تقصد وقد تعددت معاني الآيات فتارة تكون آية قرآنية كما في قوله تعالى ((تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وانك لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)) (البقرة -252)، وأخرى تكون بمعنى المعجزة الإلهية كما في قوله تعالى ((......... قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ........)) (الأعراف -73) وتارة تأتي بمعنى العبرة أو الحكمة حيث تقول الآية الكريمة ((قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ)) (آل عمران-13)، وقد تعني حكما شرعيا كما في نص الآية التالية ((أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طوافون عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) (النور-58)، إن المقصود بالآية هو الحكم الشرعي، وأن الإتيان بمثلها أو أحسن منها مرهون بالظرف المكاني والزماني، محسوب فيه التطور الفكري والحضري للإنسان بتأثير بيئته، مثال ذلك؛ نسخ القبلة بقبلة مثلها، والقصد واحد هو التوجه لله الواحد الأحد حيث أن كل الديانات السماوية تدعو للتوحيد ((قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)) (البقرة-144)، مع العلم أن ليس هنالك نص قرآني يدعو للتوجه لقبلة بيت المقدس، أما النسخ الآية بأحسن منها، حيث الإتيان بحكم شرعي أحسن من سابقه مثاله، أن كان حكم من يشرك في شريعة موسى أن يقتل نفسه ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) (البقرة-54)، أما حكم المشرك في الإسلام إن رام الرجوع لله بالتوبة فما عليه إلا أن يتوب توبة نصوحا، ويدخل ذلك في التخفيف على أمة الإسلام ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّـهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (التحريم-8)، ثم نأتي للآيات المنسية والتي يقصد بها الأحكام والشرائع التي جاء بها الأنبياء السابقين للنبي الأكرم صلى الله عليه واله ولم يذكرها الله لنبيه ولنا في القرآن الكريم، تعتبر هذه الأحكام والشرائع من الآيات المنسية ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ فإذا جَاءَ أَمْرُ اللَّـهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)) (غافر-78).
يتضح من كل ما سبق ألا تنافي ولا تعارض بين آيات القرآن الكريم إذا أحسنا التدبر في آياته وعرفنا معاني ومقاصد اللغة العربية التي هي لغة القرآن التي نزل بها. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م