15 شوال 1445 هـ   23 نيسان 2024 مـ 12:07 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | تجديد العهد مع الله (الحج) |  تجديد العهد مع الله (الحج)
2018-01-07   921

تجديد العهد مع الله (الحج)

كان الحج في الحضارات والديانات السماوية القديمة؛ ركناً مهماً باعتباره ممارسة تنمي روح الإنسان، أما في الديانات البشرية فهي الأخرى جاءت بممارسات عبادية تشبه إلى حد كبير الحج الذي يأتي به المسلمون اليوم، فقد يكون من الصعوبة حصر وعّد المعلومات التي تؤيد هذه الحقيقة التي ظهرت عبر الألواح الأثرية والهياكل والمخطوطات وشبهها مع تطور العلوم الإنسانية واتساع دائرة التنوع الثقافي والمعرفي في العالم.
وعلى امتداد الأرض، هناك أعداد هائلة من الهياكل ومراكز العبادة التي كانت تعتبر وجهة معتنقي تلك الأديان لأداء ممارسة الحج وفق معتقدهم، فهذه أرض مصر اشتهرت أيام الفراعنة بالهياكل والمعابد التي كان يطوف حولها الناس، وكذلك في حضارة وادي الرافدين، حيث كان السومريون يقومون بمجموعة من الطقوس التي يصطحبها الذبح والقرابين في ممارسات سنوية، أما الحضارة الفارسية فهي الأخرى شهدت طقوساً عبادية سنوية يرتدي فيها الفرس الملابس البيضاء ويقدمون القرابين لآلهتهم، وجميع هذه الممارسات التي قامت بها المجتمعات عبر الحضارات المختلفة والتي شملت الحضارة الرومانية والهندية والصينية أيضاً وغيرها، إنما هي واحدة من مصاديق الحج وفق التعريف اللغوي الذي سنذكره لاحقا.
ولكن الديانات السماوية صدّرت لنا، عبر أنبيائها ورسلها، صورة الحج الذي أراده الله من الناس، وحددت وجهة كل حاج إلى أي مكان يجب أن تكون، حيث يقول الله تعالى في القرآن ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)) (آل عمران ـ 96)، فهذا البيت، وهو البيت العتيق في مكة المكرمة الذي يحج إليه المسلمون كل عام، هو بيت لجميع الناس من مختلف الأديان منذ لحظة الخلق الأولى.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م