16 شوال 1445 هـ   25 نيسان 2024 مـ 4:55 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | شخصيات إسلامية |  عثمان بن حنيف... الثابت على العهد
2022-01-10   723

عثمان بن حنيف... الثابت على العهد

اسمه عثمان بن حنيف بن واهب بن العُكَيم بن ثعلبة بن الحارث بن مَجْدعة بن عمرو بن حَنَش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس (الذي تعود اليه تسمية قبائل الأوس)، المكنى بأبي عمرو، وهو صحابي أوسي انصاري ممن سبق للإسلام 
وكان من أعلام من صاحب النبيّ الأكرم صلوات الله عليه وآله، ومن الأتقياء فيهم، وقد شهد مع النبي صلوات الله عليه وآله جميع المعارك بدء من معركة أحد.
كما أنه ممن عاهد أمير المؤمنين علي عليه السلام، بل أنه ممن أنكر خلافة الخليفة الأول ـ مع صحبة له ـ بداعي أنّ خلافة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وأله تكون في أهل بيته عليهم السلام وبالتحديد في الإمام علي عليه الصلاة والسلام، فسجل بذلك شرف اعترضه على أحداث مؤامرة السقيفة وما جرى فيها من أحداث، بل كان من طليعة المعترضين على الخلافة السياسية للنبي الأكرم والتي تمثلت بخلافة أبي بكر، حيث كان يحتج بشكل علني وصريح بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم وقدموهم فهم الولاة من بعدي، فقام إليه رجل فقال يا رسول الله وأي أهل بيتك؟ فقال علي والطاهرون من ولده، فقد بين النبي صلوات الله عليه وعلى آله؛ فلا تكن يا أبا بكر أول كافر به، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون.
كما تولى عثمان ولاية العراق ابان خلافة عمر، بعد أن شهد له العراقيون بالعدالة، فضلا عن جميع كبير من الصحابة..
ولد عثمان قبل السنة الأولى للهجرة النبوية الشريفة، وربما قبل المبعث النبوي الشريف، حيث ولد في مدينة الكوفة العراقية حيث هاجر لمكة ومنها للمدينة، وله من المواقف انبلها وأشرفها خصوصا وأنه كان من اشد الملتزمين بوصايا النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، ما يجعل منه من الصحابة السابقين في الإسلام من أهل المدينة
كما كان عثمان من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام، ضمن من عُرف بشَرَطَة الخميس، وقد ولاه عليه السلام على البصرة، وكان له دور بارز في معركة النهروان ومعركة صفين ومعركة الجمل، حيث قال فيها قولته المشهورة إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!، دارت رحى الإسلام ورب الكعبة.
ومما يثبت أنه كان من تلامذة أمير المؤمنين علي عليه السلام هو انتخابه له ـ بعد إن بويع أمير المؤمنين علي عليه السلام وصار الأمر له ـ وتوليته على البصرة في أواخر ذي الحجّة من عام (35) من الهجرة النبوية الشريفة، وقيل في أوائل عام (36) من الهجرة، خلفاً لعبد الله بن عامر بن كريز.
وهو ما يعني أنه كان رجلاً جديرا بها، لما يمتلكه من استعداد ولياقة وكفاءة فيما يناط به خصوصا وإن له دورا جهاديا رائدا في صدر الإسلام، كما كام له بطولة نادرة في مجابهة ما يسمى بفتنة الناكثين، حيث واجه من نكث عهده مع الإمام علي عليه السلام ببسالة، بعد أن طوق الناكثون ولاية البصرة وطلبوا منه الاستسلام والخروج من المدينة، إلا أنه قاوم ودافع عن مبدئه 
ولم يهادن، وراح يشتبك معهم لوأد الفتنة العمياء التي تفرق فيها الناس عنه الا قليلا، فوثب الناكثون عليه ونتفوا شيبته وضربوه ضربا مبرحا، حتى قال فيه الإمام علي عليه السلام فارقتني شيخاً وجئتني امرداً، أو أنه قال للإمام عليه السلام فارقتك شيخاً وجئتك امرداً.
كما روي أن الإمام علي سلام الله عليه قد قال في عثمان بعد أن بلغه خبر وثبة طلحة والزبير على البصرة وقتلهما حُكيم بن جَبَلَة وأخرين فضلا عن ضربهما عثمان بن حنيف، وقتلهما من كان يحرس بيت المال في البصرة إنّه أتاني خبرٌ متفظِّع ونبأٌ جليل، أنّ طلحة والزبير وردا البصرة، فوثبا على عاملي فضرباه ضرباً مبرِّحاً، وتُرك لا يُدرى أحيٌّ هو أمْ ميّت! وقتلا العبد الصّالح حُكيم بن جَبَلة في عدّة من رجال المسلمينَ الصّالحينَ، لقوا الله مُوفين ببيعتهم، ماضين على حقِّهم! وقتلوا السّبابجة خزّان بيت المال الذي للمسلمينَ، قتلوهم صبراً، وقتلوهم غدراً.
وبقي أبن حنيف في البصرة مناصرا لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام الى أن وافته المنية صابرا محتسبا وثابتا على عهده لإمامه عليه السلام، حيث توفي في العام (41) من الهجرة الشريفة أو قريب من ذلك، ونقل جثمانه الشريف الى مدينة الكوفة.
وكان لعثمان أخ كريم هو سهل بن حنيف الذي صاحب النبي الأكرم وحضر بيعة العقبة وشارك في بعض حروب النبي صلوات الله عليه وآله حيث كان راميا صنديدا، ومن فرط شجاعته أنه بايع النبي الأكرم على الشهادة، وقد سمع عن النبي وروي عنه، وكان ثقة وعادلا، وقد رافق أمير المؤمنين علي عليه السلام أيضا بل نال شرف تكفينه والصلاة عليه من قبل الإمام علي عليه الصلاة والسلام.
وكان لعثمان بن حنيف أخ اخر، هو عباد بن حنيف.
من جهة الذرية، فقد رزق عثمان بن حنيف عدة أبناء، هم عبد الله بن عثمان وحارثة بن عثمان والبراء بن عثمان ومحمد بن عثمان، وهو من الرواة الثقاة، فضلا عن كونهم من الصفوة الأنصارية، كما كانت له بنت واحدة هي أم السهل.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م