11 شوال 1445 هـ   20 نيسان 2024 مـ 10:47 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | مقالات في القرآن الكريم |  سورة البقرة الشريفة.. الخصائص، الفضائل، الثواب
2021-11-21   1787

سورة البقرة الشريفة.. الخصائص، الفضائل، الثواب

سورة البقرة هي ثاني السور القرآنية ترتيبا في المصحف الشريف، وهي أطول سورة فيه، وعلى هذا فهي من السبع الطِوال.
تُكّون هذه السورة الشريفة جزئين ونصف الجزء من أصل ثلاثين جزء يتكون منها القرآن الكريم، وفيها اشرف الآيات واشهرها كآية الكرسي ونصها: ((اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ))(سورة البقرة ـ 255)، وآية الاسترجاع، ونصها: ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ))(سورة البقرة ـ 156)، وآية السحر، ونصها: ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ))(سورة البقرة ـ 102)، وآية القبلة، ونصها: ((قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ))(سورة البقرة ـ 144)، وآية الشراء، ونصها: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))(سورة البقرة ـ 207)، وآية ابتلاء النبي ابراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، ونصها: ((وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))(سورة البقرة ـ 124)، فضلا عن آيات الربا، ونصوصها: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))(سورة البقرة ـ 278)و((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))(سورة البقرة ـ 275)، وآية التداين، ونصها: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إلى أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وأدنى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))(سورة البقرة ـ 282)، وآية الإيلاء، ونصها: ((لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))(سورة البقرة ـ 226).
كما تمتاز سورة البقرة بما يلي:
ـ عدد آياتها الشريفات مائتنا ست وثمانون آية.
ـ تضمنها أطول آية قرآنية، وهي آية التداين، آنفة الذكر. 
ـ اشتمالها على الكثير من آيات الاحكام الشرعية .

وسورة البقرة مدنية (أي أنها نزلت على رسول الله صلوات الله تعالى عليه ايام تواجده في المدينة المنورة، وليست مكية (من مكة المكرمة)، عدا آية واحدة وهي ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ))( سورة البقرة ـ 281) فهي مكية، حيث نزلت صلوات الله تعالى عليه وآله في حجة الوداع وهو بمشعر منى.
وللبقرة أسماء عدة، منها: البقرة استنادا لقصة بني اسرائيل مع البقرة، سنام القرآن: بناء على حديث رسول الله الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله في حقها: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ سَنَاماً، وسَنَامُ‏ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"، الزهراء: كونها مضيئة كما الزهراء، فهي وسورة آل عمران؛ زهراوان، فسطاط القرآن، بناء على حديث رسول الله الأكرم صلوات الله تعالى عليها وآله في حقها: "ِنَّ أَصْفَرَ الْبُيُوتِ بَيْتٌ لَا يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ فُسْطَاطُ الْقُرْآنِ‏ "


وتتسم هذه السورة المباركة بكونها جامعة للأحكام والمعارف، ففيها عن توحيد الله سبحانه وباقي أصول العقيدة من نبوة ومعاد، وفيها شيء عن الخالق وخلقه؛ وفيها شيء عن  الايمان وأهله، الكفر وأهله، النفاق وأهله، كما تطرقت لقصص بعض الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، دون أن تغفل عن تبيان المعاجز القرآنية، والأحكام الشرعية من صلاة وصوم وجهاد وحج، وقضايا أخرى كتولي القبلة، الزواج والطلاق ، التجارة والدين والربا والإنفاق، ناهيك عن آيات القصاص وبعض آيات الوصية.
ولسورة البقرة فضل كبير، تقارب به فضل سورة الفاتحة المباركة، فعن رسول الله صلوات الله تعالى عليه وآله، أنه أجاب من سأله:
ـ أَيُ‏ سُوَرِ الْقُرْآنِ‏ أَفْضَلُ ؟
فقال صلوات الله تعالى عليه وآله:
ـ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.
فقيل له: 
ـ أَيُّ آيتها أَفضلُ؟
فقال صلوات الله تعالى عليه وآله:
ـ آيَةُ الْكُرْسِيِّ .
ومن فضلها إنها ـ وسورة آل عمران ـ تظللان على المداوم على قرائتهما بغمامتين اثنتين، فقد ورد عن رسول الله الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله، أنه قال: "تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَ آلَ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ ، وَ إِنَّهُمَا يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ [فَرِيقَانِ] مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ"، كما قال صلوات الله تعالى عليه وآله في فضلها: "مَنْ قَرَأَهَا فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ عَلَيْهِ ، وَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَالْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَنَةً لَا تَسْكُنُ رَوْعَتُهُ ، يَا أُبَيُّ مُرِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا ، فَإِنَّ تَعَلُّمَهَا بَرَكَةٌ وَ تَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَ لَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ وَ هُمُ السَّحَرَةُ "

 

ظافرة عبد الواحد خلف

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م