14 شوال 1445 هـ   23 نيسان 2024 مـ 10:45 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | ترجمان القرآن  |  القرآن والإمام الحسين.. المبنى والمعنى
2021-12-20   1409

القرآن والإمام الحسين.. المبنى والمعنى

يؤمن المسلمون بأن الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام إمام هدى، بل وأنه معصوم عن الخطأ والزلل، وهو نبراس الإمامة التي هي توأم وصنو النبوة، وهو ما يجعل جميع حركاته وسكناته مشروعة وعادلة، لأنه  واخيه الإمام الحسن عليهما الصلاة والسلام "إمامان قاما أو قعدا".
والمتأمل منا لحياة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، يجد بأن كل حركاته وتصرفاته تستند الى القرآن الكريم، وتبتنى عليه، بل ويأخذ مشروعيتها منه بما لا شك فيه ولا ريبة، كيف لا وهو وباقي أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام، عدول القرآن وحراسه، بل أنهم القرآن الناطق. 
ومما أُبتني وأستند للقرآن الكريم من مواقف وتصرفات قام بها الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام حركته من المدينة المنورة صوب كربلاء المقدسة بثراه، في معركة الطف الخالدة.
ومما يدفعنا للحديث عن المبتنيات القرآنية لهذه الثورة العظيمة، أمرين اثنين، الأول؛ هو اثبات أنه عليه الصلاة والسلام والقرآن لا ينفكان، والثاني هو أن هذه المبتنيات التي تحرك إمامنا الحسين عليه الصلاة والسلام وفقا لها، تصلح ان تكون كذلك لحركتنا، أسوة به واقتداء بمواقفه، أي أننا يمكن توظيف المنهج الحسيني في حياتنا كلما تطلب الظرف ذلك، وكلما سعى الفساد في توهين الدين ووأد الرسالة. 
ووفقا لذلك، يمكن أن نعتبر حركة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام حركة قرآنية، مادتها القرآن، ومساحاتها هي المساحات القرآنية، ودوافعها ذا الدوافع القرآنية.
والمبتنيات القرآنية هذه ما هي إلا الأرضيات التي استند اليها إمامنا الحسين عليه الصلاة والسلام في تحركه، أي أنها البنود القرآنية التي منحت حركته المباركة الشرعية والمشروعية، ودعته للقيام بثورته، وبخلاف ذلك، فأنه والعياذ بالله، لم يستند للقرآن ولم يسير وفقا لما رسمه له رسول الإنسانية محمد صلوات الله تعالى عليه وآله يوم جعله وباقي أئمة أهل البيت حفظة للقرآن، وعدولا له، بقوله صلوات الله تعالى عليه وآله: "إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ الثَّقَلَ الأَكْبَرَ وَالثَّقَلَ الأَصْغَرَ إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لاَ تَضِلُّوا وَلاَ تَبَدَّلُوا وَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَنْ لاَ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأُعْطِيتُ ذَلِكَ"، قَالُوا: وَمَا الثَّقَلُ الأَكْبَرُ وَمَا الثَّقَلُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ صلوات الله تعالى عليه وآله: الثَّقَلُ الأَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ وَسَبَبٌ طَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ وَالثَّقَلُ الأَصْغَرُ عِتْرَتِي وَأَهْلُ بَيْتِي".
ومما يدل على أن امامنا الشهيد الحسين عليه الصلاة والسلام كان قد تبنى القرآن الكريم منهجا له في حركته هذه، هو ما يعتمده أهل التفسير والتأويل من قواعد تفسيرية تساعدهم في فهم القرآن والسير وفقا له؛ كقاعدة الجري والتطبيق، والتفسير الإشاري للقرآن الكريم، وقاعدة حجية الظواهر؛ مما سنتبينه في قادم الأسطر، خصوصا وإن الإمام الحسين ـ ومن باب اقامة الحجة على الأخرين ـ كان قد ربط كل سكناته وحركاته بأصل قرآني وعصموي، بينه في كل مورد من موارد حركته الكثيرة، ومن هذه المبتنيات، ما يلي: 

كلمة الله هي العليا..
تحدث الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام على هدفه السامي هذا، في عدة موارد، اشهرها يوم قال عليه الصلاة والسلام: "وأنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله، وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله؛ لتكون كلمة الله هي العليا"، وهذا اسمى هدف اشتغل عليه الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام بل أنه هدف الأنبياء والمرسلين، ناهيك عن أنه مما صدقه القرآن الكريم ودفع اليه، كما في قوله تعالى ((وجعل كلمة الذين كفروا السفلىٰ وكلمة اللَّه هي العليا))(سورة التوبة ـ 40).

نصرة دين الله والجهاد في سبيله..
أن يضحي المرء بنفسه وأهل بيته، فلا بد أن يكون ثمة هدف سامي ذاك الذي تقرب له بحياته، وهو ما فعله الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "أنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله، وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله"، وكما واضح، فهذا مصداق لقوله تعالى: (( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير))(سورة الأنفال ـ 72)، وقوله تعالى: ((ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))(سورة النحل ـ 110)، وقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ))(سورة البقرة ـ 218)، وقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا))(سورة الأنفال ـ 74).

محاربة الشيطان، وإطاعة الرحمن..
وهو ما بينه صلوات الله تعالى عليه في قوله: "إنّ هؤلاء القوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن"، وهو ما أكده القرآن الكريم في موارد عدة، منها قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ  (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(169))(سورة البقرة ـ 168 ـ 169)، وقوله تعالى: ((إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا  (117)  لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا  (118)  وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا  (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا  (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا  (121))(سورة النساء ـ 117 ـ 121). 

محاربة المفسدين ومن أبطل وعطل حدود الله.. 
وقد أكد أمامنا الحسين عليه الصلاة والسلام على محاربته للمفسدين ممن يعطل حدود الله، لأن هذه التعطيل لا يتسق والحياة السوية التي يريدها منا الله سبحانه، وقد أكد على ذلك عليه الصلاة والسلام يوم قال: "إنّ هؤلاء القوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين؛ وأنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله؛ لتكون كلمة الله هي العليا".
ومما لا شك في أنه تعطيل حدود الله مما لا يرضه سبحانه، وهو ما أكده في الكثير من الايات الشريفات، ومنها قوله تعالى: ((.......تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))(سورة البقرة ـ 129)، وقوله تعالى: ((تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدْخِلْهُ نَارًا خَٰلِدًا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٌ مُّهِينٌ)(سورة النساء ـ 13ـ14)، وقوله تعالى: ((ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلْعَٰبِدُونَ ٱلْحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلْءَامِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ))(سورة التوبة ـ 112).

إصلاح الدين.. 
كما أكد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام في أن حركته تستهدف إصلاح ما افسده دعاة العهر المفسدين من سلاطين البيت الأموي، ففي مورد اجابته لأخية محمد بن الحنفية، قال عليه الصلاة والسلام: "إنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي.........."، وهو مصداق لقوله تعالى: ((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))(سورة هود ـ 88) وقوله تعالى: ((وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))(سورة الأنعام ـ 48) 

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر..
كما منهج عليه الصلاة والصلاة للمنهج القرآني الداعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما اكده عليه الصلاة والسلام يوم قال: "أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر"، وهو الأمر الذي نادى بها لقرآن الكريم عشرات المرات، بل وأن ليس من أمر اشبع حديثا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))(سورة آل عمران ـ 104)، وقوله تعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ  وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ))(سورة آل عمران ـ 110)، وقوله تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))(سورة التوبة ـ 71). 

احياء سنة رسول الله والمنع من موتها.. 
وفي غير مرة، اكد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام على الحفظ على دين الإسلام من خلال الحفاظ على سنة نبيه صلوات الله تعالى عليه، خصوصا وأن العدو الأموي كان يشتغل كل جهده على إماتة السنة من خلال احياء البدع فيه، بل وحرفها عن جادة الصواب، فما كان من الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام إلا التأكيد على ذلك بقوله: "......وأسير بسيرة جدّي وأبي علي ‌بن أبي طالب"، وقوله في مورد أخر: "وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي"، وقوله في مورد ثالث: "أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه؛ فإنّ السنّة قد أُميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت"، وكل ذلك مصاديق لقوله تعالى: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ))(سورة النور ـ 54) ،وقوله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا))(سورة الأحزاب ـ 36)، وقوله تعالى: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا))(سورة الحشر ـ 7).  

مواجهة الظالمين..
كما قصد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام في حراكه الثوري هذا، مواجهة الظلم والظالمين، لأن اشاعة الظلم مفسدة للعباد، خصوصا وأنه استن بسنة جده رسول الله صلوات الله تعالى عليه وآله يوم قال: "مَن رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغيّر عليه بفعل، ولا قول كان حقاً على الله أن يُدخله مدخله"، وهو ما أكده القرآن الكريم في موارد كثيرة وعديدة، منها: ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ))(سورة هود ـ 113)، وقوله تعالى: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ))(سورة الحج ـ 39)). 

أعزاز المؤمنين ورفض ذلتهم..
وهو مبتنى قرآني نادى به القرآن الكريم في أكثر من مورد، كقوله تعالى: ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ))(سورة المنافقون ـ 8)، وقد أخ الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام على عاتقه تطبيق ذلك عمليا، بشكل حرفي يوم رفض الذل والهوان الذي يمارسه البلاط الأموي على المسلمين، ومن ذلك قوله صلوات الله تعالى عليه: "وإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا برما"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "هيهات منّا الذلة"، وقوله: "لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرُّ فرار العبيد".


ظافرة عبد الواحد 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م