16 شوال 1445 هـ   25 نيسان 2024 مـ 10:07 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | مقالات  |  الخصائص الحسينية
2022-04-16   452

الخصائص الحسينية

منحت المشيئة الإلهية، أئمة أهل البيت، جملة من الخصائص والميزات، لم تُمنح لغيرهم، تفضيلا منه جل شأنه وإمعانا منه في تفضيلهم بعد أن اصطفاهم من خلقه، ومن ذلك مثلا العلم اللدني، والعصمة عن كبائر الذنوب وصغائرها، فضلا عن ميزات أخرى كموتهم استشهادا بحد السيف أو السم، وليس حتف الأنف.
وعلى الرغم من اشتراكهم عليهم الصلاة والسلام في جملة مشتركات، إلا أن فيهم من خُص بخصيصة أو ميزة دون غيره، ومنهم الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، الذي أختصه الله جل شأنه في عدد من الخصائص مما لا يتوافر في غيره، ومنها: 
1. أبوته للأئمة، وكونهم من صلبه:
إذ أنه عليه الصلاة والسلام أبو الأئمة، ومن ذريته يتوالد تسعة أئمة، وبذلك فأن باقي الأصفياء كانوا من نسل الإمام الحسين وليس من نسل الإمام الحسن عليهما الصلاة والسلام، وهي خصيصة حصرية له عليه الصلاة والسلام، وقد ورد عن نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله في هذا المورد: "إن الله اختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين،، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم"، كما روي عنه صلوات الله تعالى عليه وآله أنه قال في حق أبنه الحسين عليه الصلاة والسلام بعد أن أجلسه على فخذيه وقبل عينيه ولثم فاه: "أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم".
ومن هذه الخصيصة تتوالد خصيصة أخرى في كونه عليه الصلاة والسلام الإمام الوحيد ممن يكون اباه أماما وأخاه إماما وأبنه أماما، فقد ورد عن نبي الرحمة صلوات الله تعالى عليه وآله قوله في مورد خطابه للحسين عليه الصلاة والسلام: "أنت الإمام ابن الإمام وأخو الإمام، تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم".
2. سيادته على قافلة الشهداء:
وعلى الرغم من طول قائمة الشهداء ممن ضحى بنفسه في سبيل أعلاء كلمة الله، منذ بدء الخليقة، وحتى يوم الحشر الموعود، إلا أن الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام أمتاز بخصيصة كونه سيدهم وقائد جمعهم، فهو سيد الشهداء في الدنيا والأخرة، حيث ورد في الحديث القدسي: "أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة"، حتى صارت عبارة (سيد الشهداء) من حصرياته عليه الصلاة والسلام. 
كما ورد في حديث اللوح الذي  جاء به جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد كتب على لوح من زبرجد، كتحفة لفاطمة الزهراء عليها السلام وتهنئة لها بولادة الإمام الحسين عليه السلام، وقد احتوى على أسماء الأئمة من أولادها، مع ذكر أهم خصوصياتهم صلوات الله عليهم؛ وكان بالنص: "عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي، إني أنا الله إله إلا أنا، قاصم الجبارين، ومديل المظلومين، وديان الدين؛ إني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل؛ إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، وحجتي البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب".
3. كونه حجة الله البالغة:
وعلى الرغم من كون جميع أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام إنما هم حجج الله على خلقه بعد نبيه، إلا أن الإمام الحسين أمتاز عنهم بكونه حجة الله البالغة، فبه تمتحن الأمة وعلى محبته تفتن، وبمصابه يقاس ولائها لله ولنبيه صلوات الله تعالى عليه وعلى آله.
وفي مورد تفسير كونه حجة الله، فمراده أنه عليه للصلاة والسلام مورد اختبار الأمة يوم تصدى لإصلاح ما حُرف في دين جده صلوات الله عليهما وسلم، فقد صرح عليه الصلاة والسلام بذلك يوم قال: "أني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين".
 الشفاء في تربته:
أمتاز مورد دفنه صلوات الله تعالى عليه بكون ثراه مما تشفى به الأمراض وتشفى به الأسقام، فعن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: "إن الله عوض الحسين من قتله أن جعل الإمامة من ذريته، والشفاء في تربته"، كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام: "في طين قبر الحسين الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر"، وهو مصداق لقول نبي الرحمة صلوات الله تعالى عليه وآله بخصوص تزكية تربة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام يوم قال: "شفاء أمتي في تربتك، والأئمة من ذريتك".
4. بركة زيارته:
وعلى الرغم من كثرة فضائل المشاهد المشرفة بأجساد ائمة الهدى صلوات الله تعالى عليهم، وما تحويه من محاسن وبركات ومنها بطبيعة الحال، مقبولية الدعاء عندها؛ إلا أن بركات زيارة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام مما لا تساويها بركة، ولزائره حصيلة غير تلك التي يتحصلها عند باقي الأئمة عليهم الصلاة والسلام، وقد ورد في فضل زيارته الكثير من الأحاديث الشريفة، ومنها قول الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: "إن أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي: قد غُفِر لك - يا عبدَ الله - فاستأنف اليوم عملاً جديداً"، وقوله عليه الصلاة والسلام في مورد جوابه لمن سأله عمن أتى قبر الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، فقال: "من أتاه شوقاً إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة"، وقوله في مورد أخر في وصف من أتى قبر الحسين بن علي عليهما السلام زائراً عارفاً بحقه، غير مستنكف ولا مستكبر، قال: "يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقياً كتب سعيداً ولم يزل يخوض في رحمة الله"، وأكد ذلك في موقف ثالث بقوله صلوات الله تعالى عليه: "من زار قبر الحسين لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه".

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م