16 شوال 1445 هـ   25 نيسان 2024 مـ 11:09 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2021-10-12   935
عنوان الكتاب:

نقد فسسلفة دارون

الكاتب:

أبي المجد الأصفهاني

نبذة عن الكتاب :

ما زال التصدي لداروين من قبل المتدينين على اختلاف دينهم، من يهوديين ومسيحيين ومسلمين مسؤولية أخلاقية وشرعية، خصوصا وأن هذه النظرية تنسف مباني الخلق والخالق، وتنحاز للطبيعة في ايجاد هذا الكون. 
وقد استدل هؤلاء المتصدين، الى تفنيد الألحاد عموما والدارونية منه بالخصوص، بما يبطل فكرة الإلحاد بعد أن تتبعوا أدلته ليفندوها واحدا تلو الأخر، ويبطلون مبانيها بالمنطق، فضلا عن ابطال مفعولها بالتجريب مرة والتنقيب في أخرى، والتشريح في ثالثة. 
من جهة العلماء المسلمين، ومنهم الشيعة، كان النجفي الأصفهاني ـ بالتزامن مع رد الأسد آبادي الأفغاني بكتابه المشهور (رسالة الرد على الدهريين) ـ ممن رد على هؤلاء الملاحدة وداروين منهم بشكل علمي ومنطقي يشار له بالبنان، وقد وفق آثره بالحفاظ على أيمان المؤمنين بعد أن حاول داروين هدم صوامع المؤمنين وافكارهم بمعسول القول، والتشكيك في المنطق وفقا لما يسمى بالمغالطات المنطقية. 
وهذان الكتابان من أشهر الردود على الملحدين، خصوصا وأن داروين لم يبتكر جديدا، أنما أعاد تدوير الأسئلة الموجودة منذ القدم عن ماهية الخلق والإنشاء مع توسع منه وتنميق للأسئلة التي تراود الملحد. 
وقد تبنى صاحبنا النجفي الأصفهاني رحمه الله في كتابه هذا والموسوم بـ (نقد فلسفة دارون) بالرد على أصل النظرية الداروينية، بدء من موضوع الجرثومة الأولى للتطور، حيث ‘دها أمرا جديدا لا بد له من موجد ومسبب، فضلا عن طرحه لسؤال جوهري يخص التطور نفسه، حيث اعتبر التطور صفة جديدة لا يمكن أن تحصل للكائن الثاني (المتطور) من الأول (المطور) الا من خلال فاعل موجد، ناهيك عن ان الكائن الجديد (المتطور) ستختلف عن سابقه بميزة ما لم تكن موجدة سابقا، فيتساءل الأصفهاني عن أمكانية أن يمنح الكائن القديم صفة لا يملكها أصلا للكائن الجديد، في وقت يعجز فاقد الشيء ان يعطيه.
كما تساءل النجفي الأصفهاني عن سر الحياة الموجود في الجرثومة الأولى والذي استمر مع ما تطور منه حتى وجد في جميع الأحياء ومنها الإنسان.
لذلك فأن لكتاب (نقد فلسفة دارون) الأثر الفعال في صد اهداف الاستعمار الفكري وتخرصاته ممن يحاول زعزعة ايمان المؤمنين بفكرة وجود الخالق العظيم لهذا الكون، بل صار دليلهم المهم لهدم المشكين بالله جل عن ذلك.
والشيخ أبي المجد هو محمد الرضا أبن الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد باقر أبن الشيخ محمد تقي صاحب كتاب هداية المسترشدين.
يلقب شيخنا الأصفهاني بالنجفي بناءا على مولده واقامته في مدينة النجف الأشرف بساكنها في العشرين من المحرّم 1287ﻫ، وقضى مرحلة الطفولة فيها، وفي عام 1296ﻫ سافر مع أبيه إلى أصفهان، وفي عام 1300ﻫ رجع إليها لإكمال دراسته الحوزوية، وبقي مشغولاً بتحصيل العلوم الدينية حتّى نال درجة الاجتهاد، وفي عام 1333ﻫ ليعود مرة ثانية الى مدينة أصفهان، ليباشر بتدريس العلوم الدينية، وممارسة وظائفه الشرعية الأُخرى.
كما سافر النجفي الأصفهاني عام 1344ﻫ إلى قم المقدّسة؛ تنفيذا لرغبة الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ـ مؤسّس الحوزة العلمية في قم المقدّسة ـ ومنذ وصوله شرع بالتدريس في المدرسة الفيضية، وبقي حدود سنتين في قم المقدّسة مشغولاً بالتدريس وتقوية أركان الحوزة العلمية.
استمرّ في تدريس العلوم الدينية حوالي ثلاثين سنة، لم يترك التدريس حتّى خلال السنوات التي ضيّق نظام رضا خان فيها الخناق على الحوزة العلمية، إذ كان يلقي دروسه في منزله، وقد انضوى إلى محفله كثير من الطلّاب الذين صار لهم الأثر الكبير في تاريخ الفكر الشيعي.

تتلمذ النجفي الاصفهاني عند جهابذة العلوم الدينية، منهن: السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي والشيخ فتح الله الأصفهاني المعروف بشيخ الشريعة والشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، وأبوه الشيخ محمّد حسين، الشيخ حسين النوري الطبرسي والسيّد مرتضى الكشميري والشيخ حبيب الله الرشتي والسيّد إبراهيم القزويني الحائري والسيّد إسماعيل الصدر والسيّد محمّد الفشاركي والشيخ رضا الهمداني والسيّد جعفر الحلّي.
أما أبرز تلامذته، فهم كل من: الإمام الخميني والسيّد محمّد رضا الكلبايكاني والسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي والسيّد حسين الخادمي الأصفهاني والسيّد أحمد الحسيني الزنجاني والسيّد محمّد رضا الخراساني والسيّد ريحان الدين المهدوي والشيخ محمّد رضا الباقراني والشيخ فاضل المرندي ونجله الشيخ محمّد علي المرندي والسيّد مصطفى الصفائي الخونساري والشيخ رضا المدني الكاشاني.

تخلق النجفي الأصفهاني رحمه الله ببشاشة ولطافة، كما كان كثير المزاح، إلّا أنّ مزاحه لا يخرجه عن حدّ الرزانة والوقار، فهو يجمع بين وقار العلماء، وظرافة الشعراء، وطرائفه معروفة بين العلماء، يحبّ طلّابه ويتواضع لهم، ويبالغ في احترامهم.
كما كتب الشعر بل وكانت له فيه قدرة فائقة على النظم، وقد ذكر السيّد محسن الأمين قدس سره في كتابه (أعيان الشيعة) ذلك بالقول: "له شعر عربي فائق، لا يلوح عليه شيء من العجمة رغماً عنه أنّه نشأ مدّة في بلاد العجم بعد ولادته في النجف؛ وذلك لاختلاطه بأدباء النجف بعد عوده إليها مدّة طويلة، وملازمته لهم، وتخرّجه بهم كما مرّت الإشارة إليه، ويكثر في شعره أنواع البديع والنكات الأدبية الدقيقة، وقلّما يخلو له بيت من ذلك، ويصحّ أن يُقال فيه: إنّه نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية".
أما من حيث التأليف والكتابة، فقد كتب الشيخ النجفي الأصفهاني الكثير من المؤلفات، منها على سبيل المثال: نقد فلسفة داروين، وقاية الأذهان، ديوان أبي المجد، سمطا اللآل في مسألتي الوضع والاستعمال، جلية الحال في مسألتي الوضع والاستعمال، أداء المفروض في شرح منظومة العروض، إماطة الغين عن استعمال العين في معنيين، السيف الصنيع لرقاب منكري علم البديع، استيضاح المراد من قول الفاضل الجواد، نجعة المرتاد في شرح نجاة العباد، الأمجدية في آداب شهر رمضان، الروضة الغنّاء في تحقيق الغناء، حاشية روضات الجنّات، تنبيهات دليل الانسداد، الإيراد والإصدار.
وقد تُوفّي الاصفهاني رحمه الله في الرابع والعشرين من المحرّم 1362ﻫ بمدينة أصفهان، ودُفن بمقبرة تخت فولاد في أصفهان.


تحميل الكتاب :
جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م