| أخلاقيات الإسلام | الغناء... نفاق يعقبه فقر
2022-07-13 1036
الغناء... نفاق يعقبه فقر
الغناء هو مدّ الصوت مع الترجيع على
النحو المتعارف عند أهل الفسق والفجور، وهو تعريف عرفي أكثر من كونه
شرعي، مع أن المراد من تحريمه هو ذلك الذي يمد متضمنا مفاهيم اثارة
الغرائز وتهييج لشهوات بما يبعث على الفعل الحرام، مع مصاحبة ذلك
للموسيقى التي تزيد من التأثير وتحريك مكامن الشهوة عند الإنسان،
بقصد اللهو والعبثية، واي معنى قريب من ذلك مما هو متعارف عند الذين
يشتغلون به فضلا عن مرافقة ذلك لفعل الجواري والمغنين
والمغنيات.
وقد عبر القرآن الكريم عن رفضه للغناء في أكثر من مورد، حسب تفسير النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وآله اجمعين، باعتبار أن الغناء من القول الزور الذي لا يطابق الحقيقة، فقد فسر الإمام الصادق عليه السلام قوله تعالى ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ))(سورة الحج ــ 30)، بــ أن المراد من قول الزور الغناء، و إن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ما له والملاهي؟ فإن الملاهي تورث النفاق.
كما يعد الغناء من لهو الحديث الذي يراد به إضلال الناس، فقد قال عز من قال ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) (سورة لقمان ـ 6)، وهو ما فسره الرضا عليه السلام بالقول أن لهو الحديث يشمل كل ما يلهي عن سبيل الله وعن طاعته من الأباطيل والمزامير والملاهي والأغاني.
كما يعتبر الغناء لغوا لا ينبغي للمؤمن المرور به، حيث يقول الله سبحانه وتعالى((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا))(سورة الفرقان ـ 72)، حيث قال الإمام الصادق عليه السلام في مورد من لا يشهدون الزور ويتعدون اللغو بأنهم الذين لا يحضرون مجالس الغناء والباطل والفحش واللغو، وإذا مروا بأهل اللغو كرموا أسماعهم عنهم، ونزهوا ألسنتهم عن التفوه به أيضاً، وأعرضوا عنهم ولم يجاوروهم ولم يخوضوا معهم، فهذه صفة الكرام، بأعتبار أن أخبث ما خلق الله، الغناء شر ما خلق الله حسب توصيفه عليه السلام.
واتساقا مع القرآن الكريم، لم تغفل السنة النبوية على مشرفها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، من تبيان معنى الغناء ودواعي حرمته، فقد ورد عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله أنه قال وبعثني لمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية، كما قال صلى الله عليه وآله إن الله تعالى بعثني رحمة للعالمين وأمرني ربي عز وجل بمحق المعازف والمزامير والأوثان والصلب، فضلا عن قوله يوم فتح مكة المشرفة إنما بعثت لكسر الدف والمزمار، حتى أن صحابته رضوان الله تعالى عليهم كانوا قد خرجوا يأخذون أدوات الغناء والطرب ويكسرونها.
لذا، فبعد التبيان القرآني والعصموي، صار موضوع الغناء مما لا جدال في حرمته، إلا أن عظم خطيئته جعل من أئمة الأهل البيت عليهم السلام يمعنون في تبيانه، بما في ذلك لمن يستمع اليه اضطرارا، فقد روي أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قد سأله قائلا جعلت فداك، إن لي جيراناً، ولهم جوار مغنيات يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت بيت الخلاء فأطيل الجلوس استماعاً مني لهم؟ فقال الإمام عليه السلام لا تفعل، قال الرجل والله ما هو شيء آتيه برجلي (أي أستمع باختياري أو أذهب بإرادتي)، إنما هو أسمع بإذني؟ فقال عليه السلام بالله أنت، أما سمعت قول الله تبارك وتعالى ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً)) (سورة الإسراء ـ 36)، وروي في تفسير هذه الآية أنه يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر، والقلب عما عقد عليه، فقال الرجل كأني لم أسمع بهذه الآية في كتاب الله عز وجل من عجمي ولا عربي، لا جرم أني قد تركتها، وأني استغفر الله! فقال الإمام عليه السلام اذهب واغتسل وصل ما بدا لك، فلقد كنت مقيماً على أمر عظيم، ما كان أسوأ حالك، لو كنت بت على هذا؟! استغفر الله واسأل التوبة من كل ما يكره، فإنه لا يكره إلا القبيح، والقبيح دعه لأهله، فإن لكل قبيح أهلاً.
بل أن حرمة الغناء تنسحب الى تحريم التواجد محل اقامته، ومصاحبة العاملين به، فضلا عما أكده النبي الأكرم صلوات الله عليه في حرمة التكسب به، ففي المأثور أن عمر بن قرة قد جاء للنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، قائلا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله كتب علي الشقوة، فلا أراني أرزق إلا بدفي بكفي، فأذن لي في الغناء من غير فاحشة؟! فقال صلى الله عليه وآله لا آذن لك ولا كرامه ولا نعمة! أي عدو الله، لقد رزقك الله طيباً، فأخذت ما حرمه عليك من رزقه وكان ما أحل الله لك من حلاله؟! أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة، ضربتك ضرباً وجيعاً.
كما نهى النبي صلى الله عليه وآله عن بيع المغنيات وإجارتهن في سبيل الغناء، حيث قال عليه وآله الصلاة والسلام لا تبيعوا القيناث، ولا تشتروهن، ولا تعلمونهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام، وهو عين ما بيّنه حفيده الإمام الصادق عليه السلام بالقول قد تكون للرجل الجارية تلهيه، وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت، والسحت في النار.
وما هذا التحريم الا للمفاسد الاجتماعية والأخلاقية المتحصلة منه، بأعتبار أنه من اللغو والكذب والزور، فضلا عما يلازمه من لهو وفساد مما يتصف به المغني، حيث يقول الإمام الصادق عليه السلام بعدما سأل عن السافل فقال أنه من يشرب الخمر ويضرب بالطنبور.
ناهيك عما يورثه الغناء لمن يستمع له، فعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر، كما بين عليه السلام حرمة الاستماع له والإصغاء لطربه، حيث قال عليه السلام من أصغى الى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان، في وقت يكون الص من الخلق والإنشاء هو العبادة لا الهو ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))(سورة الذاريات ـ56).
وقد عبر القرآن الكريم عن رفضه للغناء في أكثر من مورد، حسب تفسير النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وآله اجمعين، باعتبار أن الغناء من القول الزور الذي لا يطابق الحقيقة، فقد فسر الإمام الصادق عليه السلام قوله تعالى ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ))(سورة الحج ــ 30)، بــ أن المراد من قول الزور الغناء، و إن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ما له والملاهي؟ فإن الملاهي تورث النفاق.
كما يعد الغناء من لهو الحديث الذي يراد به إضلال الناس، فقد قال عز من قال ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) (سورة لقمان ـ 6)، وهو ما فسره الرضا عليه السلام بالقول أن لهو الحديث يشمل كل ما يلهي عن سبيل الله وعن طاعته من الأباطيل والمزامير والملاهي والأغاني.
كما يعتبر الغناء لغوا لا ينبغي للمؤمن المرور به، حيث يقول الله سبحانه وتعالى((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا))(سورة الفرقان ـ 72)، حيث قال الإمام الصادق عليه السلام في مورد من لا يشهدون الزور ويتعدون اللغو بأنهم الذين لا يحضرون مجالس الغناء والباطل والفحش واللغو، وإذا مروا بأهل اللغو كرموا أسماعهم عنهم، ونزهوا ألسنتهم عن التفوه به أيضاً، وأعرضوا عنهم ولم يجاوروهم ولم يخوضوا معهم، فهذه صفة الكرام، بأعتبار أن أخبث ما خلق الله، الغناء شر ما خلق الله حسب توصيفه عليه السلام.
واتساقا مع القرآن الكريم، لم تغفل السنة النبوية على مشرفها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، من تبيان معنى الغناء ودواعي حرمته، فقد ورد عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله أنه قال وبعثني لمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية، كما قال صلى الله عليه وآله إن الله تعالى بعثني رحمة للعالمين وأمرني ربي عز وجل بمحق المعازف والمزامير والأوثان والصلب، فضلا عن قوله يوم فتح مكة المشرفة إنما بعثت لكسر الدف والمزمار، حتى أن صحابته رضوان الله تعالى عليهم كانوا قد خرجوا يأخذون أدوات الغناء والطرب ويكسرونها.
لذا، فبعد التبيان القرآني والعصموي، صار موضوع الغناء مما لا جدال في حرمته، إلا أن عظم خطيئته جعل من أئمة الأهل البيت عليهم السلام يمعنون في تبيانه، بما في ذلك لمن يستمع اليه اضطرارا، فقد روي أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قد سأله قائلا جعلت فداك، إن لي جيراناً، ولهم جوار مغنيات يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت بيت الخلاء فأطيل الجلوس استماعاً مني لهم؟ فقال الإمام عليه السلام لا تفعل، قال الرجل والله ما هو شيء آتيه برجلي (أي أستمع باختياري أو أذهب بإرادتي)، إنما هو أسمع بإذني؟ فقال عليه السلام بالله أنت، أما سمعت قول الله تبارك وتعالى ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً)) (سورة الإسراء ـ 36)، وروي في تفسير هذه الآية أنه يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر، والقلب عما عقد عليه، فقال الرجل كأني لم أسمع بهذه الآية في كتاب الله عز وجل من عجمي ولا عربي، لا جرم أني قد تركتها، وأني استغفر الله! فقال الإمام عليه السلام اذهب واغتسل وصل ما بدا لك، فلقد كنت مقيماً على أمر عظيم، ما كان أسوأ حالك، لو كنت بت على هذا؟! استغفر الله واسأل التوبة من كل ما يكره، فإنه لا يكره إلا القبيح، والقبيح دعه لأهله، فإن لكل قبيح أهلاً.
بل أن حرمة الغناء تنسحب الى تحريم التواجد محل اقامته، ومصاحبة العاملين به، فضلا عما أكده النبي الأكرم صلوات الله عليه في حرمة التكسب به، ففي المأثور أن عمر بن قرة قد جاء للنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، قائلا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله كتب علي الشقوة، فلا أراني أرزق إلا بدفي بكفي، فأذن لي في الغناء من غير فاحشة؟! فقال صلى الله عليه وآله لا آذن لك ولا كرامه ولا نعمة! أي عدو الله، لقد رزقك الله طيباً، فأخذت ما حرمه عليك من رزقه وكان ما أحل الله لك من حلاله؟! أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة، ضربتك ضرباً وجيعاً.
كما نهى النبي صلى الله عليه وآله عن بيع المغنيات وإجارتهن في سبيل الغناء، حيث قال عليه وآله الصلاة والسلام لا تبيعوا القيناث، ولا تشتروهن، ولا تعلمونهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام، وهو عين ما بيّنه حفيده الإمام الصادق عليه السلام بالقول قد تكون للرجل الجارية تلهيه، وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت، والسحت في النار.
وما هذا التحريم الا للمفاسد الاجتماعية والأخلاقية المتحصلة منه، بأعتبار أنه من اللغو والكذب والزور، فضلا عما يلازمه من لهو وفساد مما يتصف به المغني، حيث يقول الإمام الصادق عليه السلام بعدما سأل عن السافل فقال أنه من يشرب الخمر ويضرب بالطنبور.
ناهيك عما يورثه الغناء لمن يستمع له، فعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر، كما بين عليه السلام حرمة الاستماع له والإصغاء لطربه، حيث قال عليه السلام من أصغى الى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان، في وقت يكون الص من الخلق والإنشاء هو العبادة لا الهو ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))(سورة الذاريات ـ56).
الأكثر قراءة
20050
18066
12456
9728
9649