11 شوال 1445 هـ   20 نيسان 2024 مـ 2:12 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-10   5690

أوصياء الأنبياء

عرفنا فيا سبق أن اي نبي من الأنبياء، على امتداد العصور والدهور، حين يستكمل رسالته ويحين وقت التحاقه بربه، يكون لزاما عليه أن يعهد عهده الى شخص من الاحياء يتولى الامر من بعدهن لضرورة حفظ الدين وارشاد المؤمنين، وهذا ما حصل لجميع الانبياء على مر العصور، وهذه ضرورة عقلية، قبل أن تكون نقلية، فان كل زعيم أو ملك أو رئيس، الى ايامنا هذه، حين يريد مغادرة مكانه، كخروجه للسفر أو الحرب أو نحوها، يوصي لمن يلي الامر من بعده، من نائب أو وكيل أو ولي عهد يتولى ادارة أعماله، وتصريف شؤون دولته، وهذا الوكيل يجب أن يتمتع بكافة صلاحيات الاصيل غير منقوصة، كي يتسنى له تسيير أمور البلاد لحين عودة الأصيل، وهذا عرف سائد بين الدول والشعوب، وحتى على نطاق القبيلة أو الاسرة.

هنا يكمن بيت القصيد، هل يعقل أن يغادر النبي الدنيا دون أن يترك خليفة يخلفه في أمره؟ وأي أمر أهم من ادارة وإدامة رسالة السماء التي جعلها الله رحمة للعالمين؟ 
لما دنا أجل آدم عليه السلام، أوحى الله اليه، أن يا آدم انى متوفيك ورافع روحك اليّ فأوصِ الى خير ولدك، هبتي التي وهبتها لك وهو شيث، فأوص اليه وسلم اليه ما علمناك من الاسماء والاسم الأعظم، فاني أحب أن لا تخلو أرضي من عالم يعلم علمي ويقضي بحكمي أجعله حجة على خلقي.
جمع آدم جميع ولده ذكورا واناثا، وأبلغهم وصيته لشيث، قال أبناء آدم نسمع له ونطيع أمره، ثم أمر بأن يُصنع له تابوت، جعل فيه علمه والاسماء والوصية ودفعه الى شيث، وقال له إذا حضرتك الوفاة فأوص الى خير ولدك وادفع له هذا التابوت، وهكذا جرت سنة الوصاية من آدم عليه السلام الى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كان وصي آدم عليه السلام شيث، ووصي نوح ابنه سام، ووصي ابراهيم إسماعيل، ووصي موسى يوشع بن نون، ووصي داوود سليمان، ووصي سليمان آصف بن برخيا، ووصي عيسى شمعون، ووصي محمد صلى الله عليه وآلة علي بن ابي طالب عليه السلام، وهو خير الاوصياء لخير الانبياء.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م