14 شوال 1445 هـ   23 نيسان 2024 مـ 6:15 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2020-02-14   1302

الفضل بن شاذان غبطة أهل خراسان

الفضل بن شاذان هو أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري، حيث كان والده شاذان بن خليل من المحدثين المسلمين، وهو من مواليد أواخر القرن الثاني الهجري، وقد انتقل من نيشابور الى بغداد عام (193) من الهجرة الشريفة، بمعية والده وذلك بعد أن مات الطاغية هارون الرشيد (193 هـ)، فأخذ في تعلم القرآن الكريم وهو صغير، على يد إسماعيل بن عباد البغدادي.
ولأبن شادان مكانته العلمية الجليلة التي استمدها من صحبته للإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، وصار بذلك من شيوخ المسلمين المشهورين في علوم الفقه والقرآن الكريم وغيرهما، كما كانت له صولات كبيرة في مواجهة مد المُرجِئة والحشوية والغلاة، فضلا عن محاربته للقرامطة.
كما درس في بغداد عند محمد بن أبي عمير والحسن بن علي بن فضال فيها، وبقي فيها بغداد بين العامين 193هـ ـ 203 هـ، ثم أنتقل للدراسة في مدينة الكوفة وأقام فيها بين العامين 203هـ ـ و207هـ، وحضر خلالها عند حسن بن محبوب وأحمد بن محمد بن أبي نصر وصفوان بن يحيى فضلا عن داسته عند نصر بن مزاحم المنقري، ثم أنتقل الى مدينة واسط ودرس عن حماد بن عيسى ثم عند محمد بن جمهور العمي وأبي جعفر البصري.
وأمتاز ابن شاذان بأنه فقيه كبير، بل أعتبر من الفقهاء الأوائل في عصره وشاهده على ذلك ما كتبه في كتاب "العلل"، الذي اشتمل على بحوث عبادية مهمة، فضلا عن كونه راويا ثقة، وجد اسمه بين أسانيد كثيرة لأحاديث الإمامية كالنجاشي والكشي، ومما يحسب لعلمية هذا الرجل أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قد قال فيه: "أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان، وكونه بين أظهركم"، فضلا عما قاله فيه: "رحم الله الفضل".
أما رأي الفقهاء فيه، فهي أكبر من أن تحصى، ومن أمثلتها ما قاله الشيخ النجاشي رضوان الله تعالى عليه: "كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه".
كما قال فيه الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه: "فقيه، متكلّم، جليل القدر"، فضلا عن رأي العلّامة الحلّي رضوان الله تعالى عليه الذي قال فيه: "كان ثقة، جليلاً، فقيهاً، متكلّماً، له عظم شأن في هذه الطائفة".
ولأبن شاذان مؤلفات عديد، احتفظ التأريخ لنا منها: النقض على الإسكافي في تقوية الجسم، العروس؛ وهو كتاب العين، الوعيد، الرد على أهل التعطيل، الاستطاعة، مسائل في العلم، الأعراض والجواهر، العلل، الأيمان، إثبات الرجعة، الفرائض الكبير، الفرائض الأوسط، الفرائض الصغير، مسائل البلدان، يوم وليلة (حيث أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قد أطلع على هذا السفر وقرره)، معرفة الهدى والضلالة، المعيار والموازنة، الملاحم، النجاح في عمل شهر رمضان. 
أما وفاته رضوان الله تعالى عليه فكانت في مدينته الأم نيشابور، حيث نفي اليها من العراق وذلك في عهد عبد الله بن طاهر والي خراسان بتهمة تشيعه وحبه لآل بيت النبي محمد صلوات الله عليه وعليهم، وقد مرض مرضا شديدا عم (259) هـ، وثم توفي في مطلع العام 260 هـ، وله قبر كبيرة في مدينة نيسابور.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م