14 شوال 1445 هـ   23 نيسان 2024 مـ 1:19 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | أخلاقيات الإسلام |  ان أكرمكم عند الله اتقاكم... إنسانية الإسلام
2021-02-07   440

ان أكرمكم عند الله اتقاكم... إنسانية الإسلام

الانسان هو أرقى الكائنات الموجودة على سطح الارض بلا منازع، فقد أنزله الله من الجنة الى الارض لمقتضى مشيئته، ولم يتركه فيها ضالا حائرا، بل علّمه و كرّمه واستخلفه فيها، وبما أن حياة الانسان في الارض ـ حسب علم الله ـ ستستمر لفترات طويلة، فقد جعل الله له ما يُمَكّنه من العيش فيها بسهولة، رحمة منه بهذا النزيل الضعيف، الذي لا حول له ولا قوة، فهيأ له كافة مستلزمات حياته، الضرورية منها والكمالية، وجعل سَكَنه على شكل مجتمعات، وهذه المجتمعات تحتاج بطبيعة الحال الى جملة من القيم والاعراف والمعايير الاجتماعية، لتسهيل حياة  الانسان فيها، وهذه بمجموعها ما يطلق عليها القيم الإنسانية، ونظرا لحاجة الانسان الماسة لهذه القيم من أجل ديمومة حياته، فقد بعث الله له الانبياء والمرسلين حاملين له الاديان والرسائل السماوية، وهذه الاديان عبارة عن برامج سماوية، لتنظيم الحياة الارضية تحمل بين طياتها تعاليما إلهيّه لضبط حياة الانسان في الأرض، وبما أن مصدر هذه الديانات هو الله جل جلاله، ولأن الله هو محض الخير والرحمة والمحبة، فإنها بمجموعها تحمل بين طياتها كل ما هو صالح ومفيد لحياة الانسان، فلابد له من أن يقتبس من تلك الصفات ما يسهل عليه حياته.
تشمل الانسانية مجموعه من القيم والمعايير، تتمثل في كل ما هو جميل وحسن وملائم للذوق، كالحب والتسامح والاحسان والسلام والبر وحسن الخلق والوفاء وقول الحق والعمل به والرفق بالإنسان والحيوان معا، مبتعدة عن كل ما هو قبيح وغير ملائم للذوق العام، كالظلم والعداوة والحسد والبغض والشر وسوء الخلق.
نفهم من هذا؛ أن كل فضيلة يحملها الانسان ويمارسها في حياته تسمى إنسانية، ولأن الانسان هو خليفة الله في الأرض، فلابد للخليفة أن يحمل بعضا من الصفات الجميلة والحسنة لله سبحانه، فهي بالتالي صفات ربّانيّة بتطبيقات بشرية.


الاسلام والانسانية 
 إن المعنيّين بدراسة الإسلام، بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، يتبين لهم أنه قد أولى عناية بالغة بالجانب الإنساني، وأعطاه مساحة واسعة في تعاليمه وتشريعاته، فلو تأمل الباحث في كتاب الله تعالى، في نسبة العبادات من تلك التشريعات، لوجد أنها لا تزيد على الثلث، بل تقل عنه بقليل، اما الثلثان الآخران فهما مخصصان لما يتعلق بحياة الانسان وأحواله الشخصية ومعاملاته، حتى العبادات ذاتها تحمل في طياتها أيضا جوانب انسانية كعبادة الزكاة والخمس مثلا، فإنها تؤخذ من اموال الاغنياء لتعطى الى الفقراء فهي اذن عبادة إنسانية، كذلك الصلاة فهي عون للإنسان في صراعه مع الحياة ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة))، وكذلك الصوم فإنه مدرسة لتربية إرادة الانسان في مواجهة مصاعب الحياة. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م