9 شوال 1445 هـ   18 نيسان 2024 مـ 9:56 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | اثنولوجيا إسلامية  |  الإسلام في أثيوبيا.. محاولة لإثبات وجود ضد قمع الكنيسة السياسية
2021-07-19   1265

الإسلام في أثيوبيا.. محاولة لإثبات وجود ضد قمع الكنيسة السياسية

عرفت أثيوبيا قديما ببلاد كوش، إلا أن العرب هم من أطلقوا عليه لفظة "الحبشة"، والتي تسمى اليوم سياسيا بإثيوبيا، واثيوبيا؛ لفظة أطقت من قبل الإغريق، وكانوا ا يريدون بذلك معنى اصحاب الوجه المحروق، لأن الأثيوبيين كانوا شديدي السمرة، بل أنهم سود البشرة.
اثنيا تقع اثيوبيا اليوم ضمن ما يسمى بالحبشة التي تضم كل من إثيوبيا وجيرانها شعوب إريتريا وأوجادين.
تقع أثيوبيا في القسم الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، ويقع جزؤها الأكبر في القرن الأفريقي، والذي هو الجزء الشرقي من اليابسة الأفريقية، وتحدها جمهورية السودان من الغرب والشمال، ودولة إريتريا ودولة جيبوتي من الشرق حيث البحر الأحمر، في حين تحدها من الجنوب كينيا، ومن الجنوب والجنوب الشرقي الصومال.
تبلغ مساحة أثيوبيا اليوم قرابة (1.223.600 ) كيلو متر مربع أي ما يقارب (435071) ميل مربع، وهي بذلك في المرتبة (27) من حيث المساحة الجغرافية بين دول العالم.
استوائيا، تقع أثيوبيا بين خطي عرض (15) درجة و (3) درجة شمالا، وخطي طول (33)° و( 48) °.
وأثيوبيا عبارة عن مجمع من المرتفعات الواسعة الجبال وعلى سفوحها هضاب واسعة تشكل بفعل ما يسمى بالصدع العظيم الذي يمتد عادة إلى شمال اثيوبيا وشرقها، وجنوبها وغربها، وسهوب اثيوبيا شبه صحراوية.
وقد منح هذا التنوع التضاريسي في اثيوبيا الحدة في مناخها والجدب في تربتها، فضلا عن قلة الغطاء النباتي الطبيعي وهو ما نعكس على أنماط الاستيطان فيها.
كما تتنوع إثيوبيا بيئيا، ففيها الصحاري الكبار خصوصا على طول حدودها الشرقية، كما تحتوي غابات استوائية تمتد من جنوبها إلى أجزاءها الشمالية والجنوبية الغربية.
كما تقع بحيرة تانا في الجزء الشمالي من اثيوبيا، وهي المنبع الأصلي لنهر النيل الأزرق.
ديموغرافيا، فأن الإسلام هو ثاني اكبر الديانات في إثيوبيا بعد المسيحية، حيث دخل الإسلام اثيوبيا سنة (615) ميلادية ـ إذ يتراوح عدد المسلمين من 43 مليون مسلم وهم بذلك يشكلون ما نسبته 46% من السكان الأثيوبيين، ويقسم المسلمين في اثيوبيا بين الأغلبية الصومالية والعفار والأرگوبا والهرري.
وقد وصل الإسلام الى اثيوبيا (الحبشة)  بقافلة صغيرة من المسلمين المهاجرين من بطش قريش وذلك في العام الخامس من البعثة النبوية الشريفة، بعد أن اختاروها بداعي عدل حاكمها، فضلا عن جوارها الجغرافي من بلاد المسلمين، إلا أن وصول الإسلام للحبشة بشكل فعلي وعقائدي كان من خلال الممر البحري من بلاد العرب عبر البحر الأحمر ومضيق عدن، وذلك من خلال التجارة بعد أن اشتد عود الإسلام وقويت شوكته وذلك بعد السنة العشرين من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة واتم التسليم.
وبعد فتح مصر الكنانة، تواصلت موجات إسلام الحبشيين بشكل اكبر خصوصا من قبل قبيلة (النجاة) الذين تمتد أرضهم من حدود مصر الجنوبية حتى حدود الحبشة، حيث بدأوا بنقل الإسلام ـ بعد أن استحسنوا اسلام المصريين وسلوكهم وصدق تعاملهم ـ حتى وصل الإسلام الى جميع نواحي الحبشة، من خلال التجار العرب فضلا عن كبار قبائل الجهينة وقيس وربيعة وعيلان.
وساد الإسلام النطاق السهلي الساحلي في شرقي الحبشة، والمعروف الآن باسم (إرتريا) كما توغل إلى المرتفعات الجنوبية، بل وصل إلى وسط الحبشة واستمر بالتوسع على الرغم من التضييق الذي تعرض له المسلمون الأثيوبيين من قبل الامبراطور يوحنا في نهاية القرن الحادي عشر الهجري، إلا أن وصول الإمبراطور (الجالا) الى الحكم، ساهم في انتشار الإسلام في اثيوبيا خصوصا بين قبائل (التجري) القاطنين في القسم الشمالي من هضبة الحبشة، الى أن وصل الامبراطور تيودور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث اعاد سنة اضطهاد المسلمين مرة ثانية في أثيوبيا. 
اما اليوم فينتشر المسلمون في أثيوبيا في معظم الأقاليم الجغرافية وبين معظم المجموعات العرقية، ويتمركزون بدرجة كبيرة في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية والغربية الشمالية.

كما تعد أثيوبيا ضمن الأحد عشرة دولة الأكثر قومية مسلمة في العالم، إذ إن أعداد المسلمين في أثيوبيا أكثر من مسلمي المملكة العربية السعودية والسودان والعراق وأفغانستان، حيث يشكل المسلمون في أثيوبيا أكثر من 46% من المجموع الكلي للسكان أي حوالي (43) مليون نسمة من أصل سكان إثيوبيا الذين بلغوا 103 مليون نسمة، إلا أنه على الرغم من تواجد المسلمين في أثيوبيا بهذه العدد الضخم، إلا أننا نجد أن المؤرخين الأثيوبيين والأجانب يميلون للنظر لأثيوبيا على أنها دولة مسيحية، مع أنهم لو أمعنوا النظر قليلاً في الإسلام في أثيوبيا سيرون بأنه يمثل تمدد جغرافي كبير، ولكن لعل تلك النظرة مردها إلي أن إثيوبيا تتألف من كلته مسيحية مسيطرة سياسيا وبقوة. 
سياسيا.. منح الدستور الأثيوبي الصادر عام 1994م بعض الحقوق الدينية للمسلمين، ومنع شيء من اضطهادهم وذلك من خلال فصله الدين عن الدولة وأن لا يكون هنالك دين محدد لدولة اثيوبيا، ولا تتدخل الدولة في الشؤون الدينية، كما لا يتدخل الدين في شؤون الدولة، وهو ما منح المسلمين شيء من الحرية العقائدية من خلال الحد من نفوذ الكنيسة خصوصا تلك السياسية منها.
تنتشر في إثيوبيا مجموعة من المدارس الإسلامية في العاصمة أديس أبابا وغيرها من المدن الأثيوبية، وينحصر هدفها في تدريس وتعليم الطلبة المسلمين مادة التربية الإسلامية واللغة العربية كمادة أساسية بجانب المواد الدراسية الأخرى، بمعنى أن هدف هذه المدارس ديني في المقام الأول والأخير، لذلك غالبًا ما يبدأ طلبة هذه المدارس بحفظ  أجزاء من القرآن مع القليل من فهم معانيها.

مظومية طويلة بداعي العقيدة

مظومية طويلة بداعي العقيدة

مسلمو أثيوبيا

مسلمو أثيوبيا

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م