16 شوال 1445 هـ   25 نيسان 2024 مـ 11:07 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | محمد قبل النبوة |  زواج النبي محمد صلى الله عليه وآله من السيدة خديجة عليها السلام
2022-04-21   1224

زواج النبي محمد صلى الله عليه وآله من السيدة خديجة عليها السلام

خديجة بنت خويلد امرأة من اُسرة عريقة النسب عرفت بالسمعة الطيبة والخلق الكريم وميلها إلى "الحنفية" - دين إبراهيم الخليل عليه السلام.
أبو خديجة، هو خويلد الذي نازع ملك اليمن وتصدى له عندما أراد أن ينقل الحجر الأسود إلى اليمن، وعلى الرغم من كثرة أنصار ملك اليمن آنذاك، إلا أن خويلد أصر على التصدي له دفاعاً عن مناسك دينه وعقيدته.
أما جدها، فهو أسد بن عبد العزى أحد كبار القوم المشاركين في حلف الفضول لنصرة المظلوم، وورقة بن نوفل، هو ابن عمها وكان قد درس كتب النصارى واليهود وعاشرهم أيضا.
ويصعب كشف سيرتها قبل زواجها من محمد صلى الله عليه وآله لأن كتب التاريخ لم تتناول سيرتها بشكل مفصل، كما أن هناك خلاف حول ما إذا كانت عليها السلام قد تزوجت قبل محمد صلى الله عليه وآله برجال آخرين أو لا، إذ روي أنها تزوجت قبله برجلين ولها منهما أولاد، لكن روايات أخرى تقول إنها كانت بكراً عندما تزوجها محمد صلى الله عليه وآله.
أما عمرها عند زواجها منه، فهو الآخر محل خلاف، فقد روي أنها حين تزوجت كان عمرها 25 عاماً، وفي رواية أخرى إنه كان 28 عاماً، وهناك روايات تقول إنها كانت في الـ 30 و35 وحتى 40 عاماً.

محمد صلى الله عليه وآله وخديجة عليها السلام 
في الـ 25 من عمره، خرج محمد صلى الله عليه وآله مضارباً - عقد شراكة بالربح بين طرفين أحدهما بالمال والآخر بالجهد- بأموال خديجة بنت خويلد باقتراح من عمه أبي طالب عليه السلام والذي قام بدور الوسيط لنجاح هذه التجارة.
فكانت أولى رحلات التجارة إلى الشام برفقة "ميسرة" غلام خديجة بنت خويلد، الذي تملكه حب محمد صلى الله عليه وآله بسبب هذه الرحلة التجارية، وتمكن فيها من تحقيق نجاحٍ باهر وإحراز أرباح وفيرة.

الزواج المبارك 
لقد انجذبت خديجة بنت خويلد إلى صدق حديث محمد صلى الله عليه وآله وعظم أمانته وكرم أخلاقه، وزاد ذلك ما رواه لها غلامها "ميسرة" من كرامات حدثت أثناء رحلتهم التجارية إلى الشام، فزاد اهتمامها به، ودخل إلى قلبها وانبثقت فكرة الاقتران به.
وعندما أظهرت خديجة عليها السلام رغبتها بالاقتران من محمد صلى الله عليه وآله، كما أشارت إلى ذلك النصوص المتظافرة، ذهب أبو طالب مع جماعة من أهل بيته لخطبتها من وليها آنذاك وكان عمها "عمرو بن أسد".
وفي بيتها، افتتح أبو طالب عليها السلام الحديث مع عمها بالحمد والثناء على الله قائلا: "الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ...".
إلى أن قال: "ثمّ إن ابن أخي هذا - أي محمد - ممن لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاًّ في المال; فإن المال رفد جار، وظل زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك، برضاها وأمرها والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله... وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم، ودين شائع ورأي كامل".
ولأن لمحمد صلى الله عليه وآله كانت المكانة العالية والعظيمة في نفوس الناس لدرجة عجيبة، ضمنت خديجة بنت خويلد المهر، واعترض البعض على ذلك، واستغرب أن يكون المهر على النساء لا الرجال كما هو المتعارف.
وكان من رد أبي طالب عليه السلام على مثل هذه الادعاءات: "إذا كانوا -أي الرجال- مثل ابن أخي هذا طُلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلاّ بالمهر الغالي".

الذرية المباركة
اختلف المؤرخون في تحديد عدد أولاده، لكن الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام نسبت إليه ما يلي:
1. القاسم.
2. عبد الله، وهو المعروف أيضاً بالطاهر والطيب، وقد ذهب بعض المؤرخين إلى اعتبار لقبي عبد الله (الطاهر والطيب) ولدين آخرين لمحمد صلى الله عليه وآله.
3. أم كلثوم.
4. رقية.
5. زينب.
6. فاطمة.
ويقول الشيخ الطبرسي، وهو من أبرز علماء الشيعة: "فأول ما حملت ولدت عبد الله بن محمد وهو الطيب "الطاهر" والناس يغلطون فيقولون: ولد له منها أربعة بنين القاسم وعبد الله والطيب والطاهر، وانما ولد له منها ابنان، الثاني: القاسم، وقيل: ان القاسم أكبر، وهو بكره، وبه كان يكنى. وأربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.".
أما ترتيب الاولاد، فيفصل ذلك ما رواه العلامة المجلسي (1037- 1111هـ) وهو أيضا من كبار علماء الشيعة، إذ ينقل عن الكازروني عن ابن عباس قال: "أول من ولد لرسول الله بمكة قبل النبوة القاسم وبه كان يكنى، ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم ولد له في الإسلام عبد الله فسمي الطيب والطاهر، وأمهم جميعا خديجة بنت خويلد. وكان أول من مات من ولده القاسم ثم مات عبد الله بمكة، فقال العاص بن وائل السهمي. قد انقطع ولده فهو أبتر، فأنزل الله تعالى: ((ِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)) ﴿الكوثر - ٣﴾".

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م