10 شوال 1445 هـ   19 نيسان 2024 مـ 7:59 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-02   5058

الخاتمية والشمولية والحفظ من التزييف والتزوير ... خصائص الإسلام

يمكن فهم حقيقة الإسلام من خلال فهمنا لخصائصه التي تشكل بمجملها موائزا يمتاز بها عما سبقه من رسالات، وبذلك تمنح المؤمن بها ـــ الرسالة ـــ اطمئنانا وجدانيا بعظمتها وبكونها من لدن الحق تعالى، ومن ذلك:
1. حفظها وصيانتها من التحريف والتزوير ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر ـــ 9).
وهذا اهم ما تختص به هذه الرسالة عما سبقها من رسالات، إذ ان شاهد هذه الرسالة ومحركها ـ القرآن الكريم ـ حفظ من التزوير والتحريف والتعدد من خلال تدوينه مباشرة ـ اثناء نزول الوحي به ـ من خلال كتبة أمناء، فضلا عن حفظه في صدور المسلمين الأوائل بشكل متناسق ومتواتر لا يقبل الطعن، على خلاف تعدد الإنجيل الى أناجيل، وكذلك التوراة، فضلا عن عدم اتساق الكثير منها، وهو ما شهد به أتباع هذه الديانات.
2. الشمولية ((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين))(النحل ـــ89)، ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إله إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))(الاعراف ـــ158).
كما تمتاز الرسالة الإسلامية بشموليتها من حيث الديموغرافيا السكانية أولا؛ إذ إنها لم تختص بقوم دون اخرين، فضلا عن اجتيازها المحددات الجغرافية، من خلال عدم تخصصها بمصر دون مصر.
3. الخاتمية ((مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِنْ رِجَالِكُمْ ولَكِنْ رَسُولَ اللهِ وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيما)) (الأحزاب ـــ 40).
كون الإسلام هو الرسالة الخاتمة وأن رسولها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وإله هو النبي الخاتم، يعتبر خصيصة مميزة لها وله، فمع كونهما خاتمين إنما يدل ذلك على نقض احتمالية ان تكون رسالة بعدها ولا رسول، وهذا يحتم بالضرورة أن تكون مستغرقة للمستقبل وممتدة لكل العصور. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م