10 شوال 1445 هـ   19 نيسان 2024 مـ 11:57 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-02   4011

أيديولوجيا الإسلام

إن إطلاق اصطلاح الأيديولوجيا على الدين ككل والإسلام منه على وجه الخصوص، لا يعدو كونه توصيفا مجازيا، وإلا فالدين اعظم واكبر من مفاهيم الأيديولوجيا والأدلجة، وإن عنيا بتوصيف النسق الكلي لأفكار ومعتقدات وتوجهات عامة مما يكمن في سلوك معين، وتوصيفنا للإسلام بالأيديولوجيا إنما نريد منه تفسيرا للأسس الأخلاقية التي تشكل حضوره الواقعي بما يبرر سلوك معتقديه ويضفي عليهم الشرعية الوصفية كمنظمين ضمن نظامه القائم، فضلا عن ان حركيته ومواكبته لكل عصر وقطر واستجابته للمتغيرات الزمانية والمكانية؛ كديناميكية لثوابته؛ تسوغ لنا هي الأخرى إطلاق هكذا توصيف . 
  وإيديولوجيا الإسلام تكمن فيما يؤسسه من منظومة تسليمية بالخالق الموجد واجب الوجود الذي هو الله، فضلا عن تأسيسه لمنظومة إيمانية تلزم معتنقي الإسلام بضرورة ايمانهم بجميع انبياء الله ورسله وكتبه مع تثبيت أن النبي محمد صلى الله عليه وإله خاتمهم ورسالته خاتمة لرسالتهم والقرآن الكريم كتابه السماوي الذي لا يؤتيه الباطل ابدا.
وأخيرا، يثبت الإسلام مرجعية خلق الله للكون وإنشاءه من عدم، والبعث ليوم العدالة السماوية المتمثلة في اليوم الأخر. 
وبين كل هذه الأيديولوجيا، ينظر الإسلام لثوابت اخرى كثيرة كالعبودية لله وحدة وبخلافه فالحرية هي المنحة الإلهية التي لا تقبل الجدال، فضلا عن تذويبه لكل الموائز التي تميز الأفراد سوى تلك التي تتعلق بتقوى الله، وبذلك فالعرق والقومية والجنس حدود متهاوية في المفاضلة بين المسلمين.
وبغية تحقيق هذه الأيديولوجيات، يثبت الإسلام جملة ثوابت ويجعل منها كليات لجزئيات كثيرة تشكل بمجملها المنظومة الإسلامية، ومن ذلك ما يأتي: 
ـــ المنظومة المجتمعية: ويؤسس من خلالها؛ بيئة متكاملة من التكافل الاجتماعي. 
ـــ المنظومة القيمية: ويؤسس من خلالها لبرنامج ترويض النفس وكبح جماح مطامحها على حساب الأخرين. 
ـــ المنظومة الحقوقية: ويؤسس من خلالها لبيئات سليمة تضمن عدم تضارب المصالح وتمنع من الجشع والطمع.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م