11 شوال 1445 هـ   20 نيسان 2024 مـ 9:43 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | شخصيات إسلامية |  دعبل الخزاعي... عندما يكون اللسان سيفا
2020-05-06   2263

دعبل الخزاعي... عندما يكون اللسان سيفا

واسمه محمد بن عليّ بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل بن خداش بن خالد بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر (خزاعة) بن مزيقياء، ويكنى بأبي علي.
ولد في الكوفة سنة 148 للهجرة الشريفة، وعاصر ثلاثة من أئمة المسلمين، هم كل من الإمام موسى بن جعفر الكاظم والإمام علي بن موسى الرضا والإمام محمد بن علي الجواد عليهم السلام.
نشأ وترعرع دعبل في بيت من بيوت الشجاعة! بعد أن استشهد بعض اخوته في سبيل الإسلام بعهد رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام، فصار من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، خصوصا أحاديث عن الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام.
كما اتسم موطن ولادته بالأدب والعلم، لأن بيته من فضليات بيوت العرب فصاحة، وهو ما عجل من شاعريته وجعل من حرفته الشعر والأدب كانعكاس لحياة جده رزين وابوه علي وعمه عبد الله وابن عمه محمد؛ باعتبار أن جميعهم كانوا شعراء كبار يشار لهم بالبنان.
ولما كان دعبل شاعر القضية والمبدأ، فقد دفع في هذا السبيل حياته، خصوصا وأنه أنتهج منهج أل بيت النبي محمد صلوات إله عليهم اجمعين، ليكسب قبالة ذلك؛ عداء الحكام الظالمين.
وتحسب له إنه أنشد ذات يوم في حضرة الإمام الثامن الضامن علي بن موصى الرضا تائيته المعروفة، وكان مستهلها:
مدارس آيات خلــــت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
حتى وصل للبيت القائل:
خروج إمام لا محالــــــة خارج يقوم على أسم الله والبركــــات
يميز فينا كل حــــــق وباطــــل ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الإمام الرضا عليه السلام بكاء شديدا، ورفع راسه قائلا لدعبل:
ـ يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين.
ثم استرسل دعبل قائلا:
لقد خفت في الدنيا وايام سعيها وإني لأرجو الأمن بعد وفاتـي
فقال له الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام:
ـ آمنك الله يوم الفزع الأكبر.

وبذلك؛ عُدّ دعبلا من شعراء أهل البيت النبوي عليهم السلام، ومن المتجاهرين في الموالاة لهم والمتبرّئين من أعدائهم، خصوصا وأنه ينتخب أعتى الطغاة كمحل لسهام هجوه ومنهم الخلفاء والأُمراء الذين يستحقّون الهجاء؛ بسبب سوء أفعالهم وأعمالهم من أئمّة أهل البيت عليهم السلام.
حتى قيل له ذات مرة:
ـ لماذا تهجو مَن تخشى سطوته؟ 
فقال: 
ـ إنّي أحمل خشبتي منذ خمسين سنة، ولست أجد أحداً يصلبني عليها.

تُوفي دعبل رضوان الله تعالى عليه سنة 246هـ، اغتيالا؛ بداعي هجوه لمالك بن طوق (وقيل لهجوه المعتصم العباسي)، وكان عمره آنذاك (97) عاما، ليدفن بنواحي الأهواز في مدينة سوس الإيرانية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م