11 شوال 1445 هـ   19 نيسان 2024 مـ 1:13 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2021-09-21   1896

أبو أيوب الإنصاري... الصحابي الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم

وهو خالد بن زيد بن كليب النجاري، المعروف بكنيته "أبو أيوب الأنصاري"، صحابي أنصاري خزرجي، أسلم قبل الهجرة النبوية الشريفة، وشهد بيعة العقبة الثانية مع تسعة وستون رجلا وامرأتين من الأوس والخزرج، بايعوا النبي محمد صلى الله عليه وآله على النصرة والإعانة؛ فواعدهم عليه السلام بالجنة.
كما شهد جميع مشاهد النبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله، وقد خصه صلى الله عليه وآله وسلم بالنزول في داره ساعة هجرته من مكة الى يثرب (المدينة المنورة لاحقا)، من خلال ما عرف في حينها بقصة الناقة المأمورة، بعد ان طمعت القبائل والأفراد بشرف ضيافة النبي الكرم لديها، فراحوا يعترضون ناقته على أمل النزول عندهم، الا أنه امرهم بابتسامة حنون، أن "خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة"، وأمعن النبي الأكرم في ترك الناقة حسبما تختار وتحط الرحال دون ان يزم عليها او يثنيها او يستوقف خطاها، فبركت الناقة ثم نهضت وطافت لتعود وتستقر ثانية في ذات المكان ـ بيت أبو أيوب الأنصاري ـ فحل رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفا عنده، ما جعله في مورد غبطة من أهل المدينة المنورة.
كما حضر أبو أيوب المؤخاة التي آخى فيها النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، بين المهاجرين معه؛ وأنصاره في المدينة المنورة، فكانت حصته من المؤخاة أن آُخي بينه وبين مصعب بين عمير.
وشهد أبو أيوب بدراً وأُحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليتمم إخلاصه لرسول الله بأن استمر على منهج الإمام عليه عليهما السلام فكان من السابقين إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام والثابتين في حماية حقِّ الخلافة، ولم يتراجع عن موقفه هذا قط، بل وإنه من ضمن العصبة الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله؛ ودافعوا عن حقِّ الإمام علي عليه السلام في حقه السماوي، حتى أنه لم يَدَع ملازمة الإمام عليه السلام وصحبته، بل وأشترك معه في كافَّة حروبه التي خاضها ضدَّ مثيري الفتنة، وكان على خيَّالته في النهروان، وبيده لواء الأمان.
كما كان أبو أيُّوب من الصحابة المكثرين في نقل الحديث، فروى عن النبي الأكرم الكثير من الأحاديث، كما انه روى الكثير من فضائل الإمام عليه السلام، كونه أحد رواة حديث الثقلين وحديث الغدير؛ كما قال الأصبغ:"نشد علي الناس في الرحبة:"مَن سمع النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خُم ما قال إلّا قام ولا يقوم إلّا مَن سمع رسول الله يقول"، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب الأنصاري، فقالوا: "نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله" يقول، "ألا أنّ الله عزّ وجل وليي وأنا وليّ المؤمنين، ألا فمَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبّ مَن أحبّه، وأبغض مَن أبغضه، وأعن مَن أعانه".
كما نقل عنه لكلام رسول ‏الله صلى الله عليه وآله للإمام عليه السلام حين أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، ودعوتهِ صلى الله عليه وآله لأبي أيُّوب أن يكون مع الإمام علي عليه السلام.
وقد قال فيه الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام:" الذين مضوا على منهاج نبيّهم صلى الله عليه وآله، ولم يغيّروا، ولم يبدّلوا مثل أبي أيوب الأنصاري، وأمثالهم رضي الله عنهم، ورحمة الله عليهم".
كما قال فيه الشيخ محيي الدين المامقاني:"ينبغي عدّ المترجم (أبو ايوب الأنصاري) من جملة الصحابة القلائل الذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا ولم ينحرفوا عن منهاج نبيّهم صلى الله عليه وآله، وتلك مكرمة قلّ مَن سعد بها، ومَن ألمّ بتاريخ حياته ومقاماته ومواقفه وأقواله وشهاداته ورواياته لا يشكّ بأنّه ثقة جليل، بل من أوثق الثقات، وأجلّ الصحابة، فرواياته تعدّ صحاحاً بلا ريب عندي".
وقد وافت المنية أبو أيوب الأنصاري رضوان الله تعالى عليه سنة 52 للهجرة النبوية الشريفة وهو في القسطنطينية من اعمال تركيا حاليا. 
وقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله بقوله: "يُدفن عند سور القسطنطينية رجل صالح من أصحابي".

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م