17 شوال 1445 هـ   26 نيسان 2024 مـ 9:28 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2021-10-12   1762

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... الغايات والضرورات

المعروف؛ لغة هو كل ما يستحسنه الشرع ويؤيده العقل من قول أو فعل؛ يدخل في باب طاعة الله ورسوله؛ وهذا ما يدعو له الدين الإسلامي؛ ويحث عليه.
والمنكر؛ هو كل يستقبحه الشرع والعقل قولا وفعلا لينهى عنه، كونه يشكل مفسدة للإنسان، بحرفه عن صراط الحق ليدخله في صراط الباطل؛ عصيانا لله ورسوله.

غاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لمنظومة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قصود وغايات، هي:
1. إصلاح شأن الإنسان، وتوجيهه الوجهة الصحيحة في إتباع صراط الحق ((وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)) (المائدة-84).
2. التشجيع على عمل المعروف قولا وعملا من خلال الدعوة إليه بشكل منظم، وقد أخذت هذه الدعوة صيغة الفرض في الخطاب القرآني ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (آل عمران-104).
3. التأثير الشمولي على حياة الإنسان، لأنهما ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ مفهومان شموليان يدخلان في كل مجالات حياة الإنسان، عقائديا وقيميا، وعليه أصبحا يشكلان ركنا مهما من أركان الانتماء الإسلامي بما يخدم الإنسان، وعلى أثر ذلك كان دورهما كبيرا ومؤثرا في حياته، وسعادته مرتهنة بحسب استجابته وانقياده لهما.
4. إبعاد الإنسان عن كل ما يفسد حياته؛ ويجلب له غضب الله فيما لو ارتكب المعاصي أو فكر في ارتكابها؛ بتأثير نفسه الأمارة بالسوء أو بتأثير المس الشيطاني ((منَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) (الأعراف -201)، يؤيده الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه واله: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
5. بيان البعد الإنساني والأخلاقي لهذه الأمة ـ الأمة الإسلامية ـ الذي أهلها لحمل آخر رسالة سماوية شاملة؛ جاءت للناس كافة؛ ليؤكد على أنها الأجدر والأقدر على حمل الرسالة بما تحمله من قيم إنسانية أخلاقية.

ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
1. الغالب على سيرة الإنسان ميله لهوى النفس الأمارة بالسوء ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إن رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) (يوسف -53)، كونه خلق مخيرا بين طريقي الحق والباطل؛ لذلك كان من الواجب الديني والأخلاقي؛ النصح له بالموعظة والجدال الحسن ((أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (النحل -125)؛ بما يصلح له حال نفسه ليجعل طريقها طريقا سوي؛ وهذا ما يحققه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2. غفلة الناس عن طريق الحق يجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل تذكير لهم باللين ولطف الكلام؛ عما غفلوا عنه؛ ليعودوا للصواب الذي فيه راحتهم وراحة من يشاركهم الحياة الإنسانية في الدنيا والآخرة. 
3. كثرة أهل البدع ودعاة الباطل ممن زين للناس سوء أعمالهم ((..........قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (الأنعام-43) فغشيت عن الحق أبصارهم ليروا الباطل حقا؛ لذلك كانت الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ للناس المؤمنين تأخذ صفة الوجوب في إنقاذ من خدع بكلام شياطين الإنس ودعاة الباطل.
4. تنمية الشعور عند الناس بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني وأخلاقي على كل من يستطيع القيام به، لأن فيه صلاح أمور الناس في الدنيا والآخرة وفيه كسب لرضا الله الموجب لإنزال رحمته ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) (الأعراف-96). 
5. الحاجة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائمة ولا تنقضي ما دامت هنالك حياة وهنالك ناس خطاؤون يحتاجون من يعلمهم ويذكرهم بطريق الصلاح والهدى ((لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)) (النساء-114).

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م