| التوحيد | الطريق الى الله... قراءة أولية في "برهان النظم"
2022-04-22 959
الطريق الى الله... قراءة أولية في "برهان النظم"
تتعدد الطرق والوسائل المؤدية الى
معرفة الله، حسب مدارك الفرد طالب المعرفة هذه؛ ومستواه العقلي،
خصوصا وأن كل ما في الوجود يشير بطريقة أو بأخرى الى معرفته سبحانه
وتعالى، شريطة الإمعان جيدا في دلائل ذلك من خلال النظرة العلمية
العميقة بعد تجريها من الجوانب المادية السطحية، والتعمق في كليات
الوجود خصوصا بما يتعلق بالإيجاد والعدم والخلق بل وكل السنن والنظم
الحاكمة لها.
فللمتمعن منا في صغائر الأمور؛ بدء من الذرة وجزئياتها وانتهاء بالمجرة وكلياتها، سيجد لا محالة أنها تُشير الى وجود "قوى عظمى" ترتب هاتين المادتين (الذرة والمجرة) وتنسق حركيتها باتساق تعجز عنه كل الاحتمالات، ما يجعل من حالة النظر ـ وهنا نقصد بالنظر هو حالة البحث والاستقصاء والتحري والإمعان في مكنونات الكون ـ الطريق المنطقي لإثبات واجب الوجود جل شأنه.
لهذا ولغيره، فقد أسترسل القرآن الكريم في تبيان وسائل تحصيل العبد (المكلف) على عقيدته السليمة التي تمنعه من التيه والظلال، وحصر ذلك بعدة طرق، كلها تعتمد النظر ـ كآلة للتحليل المنطقي ـ في تحفيز العقل للبحث عن الاله بغير وسائله البدائية التي تعمد البصر واللمس وغير ذلك من المدارك القاصرة، ومن هذه الوسائل هي النظر في السماوات والأرض ((قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ))(يونس ـ101)، واختلاف الليل والنهار ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))(البقرة ـ164)، والنظر في مادة وآلية خلق الإنسان ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ))(الطارق ـ5)، وغير ذلك الكثير.
وفيما يخص من يبحث عن الوسائل الحسية التي تعتمد التجربة والملموس في إثبات وجود الله ومعرفته بها، فأن حالة الانتظام الكوني او ما يسمى بـ "برهان النظم" من اصدق مصاديق هذا الوجود الجلي ـ وهو واحد من عدة براهين تثبت وجود الله وتعرف به ـ حيث أن البحث والتدقيق في التناسق والتنظيم الذين يحتكم لهما هذا الكون الفسيح؛ يكفي لأثبات وجود خالق عاقل وهادف، بل ووحيد في حكومته على ما خلق، لأن وجود هذا الكم الكبير من الجزئيات الكونية وتنوعها بشكل مذهل من حيث العدد والكم والكيف والآلية من جهة، وتناسقها وانتظامها بشكل سلس، بدونه يمكن أن يفنى الوجود، من جهة أخرى، فضلا عن غائية هذا التنوع من جهة وتناسقه من جهة أخرى (الهدفية من التنوع في جزئيات الكون والتناسق في عملها)، كلها تثبت بأن وراء هذا الوجود حكومة مطلقة لا يد تنازعها فيما تحكم، وهي الله سبحانه وتعالى فيما حكم وقدر.
وما ان يصل الفرد المتمعن في كل ذلك ـ قبل أن يؤدلج بأن نظرية دينية او غير دينية ـ سيقر لا محالة على وجود هذا المهندس الأعظم الذي منح كل تلك الفوضى انتظام واتساق لا متناهي، وسيحكم لا محالة عند ذاك بأن وراء هذا هدف إله حكيم وعاقل.
فللمتمعن منا في صغائر الأمور؛ بدء من الذرة وجزئياتها وانتهاء بالمجرة وكلياتها، سيجد لا محالة أنها تُشير الى وجود "قوى عظمى" ترتب هاتين المادتين (الذرة والمجرة) وتنسق حركيتها باتساق تعجز عنه كل الاحتمالات، ما يجعل من حالة النظر ـ وهنا نقصد بالنظر هو حالة البحث والاستقصاء والتحري والإمعان في مكنونات الكون ـ الطريق المنطقي لإثبات واجب الوجود جل شأنه.
لهذا ولغيره، فقد أسترسل القرآن الكريم في تبيان وسائل تحصيل العبد (المكلف) على عقيدته السليمة التي تمنعه من التيه والظلال، وحصر ذلك بعدة طرق، كلها تعتمد النظر ـ كآلة للتحليل المنطقي ـ في تحفيز العقل للبحث عن الاله بغير وسائله البدائية التي تعمد البصر واللمس وغير ذلك من المدارك القاصرة، ومن هذه الوسائل هي النظر في السماوات والأرض ((قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ))(يونس ـ101)، واختلاف الليل والنهار ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))(البقرة ـ164)، والنظر في مادة وآلية خلق الإنسان ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ))(الطارق ـ5)، وغير ذلك الكثير.
وفيما يخص من يبحث عن الوسائل الحسية التي تعتمد التجربة والملموس في إثبات وجود الله ومعرفته بها، فأن حالة الانتظام الكوني او ما يسمى بـ "برهان النظم" من اصدق مصاديق هذا الوجود الجلي ـ وهو واحد من عدة براهين تثبت وجود الله وتعرف به ـ حيث أن البحث والتدقيق في التناسق والتنظيم الذين يحتكم لهما هذا الكون الفسيح؛ يكفي لأثبات وجود خالق عاقل وهادف، بل ووحيد في حكومته على ما خلق، لأن وجود هذا الكم الكبير من الجزئيات الكونية وتنوعها بشكل مذهل من حيث العدد والكم والكيف والآلية من جهة، وتناسقها وانتظامها بشكل سلس، بدونه يمكن أن يفنى الوجود، من جهة أخرى، فضلا عن غائية هذا التنوع من جهة وتناسقه من جهة أخرى (الهدفية من التنوع في جزئيات الكون والتناسق في عملها)، كلها تثبت بأن وراء هذا الوجود حكومة مطلقة لا يد تنازعها فيما تحكم، وهي الله سبحانه وتعالى فيما حكم وقدر.
وما ان يصل الفرد المتمعن في كل ذلك ـ قبل أن يؤدلج بأن نظرية دينية او غير دينية ـ سيقر لا محالة على وجود هذا المهندس الأعظم الذي منح كل تلك الفوضى انتظام واتساق لا متناهي، وسيحكم لا محالة عند ذاك بأن وراء هذا هدف إله حكيم وعاقل.
الأكثر قراءة
25874
18683
13875
10739