| تجديد العهد مع الله (الحج) | الحج ... برنامج تربوي وتهذيبي
2019-12-13 3772
الحج ... برنامج تربوي وتهذيبي
للحج أثر فعال في تربية النفس، وذلك
لما يتضمنه من التزامات وأفعال تؤدي بمجموعها إلى تربية الذات تربية
سليمة ودقيقة وفعالة، فالحج تجرد عن المادة وما يتعلق بها، وارتفاع
نحو مدارج الكمال الروحي، والسمو النفسي.
ولا شك أن للحج تأثيراً قوياً جداً في تطهير النفس من ذمائم الأخلاق كالغرور والتكبر والزهو والعجب، يقول الإمام علي: "جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته"، فالجميع في الحج سواء، فلا فرق بين شريف ووضيع، ولا بين غني وفقير، ولا بين سيد ومسود، فلا وجود للاعتبارات الدنيوية، وإنما الاعتبار الوحيد هو للتقوى ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ))(الحجرات ـ13)، فبمجرد وصول الحاج إلى الميقات، يخرج من الملذات الجسمية ليمتلئ بالملذات المعنوية والروحية، فيُحرِم، وعندئذٍ عليه الالتزام بمحظورات الإحرام، واجتناب كل الملذات المحددة، فيحرم جسده من اللباس الراقي ليلبس لباساً متواضعاً وبسيطاً، ويُحرَم عليه شم الروائح الطيبة كالزعفران والمسك والعطر بجميع أنواعه، وممارسة الشهوات كالجماع والتقبيل واللمس، والتزين بأدوات الزينة كالاكتحال والتدهين، واللَّهو بالصيد البري أو قطع شجر ونبات الحرم، والتظليل حال السير .. الخ.
وبالملاحظة الدقيقة نكتشف أن لكل منسك وعمل في الحج أثره في تكميل النفس الإنسانية، وفي التحليق بالإنسان نحو مدارج العرفان والسمو الروحي، فالوقوف بعرفات والمزدلفة ومنى، والطواف حول البيت، والسعي بين الصفا والمروة، كلها مواقف قدسية، ومقامات مقدسة، وأعمال عبادية توقيفية، تقرب العبد إلى خالقه عزّ وجلّ، فيعود الحاج بعد انتهاء مناسك الحج بغفران ذنوبه كيوم ولدته أمه، وبرضا اللَّه تعالى عنه، وهو غاية الغايات، يقول الإمام علي: "وقفوا مواقف أنبيائه، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يُحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عند موعِدِ مغفرته".
ولن يفوز بثواب الحج إلا من تجرد عن كل شيء سوى طاعة اللَّه تعالى، والخشوع والخضوع لعظمته حلَّ جلاله، يقول الإمام الصادق في حديث رائع وجميل جداً: "إذا أردت الحج فجرد قلبك لله من قبل عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب، وفوض أمورك كلها إلى خالقك، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، وودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً" وقال: "من ادعى رضا الله واعتمد على شيء سواه صيره عليه عدواً ووبالاً، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله وتوفيقه، واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض الله وسنن نبيه وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الأوقات".
وعندما يلتزم الحاج بهذه التعليمات القيمة، والتوصيات الهامة، فإنه يعود من الحج وقد حاز على قبول حجه، وفاز بالثواب والأجر الجزيل، وحصل على رضا خالقه عنه، كما أنه يعود من الحج وقد طهَّر نفسه من الرذائل المادية والمعنوية، واكتسب السمات السلوكية السوية، وهذه من أهم حِكَم الحج.
ولا شك أن للحج تأثيراً قوياً جداً في تطهير النفس من ذمائم الأخلاق كالغرور والتكبر والزهو والعجب، يقول الإمام علي: "جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته"، فالجميع في الحج سواء، فلا فرق بين شريف ووضيع، ولا بين غني وفقير، ولا بين سيد ومسود، فلا وجود للاعتبارات الدنيوية، وإنما الاعتبار الوحيد هو للتقوى ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ))(الحجرات ـ13)، فبمجرد وصول الحاج إلى الميقات، يخرج من الملذات الجسمية ليمتلئ بالملذات المعنوية والروحية، فيُحرِم، وعندئذٍ عليه الالتزام بمحظورات الإحرام، واجتناب كل الملذات المحددة، فيحرم جسده من اللباس الراقي ليلبس لباساً متواضعاً وبسيطاً، ويُحرَم عليه شم الروائح الطيبة كالزعفران والمسك والعطر بجميع أنواعه، وممارسة الشهوات كالجماع والتقبيل واللمس، والتزين بأدوات الزينة كالاكتحال والتدهين، واللَّهو بالصيد البري أو قطع شجر ونبات الحرم، والتظليل حال السير .. الخ.
وبالملاحظة الدقيقة نكتشف أن لكل منسك وعمل في الحج أثره في تكميل النفس الإنسانية، وفي التحليق بالإنسان نحو مدارج العرفان والسمو الروحي، فالوقوف بعرفات والمزدلفة ومنى، والطواف حول البيت، والسعي بين الصفا والمروة، كلها مواقف قدسية، ومقامات مقدسة، وأعمال عبادية توقيفية، تقرب العبد إلى خالقه عزّ وجلّ، فيعود الحاج بعد انتهاء مناسك الحج بغفران ذنوبه كيوم ولدته أمه، وبرضا اللَّه تعالى عنه، وهو غاية الغايات، يقول الإمام علي: "وقفوا مواقف أنبيائه، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يُحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عند موعِدِ مغفرته".
ولن يفوز بثواب الحج إلا من تجرد عن كل شيء سوى طاعة اللَّه تعالى، والخشوع والخضوع لعظمته حلَّ جلاله، يقول الإمام الصادق في حديث رائع وجميل جداً: "إذا أردت الحج فجرد قلبك لله من قبل عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب، وفوض أمورك كلها إلى خالقك، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، وودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً" وقال: "من ادعى رضا الله واعتمد على شيء سواه صيره عليه عدواً ووبالاً، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله وتوفيقه، واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض الله وسنن نبيه وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الأوقات".
وعندما يلتزم الحاج بهذه التعليمات القيمة، والتوصيات الهامة، فإنه يعود من الحج وقد حاز على قبول حجه، وفاز بالثواب والأجر الجزيل، وحصل على رضا خالقه عنه، كما أنه يعود من الحج وقد طهَّر نفسه من الرذائل المادية والمعنوية، واكتسب السمات السلوكية السوية، وهذه من أهم حِكَم الحج.
الأكثر قراءة
25874
18683
13875
10739