| شخصيات إسلامية | خديجة الكبرى؛ زوج الرسول صلى الله عليه وآله
2022-07-03 1299
خديجة الكبرى؛ زوج الرسول صلى الله عليه وآله
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد
العزى بن قصي، من سادات مكة وأشرافها، وأمها فاطمة بنت زائدة بن
الأصم، ولدت عام 68 قبل الهجرة، وتوفيت في السنة العاشرة للبعثة
النبوية؛ وهي بنت خمسة وستين عاما، أي قبل الهجرة بثلاث سنين،
ودُفنت في مقبرة بني هاشم بمكة المكرمة، وكان لها قبر مشيد تعلوه
قبة كبيرة، قبل أن تطالها يد الوهابيين التكفيريين، لتهدمها وتهدم
القبر الشريف وتحيلهما الى أرض خالية.
كانت السيدة خديجة تدعى في الجاهلية بالطاهرة، لعلو مكانتها ورجاحة عقلها وسمو أخلاقها ورفعة منزلتها، اشتغلت بالتجارة فكسبت أمولا طائلة، وملكت إبلا كثيرة وخدما وعبيدا وذهبا وفضة، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعدّها مسبقا لتمويل الدعوة الإسلامية، وتغطية متطلباتها المالية، فقد ورد عن النبي صلوات الله عليه وآله أنه قال: "ما قام الإسلام الا بأموال خديجة وسيف علي".
ذكر المؤرخون والباحثون، وبعد دراسات معمقة، بأن خديجة رضوان الله تعالى عليها، كانت بكرا لما تزوجها النبي صلوات الله عليه وآله، فقد قال بن شهر آشوب: "أن النبي تزوج بها وكانت عذراء، أما رقية وزينب فكانتا ابنتي هالة أخت خديجة، ولسن بنتيها، وأن أباهنّ هو أبو هالة هند بن النباش"، كما قال أبو القاسم الكوفي: "أن الخاص والعام قد اجتمعوا على أنه لم يبق من أشراف قريش وساداتها، الّا وخطب خديجة رضوان الله تعالى عليها، لكنها امتنعت عن جميعهم، فكيف تقبل بأعرابي من تميم هو (أبو هالة بن النباش)؟".
أما أبو هالة هذا، فهو زوج هالة أخت خديجة، وليس زوج خديجة، وما إن مات أبو هالة، حتى ضمت خديجة أختها هالة وابنتيها منه (زينب ورقية) اللتان تزوجهما عثمان بن عفان فيما بعد على التعاقب.
خطبة السيدة خديجة وزواجها من النبي الأكرم عليهما السلام
بعد أن عُرف محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله بالصادق الأمين، وبعد أن ذاع صيته في مكة وأطرافها، أرسلت خديجة بنت خويلد ـ التاجرة الثرية ـ طلبا اليه للعمل معها في تجارتها، وافق محمد صلى الله عليه وآله على الطلب، فذهب الى الشام تاجرا بأموالها رضوان الله تعالى عليها، وما إن عاد حتى تبين لخديجة حجم الأرباح الكبيرة التي حققها محمد صلى الله عليه وآله في رحلته، فأُعجبت به كثيرا وبأمانته وحرصه، فقررت أن تعرض عليه فكرة الزواج، فقبِل بها.
ظهور الإسلام وإيمان خديجة عليها السلام
ظلت خديجة وزوجها يعيشان عيشة هانئة ويشتغلون في التجارة لفترة ليست بالقليلة، الى أن أوحى الله تعالى اليه أن يصدع بالدين الجديد، فكانت خديجة أول امرأة آمنت بنبوة زوجها وصدّقت برسالته، وهو ما أكده ابن عباس حين قال: "أن أول من آمن به وصلّى خلفه هما علي بن أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد عليهما السلام"، فحظيت بمكانة رفيعة ومنزلة خاصة في نفس النبي صلى الله عليه وآله، ما نسيها طيلة حياته الشريفة، اذ كان يذكرها بعد وفاتها بكل خير ويثني عليها في كل محفل، حيث قال فيها: "والله لقد آمنَت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورُزِقَت مني حيث حُرِمتُموه".
كان للسيدة خديجة دورا عظيما في نشر الدعوة الإسلامية، فقد ساهمت بأموالها ونفسها ووقفت الى جانب النبي صلى الله عليه وآله وقفة عظيمة ومشرفة، شاركَته فيها آلامه ومصائبه واضطهاد كفار قريش إياه، ووقفت الى جانبه في أصعب أيام حياته، فكانت ركنَه الشديد الذي اليه يأوي.
دعم خديجة عليها السلام للإسلام
لقد كان للدعم المادي الذي أولته السيدة خديجة رضوان الله عليها للنبي صلوات الله عليه وآله دورا كبيرا، فإن من المعلوم أن أيّ دين او ثورة إصلاحية، يكون امره في البداية ضعيفا هزيلا، بحاجة ماسة الى المال من أجل تثبيت أركانه وتغطية احتياجاته، ونشر دعوته بين الناس، وقد منّ الله على نبيه، بأن وفّر له ذلك المورد المالي الكبير من خلال سخاء وعطاء السيدة خديجة، (( ووجدك عائلا فأغني))( الضحى-8)، ولم ينسَ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الفضل الكبير، ويشيد بصاحبته قائلا :"ما نفعني مالٌ قط، مثل ما نفعني مالُ خديجة"، خصوصا في أيام شعب أبي طالب العجاف، حيث حوصر النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه في ذلك الشعب مدة طويلة، بعد أن طردتهم قريش من مكة، فكانت لأموال خديجة وأبو طالب الفضل الرئيس في تجاوز المحنة.
وفاة السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة سلام الله عليها، وهي تجود بنفسها، فوقف ينظر اليها والألم يعصر قلبه الشريف ثم قال: "بالكُره مني ما أرى"، فلما فاضت روحها الطاهرة، تعلقت ابنتها فاطمة الزهراء عليها السلام بأبيها وهي تقول أين أمي ... أين أمي؟ فنزل جبرائيل عليه السلام فقال للرسول صلى الله عليه وآله: قل لفاطمة "أن الله بنى لأمك بيتا في الجنة من قصب، لا نصب فيه ولا صخب.
لقد تزامنت وفاة السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها مع أبي طالب في عام واحد، مما جعل الرسول والمؤمنين يحزنوا عليهما حزنا شديدا، فسمي ذلك العام بعام الأحزان، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث أعوام.
تأثر النبي صلى الله عليه وآله كثيرا لوفاة خديجة عليه السلام وعظمت عليه مصيبة فقدها، فقد كانت المرأة الوفية المخلصة، التي وقفت معه في محنته وشدته وقفة مشرفة، اتّسمت بالكفاح والجهاد والبذل والعطاء، فقد ضحت بأموالها جميعا نصرة للإسلام.
دُفنت السيدة خديجة عليها السلام في مقبرة بني هاشم بالحجون، حيث نزل النبي صلى الله عليه وآله في حفرتها، وكان لها يومئذ من العمر خمس وستون عاما، لزم الرسول صلى الله عليه وآله بعدها بيته حزنا عليها وتأثرا لفقدها.
كانت السيدة خديجة تدعى في الجاهلية بالطاهرة، لعلو مكانتها ورجاحة عقلها وسمو أخلاقها ورفعة منزلتها، اشتغلت بالتجارة فكسبت أمولا طائلة، وملكت إبلا كثيرة وخدما وعبيدا وذهبا وفضة، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعدّها مسبقا لتمويل الدعوة الإسلامية، وتغطية متطلباتها المالية، فقد ورد عن النبي صلوات الله عليه وآله أنه قال: "ما قام الإسلام الا بأموال خديجة وسيف علي".
ذكر المؤرخون والباحثون، وبعد دراسات معمقة، بأن خديجة رضوان الله تعالى عليها، كانت بكرا لما تزوجها النبي صلوات الله عليه وآله، فقد قال بن شهر آشوب: "أن النبي تزوج بها وكانت عذراء، أما رقية وزينب فكانتا ابنتي هالة أخت خديجة، ولسن بنتيها، وأن أباهنّ هو أبو هالة هند بن النباش"، كما قال أبو القاسم الكوفي: "أن الخاص والعام قد اجتمعوا على أنه لم يبق من أشراف قريش وساداتها، الّا وخطب خديجة رضوان الله تعالى عليها، لكنها امتنعت عن جميعهم، فكيف تقبل بأعرابي من تميم هو (أبو هالة بن النباش)؟".
أما أبو هالة هذا، فهو زوج هالة أخت خديجة، وليس زوج خديجة، وما إن مات أبو هالة، حتى ضمت خديجة أختها هالة وابنتيها منه (زينب ورقية) اللتان تزوجهما عثمان بن عفان فيما بعد على التعاقب.
خطبة السيدة خديجة وزواجها من النبي الأكرم عليهما السلام
بعد أن عُرف محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله بالصادق الأمين، وبعد أن ذاع صيته في مكة وأطرافها، أرسلت خديجة بنت خويلد ـ التاجرة الثرية ـ طلبا اليه للعمل معها في تجارتها، وافق محمد صلى الله عليه وآله على الطلب، فذهب الى الشام تاجرا بأموالها رضوان الله تعالى عليها، وما إن عاد حتى تبين لخديجة حجم الأرباح الكبيرة التي حققها محمد صلى الله عليه وآله في رحلته، فأُعجبت به كثيرا وبأمانته وحرصه، فقررت أن تعرض عليه فكرة الزواج، فقبِل بها.
ظهور الإسلام وإيمان خديجة عليها السلام
ظلت خديجة وزوجها يعيشان عيشة هانئة ويشتغلون في التجارة لفترة ليست بالقليلة، الى أن أوحى الله تعالى اليه أن يصدع بالدين الجديد، فكانت خديجة أول امرأة آمنت بنبوة زوجها وصدّقت برسالته، وهو ما أكده ابن عباس حين قال: "أن أول من آمن به وصلّى خلفه هما علي بن أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد عليهما السلام"، فحظيت بمكانة رفيعة ومنزلة خاصة في نفس النبي صلى الله عليه وآله، ما نسيها طيلة حياته الشريفة، اذ كان يذكرها بعد وفاتها بكل خير ويثني عليها في كل محفل، حيث قال فيها: "والله لقد آمنَت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورُزِقَت مني حيث حُرِمتُموه".
كان للسيدة خديجة دورا عظيما في نشر الدعوة الإسلامية، فقد ساهمت بأموالها ونفسها ووقفت الى جانب النبي صلى الله عليه وآله وقفة عظيمة ومشرفة، شاركَته فيها آلامه ومصائبه واضطهاد كفار قريش إياه، ووقفت الى جانبه في أصعب أيام حياته، فكانت ركنَه الشديد الذي اليه يأوي.
دعم خديجة عليها السلام للإسلام
لقد كان للدعم المادي الذي أولته السيدة خديجة رضوان الله عليها للنبي صلوات الله عليه وآله دورا كبيرا، فإن من المعلوم أن أيّ دين او ثورة إصلاحية، يكون امره في البداية ضعيفا هزيلا، بحاجة ماسة الى المال من أجل تثبيت أركانه وتغطية احتياجاته، ونشر دعوته بين الناس، وقد منّ الله على نبيه، بأن وفّر له ذلك المورد المالي الكبير من خلال سخاء وعطاء السيدة خديجة، (( ووجدك عائلا فأغني))( الضحى-8)، ولم ينسَ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الفضل الكبير، ويشيد بصاحبته قائلا :"ما نفعني مالٌ قط، مثل ما نفعني مالُ خديجة"، خصوصا في أيام شعب أبي طالب العجاف، حيث حوصر النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه في ذلك الشعب مدة طويلة، بعد أن طردتهم قريش من مكة، فكانت لأموال خديجة وأبو طالب الفضل الرئيس في تجاوز المحنة.
وفاة السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة سلام الله عليها، وهي تجود بنفسها، فوقف ينظر اليها والألم يعصر قلبه الشريف ثم قال: "بالكُره مني ما أرى"، فلما فاضت روحها الطاهرة، تعلقت ابنتها فاطمة الزهراء عليها السلام بأبيها وهي تقول أين أمي ... أين أمي؟ فنزل جبرائيل عليه السلام فقال للرسول صلى الله عليه وآله: قل لفاطمة "أن الله بنى لأمك بيتا في الجنة من قصب، لا نصب فيه ولا صخب.
لقد تزامنت وفاة السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها مع أبي طالب في عام واحد، مما جعل الرسول والمؤمنين يحزنوا عليهما حزنا شديدا، فسمي ذلك العام بعام الأحزان، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث أعوام.
تأثر النبي صلى الله عليه وآله كثيرا لوفاة خديجة عليه السلام وعظمت عليه مصيبة فقدها، فقد كانت المرأة الوفية المخلصة، التي وقفت معه في محنته وشدته وقفة مشرفة، اتّسمت بالكفاح والجهاد والبذل والعطاء، فقد ضحت بأموالها جميعا نصرة للإسلام.
دُفنت السيدة خديجة عليها السلام في مقبرة بني هاشم بالحجون، حيث نزل النبي صلى الله عليه وآله في حفرتها، وكان لها يومئذ من العمر خمس وستون عاما، لزم الرسول صلى الله عليه وآله بعدها بيته حزنا عليها وتأثرا لفقدها.
الأكثر قراءة
25874
18683
13875
10739