| شخصيات إسلامية | الشيخ المفيد.. المعلم والمجدد والمؤسس
2021-05-12 1892
الشيخ المفيد.. المعلم والمجدد والمؤسس
واسمه محمّد بن محمد بن النعمان بن
عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير، المشهور بالشيخ
المفيد، من مواليد ذي القعدة عام 236 من الهجرة الشريفة، في قرية
سويقة ابن البصري التابعة لعكبرى، من نواحي بغداد.
كان محمد بن النعمان (الأب) معلماً لذلك لُقب الشيخ المفيد بـابن المعلم، فضلا عن لقب العكبري والبغدادي نسبة لسكناه، إلا أنه أشتهر بلقب المفيد، بعدما ناظر علي بن عيسى الرماني (من علماء المعتزلة)، ودحض جميع حجج الرماني، بعدما افاده علميا وفقهيا، فراح الرماني يناديه بالمفيد (نسبة لما استفاده منه).
وللمفيد رحمه الله ولدان، الأول هو أبو القاسم علي، والآخر بنت لم يسعفنا التأريخ في بيان حياتها، عدا كونها زوجة لأبي يعلى الجعفري.
وما يُذكر عن اخلاق الشيخ المفيد، فأنه كان كثير الصدقة، ومتواضعاً، فضلا عن كثرة صلاته وصومه، كما كان يرتدي اللباس الخشن؛ لدرجة أنه أُطلق عليه لقب شيخ مشايخ الصوفية متعبير عن زهده بالدنيا، وقد ذكر صهره أبو يعلى الجعفري، أنه كان قليل النوم في الليل ويقضي معظم وقته في المطالعة والتدريس والصلاة وتلاوة القرآن.
والمفيد هو من متكلمي وفقهاء المسلمين، كانت له صولات علمية وفكرية في القرن الرابع والقرن الخامس الهجري، بل أن واضع علم أصول الفقه، فضلا تأسيسه لمنهج فقهي جديد قوامه الوسطية بين بين الرؤية العقلانية المتطرفة، والاكتفاء بالروايات دون الاعتماد على العقل.
وقد تتلمذ المفيد عند أكبر العلماء والفقهاء في حينها كالشيخ الصدوق وأبن الجنيد الإسكافي وأبن قولويه من أبرز أساتذته.
في حين تتلمذ تحت يده كبار الفقهاء بعده كالشيخ الطوسي والسيد المرتضى والسيد الرضي والنجاشي.
درس الشيخ المفيد عند والده علوم القرآن وتفسيره، وأكمل تحت يده مرحلة المقدمات، ثم سافر الى بغداد بغية إكمال تحصيله الدراسي، حيث تمكن من الاستفادة من العلماء البارزين في الحديث والكلام والفقه كالشيخ الصدوق كما اسلفنا وابن الجنيد الإسكافي وابن قولويه القمي وأبو غالب الزراري وأبو بكر محمّد بن عمر الجعابي.
كما درس الشيخ المفيد علم الكلام عند الحسين بن علي البصري المعروف بالجُعَل من كبار علماء المعتزلة، وأبو ياسر تلميذ المتكلم المشهور أبو الجيش مظفر بن محمد الخراساني البلخي، وباقتراح من أبو ياسر شارك في درس علي بن عيسى الرماني العالم المعتزلي الشهير، وهو بذلك تفنن في فهم جميع مذاهب الفقه ومدارسه.
وما أن ناهز عمر الشيخ المفيد الأربعين تزعم الواجهة العلمية خصوصا في الفقه وعلم الكلام والحديث، وقد كانت له مناظرات مع المذاهب الإسلامية الأخرى، من أجل الدفاع عن عقائده الإمامية الحقة.
وللشيخ المفيد مكانة علمية مرموقة، ذكرها الشيخ الطوسي في كتابه الفهرست، حيث قال: "أنَّ الشيخ المفيد كان دقيق الفطنة حاضر الجواب، ورائد في علم الكلام والفقه"، أما أبن النديم فقد قال عنه: "أنَّه قد انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة ومقدم في صناعة علم الكلام على أصحابه، دقيق الفطنة ماضي الخاطر شاهدته فرأيته بارعاً".
وما هذه المكانة العلمية إلا تقييما له لما أوجده من فن وأسلوب مختلف عن سابقيه؛ خوصا وأن ما قبله إنما كان مقتصرا على طريقتين فقهيتين شائعتين، الاعتماد على نقل نصوص الروايات كما هي، من دون أن تولي اهتماما كافياً للسند، أو أن يفرط في التأكيد على استخدام القواعد العقلية للرواية كالقياس في النصوص الدينية عند التعارض فيما بينها، دون أن يعار الاهتمام الكافي بالروايات، ليأتي الشيخ المفيد في حل وسطي هذين المنهجين، وليشرع في تدوين أصول الفقه ويؤسس منهجاً فقهياً جديداً جعل للعقل الدور الرئيسي في عملية استنباط الأحكام الشرعية.
وقد سار على هذا المنهج كل من السيد المرتضى في كتابه الذريعة إلى أصول الشيعة، والشيخ الطوسي في كتاب عدة الأصول على ما ابتكره أستاذهما من منهج أصولي.
ومن باب افادة الجمهور مما تعلمه المفيد، عمد الى تأسيس مباحث تناريه مع باقي العلماء، حيث جرت في بغداد على عهده الكثير من المناظرات العلمية مع علماء باقي المذاهب الإسلامية، خصوصا وأن هذه المناظرات كانت مدعومة بالضد من الشيخ المفيد، من قبل ورغم ذلك، كان المفيد أسدا لا يجارى في الرد على كل الأسئلة والمباني الفقهي والفكرية سواء كانت معتزلية او زيدية او إسماعيلية.
ومن أهم ما كتب الشيخ المفيد رحمه الله المشهورة المقنعة في علم الفقه، وأوائل المقالات في علم الكلام، والإرشاد حول حياة الأئمة، وقد ذكره النجاشي ما يزيد عن ( 175) كتابا ورسالة مما خط المفيد في مختلف المجالات الدينية.
توفي الشيخ المفيد رحمه الله في بغداد يوم الجمعة؛ الثاني أو الثالث من شهر رمضان سنة 413 هـ، وذكر الشيخ الطوسي أنَّ يوم وفاته كان يوماً لم ير أعظم منه، من كثرة المصلين عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق، وقد دُفن في داره سنين، ومن ثم تم نقله إلى مقابر قريش ليدفن بالقرب من ضريحي الإمامين الكاظمين عليهما السلام.
كان محمد بن النعمان (الأب) معلماً لذلك لُقب الشيخ المفيد بـابن المعلم، فضلا عن لقب العكبري والبغدادي نسبة لسكناه، إلا أنه أشتهر بلقب المفيد، بعدما ناظر علي بن عيسى الرماني (من علماء المعتزلة)، ودحض جميع حجج الرماني، بعدما افاده علميا وفقهيا، فراح الرماني يناديه بالمفيد (نسبة لما استفاده منه).
وللمفيد رحمه الله ولدان، الأول هو أبو القاسم علي، والآخر بنت لم يسعفنا التأريخ في بيان حياتها، عدا كونها زوجة لأبي يعلى الجعفري.
وما يُذكر عن اخلاق الشيخ المفيد، فأنه كان كثير الصدقة، ومتواضعاً، فضلا عن كثرة صلاته وصومه، كما كان يرتدي اللباس الخشن؛ لدرجة أنه أُطلق عليه لقب شيخ مشايخ الصوفية متعبير عن زهده بالدنيا، وقد ذكر صهره أبو يعلى الجعفري، أنه كان قليل النوم في الليل ويقضي معظم وقته في المطالعة والتدريس والصلاة وتلاوة القرآن.
والمفيد هو من متكلمي وفقهاء المسلمين، كانت له صولات علمية وفكرية في القرن الرابع والقرن الخامس الهجري، بل أن واضع علم أصول الفقه، فضلا تأسيسه لمنهج فقهي جديد قوامه الوسطية بين بين الرؤية العقلانية المتطرفة، والاكتفاء بالروايات دون الاعتماد على العقل.
وقد تتلمذ المفيد عند أكبر العلماء والفقهاء في حينها كالشيخ الصدوق وأبن الجنيد الإسكافي وأبن قولويه من أبرز أساتذته.
في حين تتلمذ تحت يده كبار الفقهاء بعده كالشيخ الطوسي والسيد المرتضى والسيد الرضي والنجاشي.
درس الشيخ المفيد عند والده علوم القرآن وتفسيره، وأكمل تحت يده مرحلة المقدمات، ثم سافر الى بغداد بغية إكمال تحصيله الدراسي، حيث تمكن من الاستفادة من العلماء البارزين في الحديث والكلام والفقه كالشيخ الصدوق كما اسلفنا وابن الجنيد الإسكافي وابن قولويه القمي وأبو غالب الزراري وأبو بكر محمّد بن عمر الجعابي.
كما درس الشيخ المفيد علم الكلام عند الحسين بن علي البصري المعروف بالجُعَل من كبار علماء المعتزلة، وأبو ياسر تلميذ المتكلم المشهور أبو الجيش مظفر بن محمد الخراساني البلخي، وباقتراح من أبو ياسر شارك في درس علي بن عيسى الرماني العالم المعتزلي الشهير، وهو بذلك تفنن في فهم جميع مذاهب الفقه ومدارسه.
وما أن ناهز عمر الشيخ المفيد الأربعين تزعم الواجهة العلمية خصوصا في الفقه وعلم الكلام والحديث، وقد كانت له مناظرات مع المذاهب الإسلامية الأخرى، من أجل الدفاع عن عقائده الإمامية الحقة.
وللشيخ المفيد مكانة علمية مرموقة، ذكرها الشيخ الطوسي في كتابه الفهرست، حيث قال: "أنَّ الشيخ المفيد كان دقيق الفطنة حاضر الجواب، ورائد في علم الكلام والفقه"، أما أبن النديم فقد قال عنه: "أنَّه قد انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة ومقدم في صناعة علم الكلام على أصحابه، دقيق الفطنة ماضي الخاطر شاهدته فرأيته بارعاً".
وما هذه المكانة العلمية إلا تقييما له لما أوجده من فن وأسلوب مختلف عن سابقيه؛ خوصا وأن ما قبله إنما كان مقتصرا على طريقتين فقهيتين شائعتين، الاعتماد على نقل نصوص الروايات كما هي، من دون أن تولي اهتماما كافياً للسند، أو أن يفرط في التأكيد على استخدام القواعد العقلية للرواية كالقياس في النصوص الدينية عند التعارض فيما بينها، دون أن يعار الاهتمام الكافي بالروايات، ليأتي الشيخ المفيد في حل وسطي هذين المنهجين، وليشرع في تدوين أصول الفقه ويؤسس منهجاً فقهياً جديداً جعل للعقل الدور الرئيسي في عملية استنباط الأحكام الشرعية.
وقد سار على هذا المنهج كل من السيد المرتضى في كتابه الذريعة إلى أصول الشيعة، والشيخ الطوسي في كتاب عدة الأصول على ما ابتكره أستاذهما من منهج أصولي.
ومن باب افادة الجمهور مما تعلمه المفيد، عمد الى تأسيس مباحث تناريه مع باقي العلماء، حيث جرت في بغداد على عهده الكثير من المناظرات العلمية مع علماء باقي المذاهب الإسلامية، خصوصا وأن هذه المناظرات كانت مدعومة بالضد من الشيخ المفيد، من قبل ورغم ذلك، كان المفيد أسدا لا يجارى في الرد على كل الأسئلة والمباني الفقهي والفكرية سواء كانت معتزلية او زيدية او إسماعيلية.
ومن أهم ما كتب الشيخ المفيد رحمه الله المشهورة المقنعة في علم الفقه، وأوائل المقالات في علم الكلام، والإرشاد حول حياة الأئمة، وقد ذكره النجاشي ما يزيد عن ( 175) كتابا ورسالة مما خط المفيد في مختلف المجالات الدينية.
توفي الشيخ المفيد رحمه الله في بغداد يوم الجمعة؛ الثاني أو الثالث من شهر رمضان سنة 413 هـ، وذكر الشيخ الطوسي أنَّ يوم وفاته كان يوماً لم ير أعظم منه، من كثرة المصلين عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق، وقد دُفن في داره سنين، ومن ثم تم نقله إلى مقابر قريش ليدفن بالقرب من ضريحي الإمامين الكاظمين عليهما السلام.
الأكثر قراءة
26736
18754
14012
10848