8 جمادي الاول 1446 هـ   10 تشرين الثاني 2024 مـ 5:22 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | موالاة اولياء الله |  الحب والكره في الإسلام (موالاة أولياء الله والتبري من أعدائه)
2018-01-10   2780

الحب والكره في الإسلام (موالاة أولياء الله والتبري من أعدائه)

في الحب والكره، وغيرها من هذه الثنائيات المتشابهة، نحتكم عادة لمعايير بشرية نابعة من قرارات إنسانية صرفة قد يكون غالباً محورها المصلحة الشخصية أو الأنا أو العصبيات وغيرها من الحالات النفسية المتعددة في الإنسان.
قد يكره أحدنا جاره الطيب لأنه لم يرد عليه التحية في إحدى الصباحات التي كان فيها مستعجلاً، وقد يحبه في اليوم التالي لأنه عرض عليه مساعدته في حمل قسم من الحاجيات التي اشتراها من البقال، وهكذا يبقى الإنسان في الحب والكره أسير أهوائه ونزواته والارتجال في المواقف الآنية.
وباعتبار هذا السلوك مؤشر لعدم توازن قرارات الإنسان التي سوف تكون وفقاً للمعيار الشخصي قرارات ارتجالية، يأتي الإسلام لمعالجة هذا السلوك من خلال طرح عنوانين هما:
- الحب في الله أو ما يعرف بـ "الولاية".
- والبغض في الله ومرادفه "البراءة".
وكل واحد من هذين العنوانين يعكس حقيقة من حياة الإنسان اليومية كما أشرنا، لذا طرحهما الإسلام معياراً في تقييم الآخرين ولتحديد المشاعر الإنسانية وتوجيهها بالشكل الصحيح، ويدور هذا المعيار حول "الله وسوله والذين آمنوا".
إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) (سورة المائدة - ٥٥﴾.
انطلاقاً من هذه الآية، فإن معيار الحب والبغض، أو التولي والتبري كما يعبر عنه إسلامياً، ينبغي أن يكون لله والرسول والأئمة عليهم السلام، والأولياء والصالحين ومن هم في خطهم.
مع تفعيل هذه القدرة الجديدة التي ستطرأ على الإنسان، وبعد أن يكون مع محور الله وأوليائه في الحب والكره، سوف يلمس الفرد تهذيباً لنفسه ولقلبه. سوف يرى قدرة هذه المعادلة على دعم (الثبات على الموقف) الذي يبحث عنه كل إنسان عاقل، حيث تكون الاختيارات والمواقف من الآخرين أكثر تعقلاً وهدوءاً.. إنه تهذيب سائغ.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م