| حضارات وأمم | الدولة الفاطمية
2021-05-12 2343
الدولة الفاطمية
خلافة إسلامية شيعية، اتخذت من
الطائفة الإسماعيلية مذهبا لها، انسلخت من جسد الدولة العباسية،
لتتخذ من الشمال الأفريقي مقرا ومنطلقا لها نحو الشرق، لتضم اليها
فيما بعد، مناطق في الشام والحجاز، حيث ضلّت مكة والمدينة المنورة
تحت حكمها مدة مائة وخمس سنين، كما استولت على جزيرة صقلية في البحر
المتوسط وضمتها الى خلافتها ايضا.
دام حكم الدولة الفاطمية قرابة مائتين وستين سنة، محصورة بين سنة 297 هـ الموافق لسنة 909 م، وسنة 567 هـ الموافق لسنة 1171 م، قبل أن يأفل نجمها، وتخمد جذوتها، لتُبسط الخلافة العباسية في بغداد سلطتها من جديد على جميع أملاكها، بتواطؤ من أحد وزرائها وقادة جيشها، وهو الوزير صلاح الدين الأيوبي، مع الخلافة العباسية في بغداد، وانقلابه على الخلافة الفاطمية، وكان ذلك سنة 567 هـ، الموافق لسنة 1171م.
نشأة الحركة
نشأت حركة الإسماعيليين في المناطق البعيدة عن مركز الخلافة العباسية، وبالتحديد في مناطق الشمال الأفريقي، متخذين من قضية الإمام الحسين عليه السلام محركا لدعوتهم الإصلاحية، فتلقت قبولا كبيرا وانتشارا واسعا لدى الناس، خصوصا بين أبناء قبيلة (كتامة) البربرية، رافـق ذلك ضعف في قوة الدولة العباسية آنذاك، نتيجة ضعف خلفائها، وكثرة التدخلات الأجنبية في شؤون الدولة، ونشوب الاضطرابات الداخلية، ونشوء حركات التمرد والاستقلال عن الخلافة هنا وهناك.
قيام الخلافة الفاطمية
شكل عبيد الله المهدي، الذي ينتسب الى سلالة إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، جيشا من أتباعه تحت إمرة القائد عبد الله الشيعي، الذي هاجم دولة الأغالبة في القيروان، فهزمها ودخل عاصمتها ثم نصَّب (عبيد الله المهدي) أميرا للمؤمنين عليها، فكان هذا الحدث يعتبر ولادة الدولة الفاطمية، التي اتخذت من القيروان أول عاصمة لها، وعلى أثرها أعلن الفاطميون قيام خلافتهم في مناطق شمال أفريقيا سنة 909م الموافق لسنة 296 هـ، التي ما برحت أن تمددت الى مناطق واسعة من أراضي الدولة العباسية، شملت أجزاءً من الحجاز وبلاد الشام شرقا، وشمال أفريقيا حتى المحيط الأطلسي غربا، مضافا اليها بعض جزر البحر المتوسط كجزيرة صقلّية.
فتح مصر
سار الجيش الفاطمي الجرار الذي كان تعداده مائة ألف مقاتل من أصول مختلفة من العرب والبربر والأمازيغ، صوب مصر، بقيادة القائد الفاطمي جوهر الصقلي، حتى دخلها دون مواجهة مع أهلها، لأنه أحسن معاملتهم وأمّنهم على عقيدتهم، فصارت مصر يومها ولاية فاطمية، نقلوا عاصمتهم اليها بعد أربع سنوات من فتحها، يوم أسسوا مدينة القاهرة، وكان ذلك عام 358 هـ، الموافق لسنة 969م، واتخذوها عاصمة لدولتهم حتى سقوطها سنة 1171م.
الحركة العلمية
شهد العصر الفاطمي نهضة علمية وثقافية كبيرة، فكانت القاهرة وكان الجامع الأزهر ودار الحكمة، منهلا للعلم والمعرفة بمختلف فروعها العلمية والدينية والإنسانية، واستقطبت الكثير من العلماء، وكان أبرزهم الحسن بن الهيثم الذي قدم من العراق وغيره، والعديد من المؤرخين والباحثين وطلاب العلم.
التهديدات والانقسامات
واجهت الدولة الفاطمية على مدى فترة حكمها تحديّات كبيرة، منها ما هو داخلي، حيث أن الطائفة الإسماعيلية كانت تنقسم الى فئتين، فئة متطرفة نسبياً، وفئة معتدلة تميل الى الوسطية، طالما نشأت بينهما الصراعات والاختلافات، حتى وصلت في بعض أوقاتها الى المواجهة المسلحة بينهم، ومنها ما هو خارجي يتمثل بالمخاطر الخارجية التي كانت تهدد أمن الدولة ووجودها، والتي نستطيع أن نلخصها بالآتي:
الأول: تهديد الدولة العباسية الدائم لها، على أنها دولة متمردة ومنفصلة عن كيانها، ترى من اللزوم اخضاعها لسلطة بغداد.
الثاني: تهديد الدولة الأموية في الأندلس لها، ومحاولاتها انتزاع بعض أجزاءٍ من شمال أفريقيا.
الثالث: تهديد الصليبيين لها بمحاولة انتزاع مناطق من الشام وضمها الى الدولة الرومية.
الرابع: التهديد الداخلي المتمثل بالصراعات الداخلية والانشقاقات المذهبية، التي ما انفكت تقض مضاجع الخلفاء بين الحين والآخر، وتهدد بسقوط الخلافة برمتها.
سقوطها
وكان ذلك إثر تولي صلاح الدين الأيوبي منصب الوزارة في الدولة الفاطمية – وهو من المذهب السني – فحاول تقوية نفوذه وتعزيز مكانته وتثبيت أقدامه في الحكم تمهيدا للانقلاب، كما أنه استمال أهل مصر لجانبه، بأن أغدق عليهم العطايا وكسب ودهم، تعزيزا لحركته الانقلابية، التي خطط لها منذ زمن، أقدم بعد ذلك على اقصاء السودانيين شديدي الولاء للخلافة الفاطمية من الجيش وإعدام قائدهم (مؤتمن الخلافة).
كان صلاح الدين الأيوبي مواليا لحاكم حلب نور الدين زنكي، الموالي لمركز الخلافة العباسية في بغداد، الذي استطاع أن يمدد رقعة ولايته في الشام، ويقوي شوكته في مواجهة الصليبيين.
طلب نورالدين زنكي بإلحاح من صلاح الدين الأيوبي، أن يقطع الخطبة بسم الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله، ويجعلها بسم الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله، فاستجاب صلاح الدين – بعد خوف وتردد طويل - لذلك الطلب، وفي يوم 7 محرم من سنة 567 هـ، الموافق ليوم العاشر من أيلول لسنة 1171م، حان يوم انقلاب صلاح الدين على أسياده الفاطميين، فذكر الخليفة العباسي في الخطبة دون الخليفة الفاطمي ـ الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة في ذلك الوقت ـ وغيّر اللّون الى السواد وهو شعار الدولة العباسية، وعادت سلطة العباسيين من جديد على مصر و شمال أفريقيا بالكامل.
دام حكم الدولة الفاطمية قرابة مائتين وستين سنة، محصورة بين سنة 297 هـ الموافق لسنة 909 م، وسنة 567 هـ الموافق لسنة 1171 م، قبل أن يأفل نجمها، وتخمد جذوتها، لتُبسط الخلافة العباسية في بغداد سلطتها من جديد على جميع أملاكها، بتواطؤ من أحد وزرائها وقادة جيشها، وهو الوزير صلاح الدين الأيوبي، مع الخلافة العباسية في بغداد، وانقلابه على الخلافة الفاطمية، وكان ذلك سنة 567 هـ، الموافق لسنة 1171م.
نشأة الحركة
نشأت حركة الإسماعيليين في المناطق البعيدة عن مركز الخلافة العباسية، وبالتحديد في مناطق الشمال الأفريقي، متخذين من قضية الإمام الحسين عليه السلام محركا لدعوتهم الإصلاحية، فتلقت قبولا كبيرا وانتشارا واسعا لدى الناس، خصوصا بين أبناء قبيلة (كتامة) البربرية، رافـق ذلك ضعف في قوة الدولة العباسية آنذاك، نتيجة ضعف خلفائها، وكثرة التدخلات الأجنبية في شؤون الدولة، ونشوب الاضطرابات الداخلية، ونشوء حركات التمرد والاستقلال عن الخلافة هنا وهناك.
قيام الخلافة الفاطمية
شكل عبيد الله المهدي، الذي ينتسب الى سلالة إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، جيشا من أتباعه تحت إمرة القائد عبد الله الشيعي، الذي هاجم دولة الأغالبة في القيروان، فهزمها ودخل عاصمتها ثم نصَّب (عبيد الله المهدي) أميرا للمؤمنين عليها، فكان هذا الحدث يعتبر ولادة الدولة الفاطمية، التي اتخذت من القيروان أول عاصمة لها، وعلى أثرها أعلن الفاطميون قيام خلافتهم في مناطق شمال أفريقيا سنة 909م الموافق لسنة 296 هـ، التي ما برحت أن تمددت الى مناطق واسعة من أراضي الدولة العباسية، شملت أجزاءً من الحجاز وبلاد الشام شرقا، وشمال أفريقيا حتى المحيط الأطلسي غربا، مضافا اليها بعض جزر البحر المتوسط كجزيرة صقلّية.
فتح مصر
سار الجيش الفاطمي الجرار الذي كان تعداده مائة ألف مقاتل من أصول مختلفة من العرب والبربر والأمازيغ، صوب مصر، بقيادة القائد الفاطمي جوهر الصقلي، حتى دخلها دون مواجهة مع أهلها، لأنه أحسن معاملتهم وأمّنهم على عقيدتهم، فصارت مصر يومها ولاية فاطمية، نقلوا عاصمتهم اليها بعد أربع سنوات من فتحها، يوم أسسوا مدينة القاهرة، وكان ذلك عام 358 هـ، الموافق لسنة 969م، واتخذوها عاصمة لدولتهم حتى سقوطها سنة 1171م.
الحركة العلمية
شهد العصر الفاطمي نهضة علمية وثقافية كبيرة، فكانت القاهرة وكان الجامع الأزهر ودار الحكمة، منهلا للعلم والمعرفة بمختلف فروعها العلمية والدينية والإنسانية، واستقطبت الكثير من العلماء، وكان أبرزهم الحسن بن الهيثم الذي قدم من العراق وغيره، والعديد من المؤرخين والباحثين وطلاب العلم.
التهديدات والانقسامات
واجهت الدولة الفاطمية على مدى فترة حكمها تحديّات كبيرة، منها ما هو داخلي، حيث أن الطائفة الإسماعيلية كانت تنقسم الى فئتين، فئة متطرفة نسبياً، وفئة معتدلة تميل الى الوسطية، طالما نشأت بينهما الصراعات والاختلافات، حتى وصلت في بعض أوقاتها الى المواجهة المسلحة بينهم، ومنها ما هو خارجي يتمثل بالمخاطر الخارجية التي كانت تهدد أمن الدولة ووجودها، والتي نستطيع أن نلخصها بالآتي:
الأول: تهديد الدولة العباسية الدائم لها، على أنها دولة متمردة ومنفصلة عن كيانها، ترى من اللزوم اخضاعها لسلطة بغداد.
الثاني: تهديد الدولة الأموية في الأندلس لها، ومحاولاتها انتزاع بعض أجزاءٍ من شمال أفريقيا.
الثالث: تهديد الصليبيين لها بمحاولة انتزاع مناطق من الشام وضمها الى الدولة الرومية.
الرابع: التهديد الداخلي المتمثل بالصراعات الداخلية والانشقاقات المذهبية، التي ما انفكت تقض مضاجع الخلفاء بين الحين والآخر، وتهدد بسقوط الخلافة برمتها.
سقوطها
وكان ذلك إثر تولي صلاح الدين الأيوبي منصب الوزارة في الدولة الفاطمية – وهو من المذهب السني – فحاول تقوية نفوذه وتعزيز مكانته وتثبيت أقدامه في الحكم تمهيدا للانقلاب، كما أنه استمال أهل مصر لجانبه، بأن أغدق عليهم العطايا وكسب ودهم، تعزيزا لحركته الانقلابية، التي خطط لها منذ زمن، أقدم بعد ذلك على اقصاء السودانيين شديدي الولاء للخلافة الفاطمية من الجيش وإعدام قائدهم (مؤتمن الخلافة).
كان صلاح الدين الأيوبي مواليا لحاكم حلب نور الدين زنكي، الموالي لمركز الخلافة العباسية في بغداد، الذي استطاع أن يمدد رقعة ولايته في الشام، ويقوي شوكته في مواجهة الصليبيين.
طلب نورالدين زنكي بإلحاح من صلاح الدين الأيوبي، أن يقطع الخطبة بسم الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله، ويجعلها بسم الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله، فاستجاب صلاح الدين – بعد خوف وتردد طويل - لذلك الطلب، وفي يوم 7 محرم من سنة 567 هـ، الموافق ليوم العاشر من أيلول لسنة 1171م، حان يوم انقلاب صلاح الدين على أسياده الفاطميين، فذكر الخليفة العباسي في الخطبة دون الخليفة الفاطمي ـ الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة في ذلك الوقت ـ وغيّر اللّون الى السواد وهو شعار الدولة العباسية، وعادت سلطة العباسيين من جديد على مصر و شمال أفريقيا بالكامل.
الأكثر قراءة
24257
18565
13608
10345