| خرافة تحريف القرآن | وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.. الأدلّة النقلية والعقلية على حفظ القرآن الكريم من التحريف والتزوير
2021-05-19 2660
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.. الأدلّة النقلية والعقلية على حفظ القرآن الكريم من التحريف والتزوير
يتميز القرآن الكريم عن سائر الكتب
السماوية بعدة ميزات، ففي الوقت الذي يتسم به بالشمولية والمواكبة،
فقد حاز على الحفظ، والحفظ هنا إنما هو عدم القدرة على تزويره أو
تحريفه، وهي من معاجزه التي اعيت أولئك الذين حاولوا ان يقولوا
كلاما شبيها به، أو أن يدخلوا عليه ما ليس منه أو يحذفوه ما هو
منه.
وقد أستند العلماء المسلمون ـ فضلا عن عوامهم ـ إلى عدم تحريف القرآن أو تزييفه أو الإضافة له او الإنقاص منه بجملة أدلة، عقلية ونقلية، استدلوا من خلالها على استحالة تحريف هذا الكتاب المقدس، فبدأ من الجزم القرآني الذي أكد ذلك من خلال قوله تعالى: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))(سورة الحجر ـ 9)، ومرورا بتعهد رب الجلالة في هذا الحفظ؛ بقوله تعالى: (( ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42))(سورة فصلت ـ 41 ـ42)، ما يجعل من المحال أن تطاله يد التحريف او التقول في ذلك، سواء كان إنقاصا أو زيادة.
من جهة أخرى، فأن القرآن الكريم قد مر بمراحل محصنة لهذا الحفظ، ففي الوقت الذي لم يُترك فيه ولم يُنسى ـ ما يعني أنه بقي بين أيدي الناس والسنتهم بشكل لا يسمح لمن تسول له نفسه التزوير والتحريف، إذا أن كُتّاب الوحي ـ وهو من يتولون كتابة القرآن على رقائق الجلد أو الواح الطين أو القصب ـ قد كثر عددهم حتى وصل الى أربعمائة كاتب (بعد أن كان أربعة عشر في بداية البعثة)، وهو مما لا يعقل تواطؤهم على تزوير محدد او تزييف معين، خصوصا وأن هذا التدوين قد حصل آبان النزول الشريف للآيات المباركات وخلاله، ولم يكن بُعيد ذلك أو بعده، كما أنه كان محكوما بضبط ومقارنة دقيقين من لدن النبي الأشرف صلوات الله عليه وآله.
من جهة اخرى، في انتدب النبي الكرم صلوات الله عليه وآله صفوة المسلمين لحفظ القرآن الكريم على ظهر قلب، ويتلونه أمامه بشكل لا يقبل التناقض مع ما دُون، وهو ـ النبي الأكرم صلوات الله عليه ـ بذلك عضد حفظ القرآن الكريم من التزوير بمطابقة الحفظ مع التدون، خصوصا وأن حفظة القرآن الكريم قاربوا المئات، مما يعني استحالة الخطأ بحفظهم، مع ما للنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله من رقابة ومتابعة ضامنتين للدقة والصِحة.
وما يُعضد هذا الحفظ ـ من خلال صدور الحفظة ـ أن تلاوة القرآن الكريم في حينها كانت من أهم وأوجب العبادات، وهو ما جعل من النسخة القرآنية الحقيقية مما يُتلى بين الناس دون سواها ليلا ونهارا بشكل يستحيل فيه الزيادة والنقصان، لأن الرقابة التي كان يشكلها هؤلاء الحفظة رقابة شديدة يستحيل معها أن يضاف او يحذف شيء ولو على سبيل السهو أو النسيان، فضلا عن القصد في ذلك.
ومن الوجهة العملية، فأن القرآن الكريم إنما هو الكتاب القدس للمسلمين، وهو مما بين ايديهم بشكل يومي بل ولحظي، فضلا عن تداخله مع جميع فعالياتهم اليومية والحياتية، وهذا سبب ثالث يستحيل معه أي تزوير او تحريف.
من جهة أخرى، فقد أكد المأثور العصموي عن أهل البيت عليهم السلام، على تمامية هذا القرآن ودقة نقله إلينا، فضلا عن ضبطهم له من الوجهة النقلية والعقلية، فعد أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتابَ تِبْياناً، وعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ فِيما أنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنفْسِهِ"، كما أكد ذلك الإمام محمد الجواد عليه الصلاة والسلام في قوله: "وكَان مِنْ نَبذِهم الكِتَاب أن أقامُوا حُرُوفَه وحرَّفوا حُدُودَه"، إذ يؤكد عليه السلام أن شكلية القرآن الكريم نت حيث اللفاظ والمباني الكتابية ما زالت بحفظه ورعايته جل وعلا، وإن أختلف المسلمون في فهم نصوصه أو مقاصدها.
وعلى هذا وذاك، فأن كل ما ورد في تحريف القرآن الكريم أو تزويره أنما يراد به الاختلاف في قراءة النص القرآني أو التبين في تفسيره، دون أن يمس ذلك متنه ومبناها الشكلي، وبمعنى أدق؛
أنّ الروايات التي تتحدث عن التحريف إنّما تتحدث عن التحريف المعنوي والتفسير بالرأي ، لا التحريف في العبارات والألفاظ.
ولم يترك الأئمة عليهم الصلاة والسلام هذا التباين في الفهم دون أن يعالجوه، التفاتا منهم لمن يحاول أن بفسر القرآن بهواه، إذ ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال: "اعرِضُوهُمَا عَلى كِتابِ اللهِ فَما وَافَق كِتَاب اللهِ فَخُذُوه ، ومَا خَالَف كِتاب اللهِ فَرُدُّوه"، وهو ما يؤكد على عدم وقوع أي تحريف أو تزوير في القرآن الكريم؛ لأنّه في غير هذه الصورة لا يصبح معياراً لتشخيص الحق من الباطل.
وفيما يقال بخصوص دقة ضبط القرآن الكريم من خلال الأئمة عليهم السلام، فأن ذلك مّرده التلازم والثنائية الواجبة بين القرآن الكريم من جهة وائمة اهل البيت من جهة ثانية، وهو معيار لضبط بعضهما بالأخر، أتساقا مع ما قاله النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله: "إِنِّي تَاركٌ فيكم الثِّقْلَيْنِ كِتابَ اللهِ وعِتْرَتِي أهْلَ بَيْتِي مَا إنْ تَمَسَّكْتُم بِهِمَا لنْ تَضِلُّوا"، ما يجعل من القرآن الكريم متسق مع ما أراده الله من حفظ وضبط؛ أبد الأبدين، بدلالة تلازمه مع الثقل الأخر؛ من أئمة أهل البيت عليه السلام.
وقد أستند العلماء المسلمون ـ فضلا عن عوامهم ـ إلى عدم تحريف القرآن أو تزييفه أو الإضافة له او الإنقاص منه بجملة أدلة، عقلية ونقلية، استدلوا من خلالها على استحالة تحريف هذا الكتاب المقدس، فبدأ من الجزم القرآني الذي أكد ذلك من خلال قوله تعالى: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))(سورة الحجر ـ 9)، ومرورا بتعهد رب الجلالة في هذا الحفظ؛ بقوله تعالى: (( ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42))(سورة فصلت ـ 41 ـ42)، ما يجعل من المحال أن تطاله يد التحريف او التقول في ذلك، سواء كان إنقاصا أو زيادة.
من جهة أخرى، فأن القرآن الكريم قد مر بمراحل محصنة لهذا الحفظ، ففي الوقت الذي لم يُترك فيه ولم يُنسى ـ ما يعني أنه بقي بين أيدي الناس والسنتهم بشكل لا يسمح لمن تسول له نفسه التزوير والتحريف، إذا أن كُتّاب الوحي ـ وهو من يتولون كتابة القرآن على رقائق الجلد أو الواح الطين أو القصب ـ قد كثر عددهم حتى وصل الى أربعمائة كاتب (بعد أن كان أربعة عشر في بداية البعثة)، وهو مما لا يعقل تواطؤهم على تزوير محدد او تزييف معين، خصوصا وأن هذا التدوين قد حصل آبان النزول الشريف للآيات المباركات وخلاله، ولم يكن بُعيد ذلك أو بعده، كما أنه كان محكوما بضبط ومقارنة دقيقين من لدن النبي الأشرف صلوات الله عليه وآله.
من جهة اخرى، في انتدب النبي الكرم صلوات الله عليه وآله صفوة المسلمين لحفظ القرآن الكريم على ظهر قلب، ويتلونه أمامه بشكل لا يقبل التناقض مع ما دُون، وهو ـ النبي الأكرم صلوات الله عليه ـ بذلك عضد حفظ القرآن الكريم من التزوير بمطابقة الحفظ مع التدون، خصوصا وأن حفظة القرآن الكريم قاربوا المئات، مما يعني استحالة الخطأ بحفظهم، مع ما للنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله من رقابة ومتابعة ضامنتين للدقة والصِحة.
وما يُعضد هذا الحفظ ـ من خلال صدور الحفظة ـ أن تلاوة القرآن الكريم في حينها كانت من أهم وأوجب العبادات، وهو ما جعل من النسخة القرآنية الحقيقية مما يُتلى بين الناس دون سواها ليلا ونهارا بشكل يستحيل فيه الزيادة والنقصان، لأن الرقابة التي كان يشكلها هؤلاء الحفظة رقابة شديدة يستحيل معها أن يضاف او يحذف شيء ولو على سبيل السهو أو النسيان، فضلا عن القصد في ذلك.
ومن الوجهة العملية، فأن القرآن الكريم إنما هو الكتاب القدس للمسلمين، وهو مما بين ايديهم بشكل يومي بل ولحظي، فضلا عن تداخله مع جميع فعالياتهم اليومية والحياتية، وهذا سبب ثالث يستحيل معه أي تزوير او تحريف.
من جهة أخرى، فقد أكد المأثور العصموي عن أهل البيت عليهم السلام، على تمامية هذا القرآن ودقة نقله إلينا، فضلا عن ضبطهم له من الوجهة النقلية والعقلية، فعد أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتابَ تِبْياناً، وعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ فِيما أنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنفْسِهِ"، كما أكد ذلك الإمام محمد الجواد عليه الصلاة والسلام في قوله: "وكَان مِنْ نَبذِهم الكِتَاب أن أقامُوا حُرُوفَه وحرَّفوا حُدُودَه"، إذ يؤكد عليه السلام أن شكلية القرآن الكريم نت حيث اللفاظ والمباني الكتابية ما زالت بحفظه ورعايته جل وعلا، وإن أختلف المسلمون في فهم نصوصه أو مقاصدها.
وعلى هذا وذاك، فأن كل ما ورد في تحريف القرآن الكريم أو تزويره أنما يراد به الاختلاف في قراءة النص القرآني أو التبين في تفسيره، دون أن يمس ذلك متنه ومبناها الشكلي، وبمعنى أدق؛
أنّ الروايات التي تتحدث عن التحريف إنّما تتحدث عن التحريف المعنوي والتفسير بالرأي ، لا التحريف في العبارات والألفاظ.
ولم يترك الأئمة عليهم الصلاة والسلام هذا التباين في الفهم دون أن يعالجوه، التفاتا منهم لمن يحاول أن بفسر القرآن بهواه، إذ ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال: "اعرِضُوهُمَا عَلى كِتابِ اللهِ فَما وَافَق كِتَاب اللهِ فَخُذُوه ، ومَا خَالَف كِتاب اللهِ فَرُدُّوه"، وهو ما يؤكد على عدم وقوع أي تحريف أو تزوير في القرآن الكريم؛ لأنّه في غير هذه الصورة لا يصبح معياراً لتشخيص الحق من الباطل.
وفيما يقال بخصوص دقة ضبط القرآن الكريم من خلال الأئمة عليهم السلام، فأن ذلك مّرده التلازم والثنائية الواجبة بين القرآن الكريم من جهة وائمة اهل البيت من جهة ثانية، وهو معيار لضبط بعضهما بالأخر، أتساقا مع ما قاله النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله: "إِنِّي تَاركٌ فيكم الثِّقْلَيْنِ كِتابَ اللهِ وعِتْرَتِي أهْلَ بَيْتِي مَا إنْ تَمَسَّكْتُم بِهِمَا لنْ تَضِلُّوا"، ما يجعل من القرآن الكريم متسق مع ما أراده الله من حفظ وضبط؛ أبد الأبدين، بدلالة تلازمه مع الثقل الأخر؛ من أئمة أهل البيت عليه السلام.
الأكثر قراءة
25517
18661
13823
10674