| الزكاة | الزكوات والصدقات... عندما يكفل الإسلام لأفراده العيش الكريم
2021-10-27 1131
الزكوات والصدقات... عندما يكفل الإسلام لأفراده العيش الكريم
((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً
تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ
صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (التوبة
-103)
تعتبر فريضة الزكاة، والتي هي ضريبة تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء؛ ركنا مهما من الأركان الخمسة في الإسلام؛ وتشكل بذلك ضرورة من ضروراته، والقصد من تشريعها هو سد حاجة الفقراء؛ ماديا ومعنويا؛ منعا للتفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الإسلامي؛ وما يترتب عليه من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية تدفع للجريمة كالسرقة والقتل والسلب وغيرها كثير، وكلها تأتي طلبا للمال وسدا للحاجة؛ وهذا ما يمزق النسيج الاجتماعي ويبطش بوحدته ويهدد بنيانه بالانهيار.
ولا تخلو الزكاة من مقصد إشاعة روح التعاون والانسجام بين أفراد المجتمع الواحد من خلال تقليل الفوارق بينهم للحفاظ على التركيبة المجتمعية متماسكة، وهذا يشكل هدفا ساميا يسعى له الدين الإسلامي.
وقد قللت الزكاة ـ بآلية جبايتها المنظمة ـ الفوارق بين طبقة الأغنياء من جهة وطبقة الفقراء المسحوقة التي لا تتحصل على لقمة العيش إلا بشق الأنفس؛ وذلك من خلال تدوير رأس المال بين الناس لتكون أهم وسائل التكافل الاجتماعي التي لولاها لكان المجتمع الإسلامي مفككا متصارعا، ما يجعل التفاوت الطبقي فيه مصدرا لكثير من المشاكل والصراعات؛ وهذا ما يلقي بظلاله السلبية على المجتمع الإنساني ككل، باعتبار أن الأمة الإسلامية جزء مهم من المنظومة الإنسانية الكبرى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (الحجرات -13)، وترتبط معها بمشتركات كثيرة لا يمكن التغاضي عنها.
وتكون الزكاة على الأموال والغلة والحيوانات بنسب معلومة، ما يشعر الأغنياء الدافعين لها؛ بروح المسؤولية تجاه مجتمعهم؛ وأنهم بإقرارهم مبدأ التكافل هذا؛ كانوا أحد الأسباب التي رفعت الحاجة عن الفقراء والمحتاجين المادية منها والمعنوية وهذا ما يشعرهم بعمق إنسانيتهم واحترامهم لكرامة الفقراء والمحتاجين الذين ذلهم الاحتياج وأستباح كرامتهم حتى فعل بعضهم المعصية لسد حاجته.
كما يشعر دفع الزكاة؛ الأغنياء بانتمائهم العملي للإسلام من خلال طاعتهم وامتثالهم للتشريعات الإسلامية بدفعها والالتزام بحدودها كسبا لمرضاة الله ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (البقرة-277)، في وقت سيشعر فيه المنتفعون من ضريبة الزكاة أنهم بعين الله الذي شرع لهم هذا الحق ـ الزكاة ـ ورعاية دينهم الذي تكفل لهم بحياة حرة كريمة، ناهيك عن استشعارهم بزهو، اهتمام مجتمعهم الذي يدفع لهم ما يحتاجوه صونا لكرامتهم؛ وهذا سيزيدهم بالتأكيد تمسكا بدينهم ومنحهم الشعور بالمحبة والألفة في المجتمع؛ وأنهم جزء مهم منه وهذا ما يوجب إنزال رحمة الله على الأمة ((وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قال عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فسأكتبها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)) (الأعراف -156).
كما يُعد دفع الزكاة ـ من الأغنياء للفقراء ـ مساهمة ناهضة في بناء مجتمع مسلم متراص البنيان؛ ((والمؤمنون وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (التوبة-71)؛ وهذا فيه دفع لكثير من المشاكل التي تعيق بناءه؛ ولأجل ذلك دعى الذكر الحكيم ـ القرآن الكريم ـ المسلمين للتعاون فيما يصلح شأنهم ويشد من أزرهم ليتجاوزا أزماتهم متكاتفين متعاونين (﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾) (المائدة-2).
ولعظمة قدر الزكاة وتأثيرها جاء ذكرها مقترنا بالصلاة في الذكر الحكيم ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) (البقرة-43)، في وقت بيّن فيه القرآن الكريم وبنصوص صريحة؛ المستحقين للصدقات والزكوات فكان مما ذكر ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[التوبة-60)، وبالتالي فأن تصرف للفقراء والمساكين، وللذين يجبونها والمعتنقين الإسلام حديثا - المؤلفة قلوبهم - المحتاجين لما يثبتهم على دينهم الجديد فالقلوب تميل لمن أحسن إليها، والغارمين الذين لا يستطيعون سداد دينهم، كذلك المسافر الذي تقطعت به السبل والذي يحتاج يد العون كي يعود لوطنه، وقد بين القرآن الكريم بشكل أكثر تفصيلا بعضا من المحتاجين حيث قال ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)) (البقرة -177) فبدأ بذوي القربى المحتاجين تقديرا لهذه الوشيجة الرابطة بين الأقارب ومن ثم اليتامى الذين لا معيل لهم والسائل المحتاج قوت يومه.
تعتبر فريضة الزكاة، والتي هي ضريبة تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء؛ ركنا مهما من الأركان الخمسة في الإسلام؛ وتشكل بذلك ضرورة من ضروراته، والقصد من تشريعها هو سد حاجة الفقراء؛ ماديا ومعنويا؛ منعا للتفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الإسلامي؛ وما يترتب عليه من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية تدفع للجريمة كالسرقة والقتل والسلب وغيرها كثير، وكلها تأتي طلبا للمال وسدا للحاجة؛ وهذا ما يمزق النسيج الاجتماعي ويبطش بوحدته ويهدد بنيانه بالانهيار.
ولا تخلو الزكاة من مقصد إشاعة روح التعاون والانسجام بين أفراد المجتمع الواحد من خلال تقليل الفوارق بينهم للحفاظ على التركيبة المجتمعية متماسكة، وهذا يشكل هدفا ساميا يسعى له الدين الإسلامي.
وقد قللت الزكاة ـ بآلية جبايتها المنظمة ـ الفوارق بين طبقة الأغنياء من جهة وطبقة الفقراء المسحوقة التي لا تتحصل على لقمة العيش إلا بشق الأنفس؛ وذلك من خلال تدوير رأس المال بين الناس لتكون أهم وسائل التكافل الاجتماعي التي لولاها لكان المجتمع الإسلامي مفككا متصارعا، ما يجعل التفاوت الطبقي فيه مصدرا لكثير من المشاكل والصراعات؛ وهذا ما يلقي بظلاله السلبية على المجتمع الإنساني ككل، باعتبار أن الأمة الإسلامية جزء مهم من المنظومة الإنسانية الكبرى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (الحجرات -13)، وترتبط معها بمشتركات كثيرة لا يمكن التغاضي عنها.
وتكون الزكاة على الأموال والغلة والحيوانات بنسب معلومة، ما يشعر الأغنياء الدافعين لها؛ بروح المسؤولية تجاه مجتمعهم؛ وأنهم بإقرارهم مبدأ التكافل هذا؛ كانوا أحد الأسباب التي رفعت الحاجة عن الفقراء والمحتاجين المادية منها والمعنوية وهذا ما يشعرهم بعمق إنسانيتهم واحترامهم لكرامة الفقراء والمحتاجين الذين ذلهم الاحتياج وأستباح كرامتهم حتى فعل بعضهم المعصية لسد حاجته.
كما يشعر دفع الزكاة؛ الأغنياء بانتمائهم العملي للإسلام من خلال طاعتهم وامتثالهم للتشريعات الإسلامية بدفعها والالتزام بحدودها كسبا لمرضاة الله ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (البقرة-277)، في وقت سيشعر فيه المنتفعون من ضريبة الزكاة أنهم بعين الله الذي شرع لهم هذا الحق ـ الزكاة ـ ورعاية دينهم الذي تكفل لهم بحياة حرة كريمة، ناهيك عن استشعارهم بزهو، اهتمام مجتمعهم الذي يدفع لهم ما يحتاجوه صونا لكرامتهم؛ وهذا سيزيدهم بالتأكيد تمسكا بدينهم ومنحهم الشعور بالمحبة والألفة في المجتمع؛ وأنهم جزء مهم منه وهذا ما يوجب إنزال رحمة الله على الأمة ((وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قال عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فسأكتبها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)) (الأعراف -156).
كما يُعد دفع الزكاة ـ من الأغنياء للفقراء ـ مساهمة ناهضة في بناء مجتمع مسلم متراص البنيان؛ ((والمؤمنون وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (التوبة-71)؛ وهذا فيه دفع لكثير من المشاكل التي تعيق بناءه؛ ولأجل ذلك دعى الذكر الحكيم ـ القرآن الكريم ـ المسلمين للتعاون فيما يصلح شأنهم ويشد من أزرهم ليتجاوزا أزماتهم متكاتفين متعاونين (﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾) (المائدة-2).
ولعظمة قدر الزكاة وتأثيرها جاء ذكرها مقترنا بالصلاة في الذكر الحكيم ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) (البقرة-43)، في وقت بيّن فيه القرآن الكريم وبنصوص صريحة؛ المستحقين للصدقات والزكوات فكان مما ذكر ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[التوبة-60)، وبالتالي فأن تصرف للفقراء والمساكين، وللذين يجبونها والمعتنقين الإسلام حديثا - المؤلفة قلوبهم - المحتاجين لما يثبتهم على دينهم الجديد فالقلوب تميل لمن أحسن إليها، والغارمين الذين لا يستطيعون سداد دينهم، كذلك المسافر الذي تقطعت به السبل والذي يحتاج يد العون كي يعود لوطنه، وقد بين القرآن الكريم بشكل أكثر تفصيلا بعضا من المحتاجين حيث قال ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)) (البقرة -177) فبدأ بذوي القربى المحتاجين تقديرا لهذه الوشيجة الرابطة بين الأقارب ومن ثم اليتامى الذين لا معيل لهم والسائل المحتاج قوت يومه.
الأكثر قراءة
26396
18719
13944
10817