| لماذا الدين الإسلامي؟ | إن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ.. الاسلام دين الفطرة
2022-03-29 1456
إن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ.. الاسلام دين الفطرة
الحديث عن مفردة "الإسلام" يتطلب
منا التمييز بين مرادين ومقصدين يُفهمان منه، الأول مراد ضيق، يراد
به الإسلام كدين خاتم للأديان التي سبقته، وهو بذلك قبالة دين
المسيحية ودين اليهودية، وغير ذلك من الديانات بما فيها الوضعية، في
حين إن المراد الأوسع ـ وهو المقصد الإلهي ـ الذي يستفاد من الإسلام
بأنه لفظ عام يراد به شمولية الإديان السماوية أجمع، وهو ما يؤدي
بالضرورة الى إن شريعة كل أنبياء الله عليهم السلام هي الإسلام، وهو
ما سنثبته في قابل السطور.
وبعملية استقرائية واستقصائية للقرآن الكريم والسنة العصموية، وتراتبية الآيات والأحاديث التي تحدثت عن "الإسلام" ومفهومه وفلسفته ومقصده، سنجد إن التوظيف العصري لهذه المفردة، قد أختزلها وصيرها دينا كباقي الأديان، في وقت كانت النصوص تدل على غير ذلك، خصوصا إذا ما أخذنا بالاعتبار إن "الإسلام" لغويا من التسليم، وبالتالي تسليم العبد لربه ـ وقد يكون أيضا من السلام ـ وبالتأكيد هو ذات مقصد الديانات السماوية الأخرى، مع لحاظ وحدة مصدرها سبحانه وتعالى.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على إن التسميات الأخرى للأديان إنما جاءت من بعد اختلاف أهلها، ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))(آل عمران ـ19)، وهو تعريف جامع ومانع لمفردة الدين ـ ينطبق على كل الأديان السماوية ـ لخصت بإن الدين ـ كل دين سماوي ـ إنما هو إسلام وحسب.
ولم يكن هذا الاصطلاح مما أوجده القرآن الكريم فحسب، إنما هو متداول قبله بكثير؛ فقد جاء على لسان النبي نوح عليه السلام، من خلال سورة يونس القرآنية، بعد اخذنا بلحاظ الاعتبار إن القرآن ـ وهو هنا في مورد السرد القصصي ـ يحافظ بالتأكد على صدقية ما ينقله عن سالف الأمم والأفراد من قول قصدا ومعنى، حيث يقول: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ (71) فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72))(يونس ـ71ـ72)، وهو ذات ما قصداه كل من النبي إبراهيم والنبي أسماعيل عليهما السلام بدعائهما ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129))(البقرة ـ 127 ـ129).
كما إن ذلك ـ اجترار الإسلام على شريعة كل نبي ـ مما أكده النبي لوط عليه السلام في محاججته لقومه ((قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ (33) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(37))(الذاريات ـ 31 ـ37).
كما قال نبي الله يعقوب عليه السلام في مورد نصيحته لإبناءه ((وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصطفى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133))(البقرة ـ132 ـ133)، وهو ذات ما قصده نبي الله موسى عليه السلام بقوله لقومه ((وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(85))(يونس ـ84 ـ85)، بل إن عدوه الطاغية فرعون هو الأخر قد قبل بالإسلام ولو بعد حين! بقوله ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ(92))(يونس ـ 90 ـ92)، وهو نفس ما آلت اليه مصائر أعداء موسى عليه السلام من السحرة حين رضخوا لهذه الحقيقة قائلين ((قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ(126))(الأعراف ـ125 ـ 126).
وقد آمن بالإسلام كذلك حواريو النبي عيسى عليه السلام ((وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ))(المائدة ـ111)، وكذلك فعلت وقالت ملكة سبأ ـ بلقيس ـ بعدما أمنت بالنبي سليمان عليه السلام ((قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أهكذا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(44))(النمل ـ41ـ44) ذلك بعد أن أمن قومها بدين النبي سليمان عليه السلام نزولا عند نصحه لهم ((قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31))(النمل ـ29 ـ31).
وقد أكد النبي يوسف عليه السلام إسلامه بالقول ((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ))(يوسف ـ101)، وبذلك فإن الإسلام دين جميع الأنبياء وملتهم في التعبد لله جل شأنه، بل أنه سمتهم، ولم يكن وصفهم بالمسلمين من مخصوصات القرآن الكريم، بل إن النبي صاحب الشرعة الأولى ـ إبراهيم عليه السلام ـ كان أول من أطلق على نفسه ومن بعده اتباعه لفظة مسلم استلالا من مفهوم التسليم والانقياد للخالق المعبود جل شأنه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ))(الحج ـ76 ـ78)، وهو ما يجعل كل من أتبع ملة إبراهيم التوحيدية، مسلما ما لم يثبت غير ذلك.
وبذلك فإن الإسلام اصطلاح يراد به الشرعة التوحيدية لله، وهو الحالة الطبيعية لمن يريد التقرب لله لأن ((.....الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))(آل عمران ـ19)، وهو ما جعل إطلاقه على ديانات جميع الأنبياء عليهم السلام.
ولكثرة استخدام مفردة "الإسلام" فقد تواترت حتى عند من لا يؤمن بالله، ويتخذ لنفسه غير الله ربا، في مورد وصفهم لمن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتدين بدين توحيدي، كالسحرة في عصر النبي موسى عليه السلام وكذلك فرعون ومن قبله بلقيس وغيرهم الكثير، ما يعني إن لفظة الإسلام مما كان متداولا ومعروفا كوسم لمن يؤمن بالله جل شأنه.
ولم يقتصر إطلاق لفظ "الإسلام" على الأديان المحلية بل انسحب حتى على العالمية منها ـ وصفنا بالعالمية هنا يراد به للديانات الشاملة التي نزل بها أنبياء اولي العزم باعتبار إن شرعتهم كانت شاملة ولم تقتصر على قوم دون أخر او مجموعة دون أخرى ـ كالنبي إبراهيم والنبي عيسى والنبي موسى عليهم السلام، ما يعني بالضرورة إن إطلاق اصطلاح "الإسلام" على مجموعة الأديان السماوية يراد به مرة كتوصيف ونعت ـ صفة ـ لها؛ لمصدريتها منها، باعتبارها "تسليم" لله وانقياد لأمره سبحانه وتعالى، وهو عين ما وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم قال: "لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل"، ما يعني أن كل دين أمر به الله لا يختلف عن الأخر الذي أمر به كذلك، فالمسيحية واليهودية سواء ولا اختلاف بينهما، ونفس الأمر بينهما والإسلام، باعتبار كل منها يعني التسليم لله اعتقادا وعملا، وبتعبير أدق ـ حسب وصف الكلاميين ـ "التسليم للبيان الصادر عن مقام الربوبية في المعارف والأحكام".
كما يراد به في مرة أخرى بأنه أسمُ عَلَم ـ وليس مجرد صفة ونعت له ـ يراد به جميع الأديان السماوية، وما إطلاقه على الإسلام إلا لكونه الخاتم منها، وما التمايز في بعض التشريعات من دين لأخر ـ بعض الفوارق التشريعية بين المسيحية واليهودية ـ فإن مردها إما تزييف بعض الناقلين لهذه الإديان خصوصا بعد تعرضها للتزوير والتحريف، أو قد يكون بحكم النسخ، ومثاله تغير بعض الأحكام في الدين الإسلامي ومصداقها المشهور هو التدرج في تحريم الخمر بعدة مراحل، تنسخ المتأخرة منها سابقتها.
وعلى هذا وذاك، فإن الإسلام دين عام؛ يخص البشرية جمعاء، ويصلح لها في كل زمان ومكان، وبالتالي فأنه دين جميع الأنبياء والرسل، وكتحصيل حاصل دين أوصياءهم وحوارييهم، بل أنه دين غير البشريين من الجن لأنه شريعة كاملة ومتكاملة ((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5))(الجن ـ1ـ5).
وبعملية استقرائية واستقصائية للقرآن الكريم والسنة العصموية، وتراتبية الآيات والأحاديث التي تحدثت عن "الإسلام" ومفهومه وفلسفته ومقصده، سنجد إن التوظيف العصري لهذه المفردة، قد أختزلها وصيرها دينا كباقي الأديان، في وقت كانت النصوص تدل على غير ذلك، خصوصا إذا ما أخذنا بالاعتبار إن "الإسلام" لغويا من التسليم، وبالتالي تسليم العبد لربه ـ وقد يكون أيضا من السلام ـ وبالتأكيد هو ذات مقصد الديانات السماوية الأخرى، مع لحاظ وحدة مصدرها سبحانه وتعالى.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على إن التسميات الأخرى للأديان إنما جاءت من بعد اختلاف أهلها، ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))(آل عمران ـ19)، وهو تعريف جامع ومانع لمفردة الدين ـ ينطبق على كل الأديان السماوية ـ لخصت بإن الدين ـ كل دين سماوي ـ إنما هو إسلام وحسب.
ولم يكن هذا الاصطلاح مما أوجده القرآن الكريم فحسب، إنما هو متداول قبله بكثير؛ فقد جاء على لسان النبي نوح عليه السلام، من خلال سورة يونس القرآنية، بعد اخذنا بلحاظ الاعتبار إن القرآن ـ وهو هنا في مورد السرد القصصي ـ يحافظ بالتأكد على صدقية ما ينقله عن سالف الأمم والأفراد من قول قصدا ومعنى، حيث يقول: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ (71) فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72))(يونس ـ71ـ72)، وهو ذات ما قصداه كل من النبي إبراهيم والنبي أسماعيل عليهما السلام بدعائهما ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129))(البقرة ـ 127 ـ129).
كما إن ذلك ـ اجترار الإسلام على شريعة كل نبي ـ مما أكده النبي لوط عليه السلام في محاججته لقومه ((قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ (33) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(37))(الذاريات ـ 31 ـ37).
كما قال نبي الله يعقوب عليه السلام في مورد نصيحته لإبناءه ((وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصطفى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133))(البقرة ـ132 ـ133)، وهو ذات ما قصده نبي الله موسى عليه السلام بقوله لقومه ((وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(85))(يونس ـ84 ـ85)، بل إن عدوه الطاغية فرعون هو الأخر قد قبل بالإسلام ولو بعد حين! بقوله ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ(92))(يونس ـ 90 ـ92)، وهو نفس ما آلت اليه مصائر أعداء موسى عليه السلام من السحرة حين رضخوا لهذه الحقيقة قائلين ((قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ(126))(الأعراف ـ125 ـ 126).
وقد آمن بالإسلام كذلك حواريو النبي عيسى عليه السلام ((وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ))(المائدة ـ111)، وكذلك فعلت وقالت ملكة سبأ ـ بلقيس ـ بعدما أمنت بالنبي سليمان عليه السلام ((قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أهكذا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(44))(النمل ـ41ـ44) ذلك بعد أن أمن قومها بدين النبي سليمان عليه السلام نزولا عند نصحه لهم ((قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31))(النمل ـ29 ـ31).
وقد أكد النبي يوسف عليه السلام إسلامه بالقول ((رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ))(يوسف ـ101)، وبذلك فإن الإسلام دين جميع الأنبياء وملتهم في التعبد لله جل شأنه، بل أنه سمتهم، ولم يكن وصفهم بالمسلمين من مخصوصات القرآن الكريم، بل إن النبي صاحب الشرعة الأولى ـ إبراهيم عليه السلام ـ كان أول من أطلق على نفسه ومن بعده اتباعه لفظة مسلم استلالا من مفهوم التسليم والانقياد للخالق المعبود جل شأنه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ))(الحج ـ76 ـ78)، وهو ما يجعل كل من أتبع ملة إبراهيم التوحيدية، مسلما ما لم يثبت غير ذلك.
وبذلك فإن الإسلام اصطلاح يراد به الشرعة التوحيدية لله، وهو الحالة الطبيعية لمن يريد التقرب لله لأن ((.....الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))(آل عمران ـ19)، وهو ما جعل إطلاقه على ديانات جميع الأنبياء عليهم السلام.
ولكثرة استخدام مفردة "الإسلام" فقد تواترت حتى عند من لا يؤمن بالله، ويتخذ لنفسه غير الله ربا، في مورد وصفهم لمن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتدين بدين توحيدي، كالسحرة في عصر النبي موسى عليه السلام وكذلك فرعون ومن قبله بلقيس وغيرهم الكثير، ما يعني إن لفظة الإسلام مما كان متداولا ومعروفا كوسم لمن يؤمن بالله جل شأنه.
ولم يقتصر إطلاق لفظ "الإسلام" على الأديان المحلية بل انسحب حتى على العالمية منها ـ وصفنا بالعالمية هنا يراد به للديانات الشاملة التي نزل بها أنبياء اولي العزم باعتبار إن شرعتهم كانت شاملة ولم تقتصر على قوم دون أخر او مجموعة دون أخرى ـ كالنبي إبراهيم والنبي عيسى والنبي موسى عليهم السلام، ما يعني بالضرورة إن إطلاق اصطلاح "الإسلام" على مجموعة الأديان السماوية يراد به مرة كتوصيف ونعت ـ صفة ـ لها؛ لمصدريتها منها، باعتبارها "تسليم" لله وانقياد لأمره سبحانه وتعالى، وهو عين ما وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم قال: "لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل"، ما يعني أن كل دين أمر به الله لا يختلف عن الأخر الذي أمر به كذلك، فالمسيحية واليهودية سواء ولا اختلاف بينهما، ونفس الأمر بينهما والإسلام، باعتبار كل منها يعني التسليم لله اعتقادا وعملا، وبتعبير أدق ـ حسب وصف الكلاميين ـ "التسليم للبيان الصادر عن مقام الربوبية في المعارف والأحكام".
كما يراد به في مرة أخرى بأنه أسمُ عَلَم ـ وليس مجرد صفة ونعت له ـ يراد به جميع الأديان السماوية، وما إطلاقه على الإسلام إلا لكونه الخاتم منها، وما التمايز في بعض التشريعات من دين لأخر ـ بعض الفوارق التشريعية بين المسيحية واليهودية ـ فإن مردها إما تزييف بعض الناقلين لهذه الإديان خصوصا بعد تعرضها للتزوير والتحريف، أو قد يكون بحكم النسخ، ومثاله تغير بعض الأحكام في الدين الإسلامي ومصداقها المشهور هو التدرج في تحريم الخمر بعدة مراحل، تنسخ المتأخرة منها سابقتها.
وعلى هذا وذاك، فإن الإسلام دين عام؛ يخص البشرية جمعاء، ويصلح لها في كل زمان ومكان، وبالتالي فأنه دين جميع الأنبياء والرسل، وكتحصيل حاصل دين أوصياءهم وحوارييهم، بل أنه دين غير البشريين من الجن لأنه شريعة كاملة ومتكاملة ((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5))(الجن ـ1ـ5).
الأكثر قراءة
25621
18667
13839
10699