| التوحيد | الواحدية والوحدانية والتوحيد... استقراء أولي
2022-04-03 1259
الواحدية والوحدانية والتوحيد... استقراء أولي
لم يعتن الأنبياء بأمر كما اعتنوا
بتوحيد الخالق سبحانه وتعالى ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ
أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ
عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) (النحل ـ36) وما ذلك إلا لأن
التوحيد هو المؤثر المحوري في صناعة الفرد وضبط بوصلة انسانيته، بدء
من تحريره من أي محور يمكن أن يجره صوب الضلال والانحراف بعيدا عن
الحق والحقيقة.
ولما كان الأمر كذلك من الأهمية، فأن التوحيد لله سينتج الإنسان النوعي كمطلب للسماء (خليفة)، وهذا ما يحتم علينا أن نبين ـ بشيء من الإيجاز ـ وحدانية الله جل شأنه.
مما لا يغفل على متدبر، عظم ودقة حالة الضبط والاتساق الكوني بدء من أصغر الصغريات ـ الذرة ـ وانتهاء بكبرياتها المكتشفة حتى اللحظة ـ الاجرام السماوية والثقوب الكونية ـ وهذا ينبئ بأن لا تعارض ولا تخالف بين من يديره ـ على فرض تعدده ـ إلا أن قدم هذا الاتساق؛ ولا تناهي دقته، هو الأخر ينبئ بأن مدبر هذا الكون، إنما (هو) وليس (هم) بدلالة تراتب الكون منذ البدء، بما لا يدع مجال للشك بوحدانية منظمه، وواحديته التي لا تقبل التجزئة ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)) (الأنبياء ـ 22).
فإذا اخذنا على سبيل المثال حالة الضبط المتوافرة في هندسة الليل والنهار من جهة، والشمس والقمر من جهة أخرى، ((لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) (يس ـ40) للمسنا بما لا يقبل الشك بأن ورائها ناظم لا خلة بتنظيمه ولا ارتباك بترتيبه ولا اضطراب بما وزن.
وربما ثمة من يشكك بأن الكونيات أمر خارج مدارك البشر العاديين، وما يحصل فيها قد لا يدركه العقل البشري، ما قد يعتبر ان نظمها إنما هو نظم الحال وليس بالضرورة بأن وراءها مهندس عظيم (الله سبحانه وتعالى)، فيجرنا ذلك الى ما هو أصغر كثيرا من الكونيات، إلا وهو الذرة، حيث يُخبرنا تكوينها (نواة ومدارات وضوابط لحركة ما في داخلها) بأنها تطابق ذات المهندس الذي أنتج الأفلاك وأجرامها، ما يثبت بأن عظمة مبدعها هي ذات العظمة التي يمتاز بها مبدع الأكوان على تعددها ولا تناهي وسعها، ومن باب التشبيه، فأن الأمر شبيه جدا بمجموعة ما يكتب من رؤى ومقالات في كتاب واحد من قبل كاتبها، فأن وحدة الذوق الأدبي والفني فضلا عن الإنشائي، تخبرنا بأن وراءها كاتب واحد، وإلا لتهافتت محتوياتها وتخالفت اتساقاتها وتضادد سبكها ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ))(البقرة ـ 164).
وتكمن مفاهيم التوحيد في أنواع، هي:
ـ توحيد الذات: وذلك يعني أنه سبحانه وتعالى غير مركب في ذاته من أجزاء، وبالتالي لا يحتاج لأجزائه، هذا من جهة، ويعني كذلك لا مثيل له في ذاته ولا صفاته، من جهة أخرى، فهو واحد أحد، فرد صمد، ما يجعله في غنى عن خلقه، مع افتقار كل ما عداه، له.
ـ توحيد الصفات: ويراد بذلك أن ذاته هي عين صفاته، وصفاته هي عين ذاته، فلا اختلاف بين ذاته وصفاته ولا تعدد فيها، باعتبار أن وجوده سبحانه وتعالى واحد لا غير، أما التعددية في صفاته فأنها من قصور عقولنا، وبالتالي فهي تعددية ذهنية استنتاجية وليس واقعية خارجية؛ لأن الواقع الخارجي لذاته هو ذات الواقع الخارجي لصفاته.
ـ توحيده في العبادة: ويعني عدم إشراك أحدا معه، وحصر العبادة له دون سواه، ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين.
ـ التوحيد في الأفعال: وذلك يعني أنه سبحانه وتعالى غني في أفعاله عن غريه، وأن كل فعل من أفعال الكون تعود أليه بالحاجة، وبالتالي فلا حول ولا قوة لما سواه إلا به.
ولما كان الأمر كذلك من الأهمية، فأن التوحيد لله سينتج الإنسان النوعي كمطلب للسماء (خليفة)، وهذا ما يحتم علينا أن نبين ـ بشيء من الإيجاز ـ وحدانية الله جل شأنه.
مما لا يغفل على متدبر، عظم ودقة حالة الضبط والاتساق الكوني بدء من أصغر الصغريات ـ الذرة ـ وانتهاء بكبرياتها المكتشفة حتى اللحظة ـ الاجرام السماوية والثقوب الكونية ـ وهذا ينبئ بأن لا تعارض ولا تخالف بين من يديره ـ على فرض تعدده ـ إلا أن قدم هذا الاتساق؛ ولا تناهي دقته، هو الأخر ينبئ بأن مدبر هذا الكون، إنما (هو) وليس (هم) بدلالة تراتب الكون منذ البدء، بما لا يدع مجال للشك بوحدانية منظمه، وواحديته التي لا تقبل التجزئة ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)) (الأنبياء ـ 22).
فإذا اخذنا على سبيل المثال حالة الضبط المتوافرة في هندسة الليل والنهار من جهة، والشمس والقمر من جهة أخرى، ((لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) (يس ـ40) للمسنا بما لا يقبل الشك بأن ورائها ناظم لا خلة بتنظيمه ولا ارتباك بترتيبه ولا اضطراب بما وزن.
وربما ثمة من يشكك بأن الكونيات أمر خارج مدارك البشر العاديين، وما يحصل فيها قد لا يدركه العقل البشري، ما قد يعتبر ان نظمها إنما هو نظم الحال وليس بالضرورة بأن وراءها مهندس عظيم (الله سبحانه وتعالى)، فيجرنا ذلك الى ما هو أصغر كثيرا من الكونيات، إلا وهو الذرة، حيث يُخبرنا تكوينها (نواة ومدارات وضوابط لحركة ما في داخلها) بأنها تطابق ذات المهندس الذي أنتج الأفلاك وأجرامها، ما يثبت بأن عظمة مبدعها هي ذات العظمة التي يمتاز بها مبدع الأكوان على تعددها ولا تناهي وسعها، ومن باب التشبيه، فأن الأمر شبيه جدا بمجموعة ما يكتب من رؤى ومقالات في كتاب واحد من قبل كاتبها، فأن وحدة الذوق الأدبي والفني فضلا عن الإنشائي، تخبرنا بأن وراءها كاتب واحد، وإلا لتهافتت محتوياتها وتخالفت اتساقاتها وتضادد سبكها ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ))(البقرة ـ 164).
وتكمن مفاهيم التوحيد في أنواع، هي:
ـ توحيد الذات: وذلك يعني أنه سبحانه وتعالى غير مركب في ذاته من أجزاء، وبالتالي لا يحتاج لأجزائه، هذا من جهة، ويعني كذلك لا مثيل له في ذاته ولا صفاته، من جهة أخرى، فهو واحد أحد، فرد صمد، ما يجعله في غنى عن خلقه، مع افتقار كل ما عداه، له.
ـ توحيد الصفات: ويراد بذلك أن ذاته هي عين صفاته، وصفاته هي عين ذاته، فلا اختلاف بين ذاته وصفاته ولا تعدد فيها، باعتبار أن وجوده سبحانه وتعالى واحد لا غير، أما التعددية في صفاته فأنها من قصور عقولنا، وبالتالي فهي تعددية ذهنية استنتاجية وليس واقعية خارجية؛ لأن الواقع الخارجي لذاته هو ذات الواقع الخارجي لصفاته.
ـ توحيده في العبادة: ويعني عدم إشراك أحدا معه، وحصر العبادة له دون سواه، ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين.
ـ التوحيد في الأفعال: وذلك يعني أنه سبحانه وتعالى غني في أفعاله عن غريه، وأن كل فعل من أفعال الكون تعود أليه بالحاجة، وبالتالي فلا حول ولا قوة لما سواه إلا به.
الأكثر قراءة
25621
18666
13838
10699