2022-05-04 659
التكامل الفكري للمجموع الإنساني عبر متسلسلة الأديان السماوية
أهم ما يميز الإنسان عن جميع
المخلوقات الحية، هو العقل (ملكة التفكير)، وإرادة البحث عن
الحقيقة، ولأجلهما استحق مرتبة الخلافة الإلهية في الأرض دون غيره
من المخلوقات، وبجدارة واستحقاق عاليين، وتأسيسا على ذلك فقد سخر
الله له ما في السماوات وما في الأرض، لتكون طوع يديه؛ تسهل له
أموره، لكنه بحسب التكوين الفطري محدود القدرات، وخاصة الفكرية
منها، كونه مخلوقا حادثا من عدم مسبوق بجهل ((وَاللَّـهُ
أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا
وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) (النحل-78)، ولأجل ذلك احتاج الهداية
والتوجيه الإلهي المستمر، كي يبلغ سبل الرشاد والكمال في دنياه
وآخرته، فكان توالي الحجج الإلهية سببا في تعليمه وهدايته لبلوغ
القصد الذي خُلق من أجله، بدءً من الإلهام الفطري للنفس في أول
الخلقة ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا
وَتَقْوَاهَا)) (الشمس-7-8) وصولا لإرسال الأنبياء والرسل بفترات
محسوبة على أساس نضجه العقلي وقابليته في استيعاب الفيض الإلهي
النازل حتى رسالة الإسلام الخاتمة التي راعت تكامله ونضجه الفكري
والحدود التي يبلغها في المعرفة.
لماذا الأديان السماوية؟
يعرف الإنسان بطبيعته التكوينية أنه كائن يبحث عن الكمالات؛ سواء ما كان منها مادية أو روحية؛ وغايته في ذلك طلب الرفعة والترقي في منازلهما؛ ولا يمكن تحقيق هذين الأمرين باستقلالية منه! كونه مخلوقا فقيرا محتاجا بطبعه للغني الذي يسد حاجته؛ ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر-15)، وبما أن الإنسان يسعى للسيطرة على الطبيعة؛ بما يؤمن له حياة دنيوية سعيدة كذلك يريد كسب رضا الله بالدارين، الدنيا والآخرة؛ من خلال سلامة العقيدة والعمل الصالح المجسد لها، لذلك كانت الأديان السماوية بتواليها عليه؛ هي المصدر المعلم والملهم له في تحقيق مراده؛ كونه المخلوق المكرم عند الله ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) (الإسراء-70) وأنه الهدف والغاية من وجود كل الأديان.
مراعاة الأديان السماوية لتطور الفكر الإنساني
لا شك أن مرجعية الأديان السماوية واحدة، وهي الله المطلق في علمه، ولأن الإنسان كائن متعلم بطبعه ((وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)) (يوسف-76)؛ فقد راعت مرجعية الأديان السماوية – العليم - التطور الفكري للإنسان المتعلم فخاطبته على قدر عقله من خلال الرسالات السماوية التي توالت عليه، حيث كانت هي الأداة في ذلك الخطاب؛ وكان التناغم والتكامل سمة لها بحساب توقيت تنزيلها وسعة أحكامها وتشريعاتها على أساس التطور الفكري للمجموع الإنساني المتلقي لهذه الرسالات؛ ولأجل كل ما تقدم، وإذا ما قيل بأن رسالة الإسلام هي خاتمة الأديان، فهذا لا يعني أنها نزلت مستقلة عن الرسالات السماوية التي سبقتها، بل أنها نزلت تكمل ما سبق باشتراك عناصر كثيرة معها؛ أهمها وحدة المصدر والقصد، لذلك ترى أن النص القرآني المقدس يشير بإجلال واكبار للأديان والرسالات التي سبقته ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (البقرة 392).
تأثير الأديان السماوية على الفكر الإنساني
مهما يبلغ الإنسان من رقي في سلم المعارف الإنسانية؛ يبقى أسير محدودية أفق أفكاره، وهذا ما يثير عنده أسئلة كثيرة لا يجد لها أجوبة شافية تكف فضوله، خاصة في الأمور الغيبية التي يتعسر عليه معرفتها أو فهم آليات حدوثها، كما وأنه يجهل حقيقة وتبعات وقائع تداهمه في حياته، وتهدد وجوده كالموت مثلا، ناهيك عن قلة معارفه في باقي العوالم التي يحاول جاهدا استكشافها كالفضاء والبحار وحتى ما تكتنزه الأرض في باطنها، من هنا كان للأديان دور كبير وتأثير مهم في حل كثير من مغاليق هذه الألغاز، التي حيرته، بجهله لها، حتى جاءت الأديان السماوية؛ بمعارفها الشاملة لكل نواحي الحياة؛ رحمة إلهية للعباد؛ لتبين ـ بنصوص صادقة ـ ما استشكل وتعسر عليه في كل ما سبق وخاصة في حقيقة الموت وتبعاته في العالم الآخر، فضلا عن الجوانب القيمية والأخلاقية التي أكدتها وبينته بنصوص مفصلة في الحلال والحرام والأوامر والنواهي، وأرادت بها تعليم الإنسان رقي عيشه وكيفية التعامل بإيجابية مع الآخر، وصولا لأكمل حالته الفكرية.
لماذا الأديان السماوية؟
يعرف الإنسان بطبيعته التكوينية أنه كائن يبحث عن الكمالات؛ سواء ما كان منها مادية أو روحية؛ وغايته في ذلك طلب الرفعة والترقي في منازلهما؛ ولا يمكن تحقيق هذين الأمرين باستقلالية منه! كونه مخلوقا فقيرا محتاجا بطبعه للغني الذي يسد حاجته؛ ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر-15)، وبما أن الإنسان يسعى للسيطرة على الطبيعة؛ بما يؤمن له حياة دنيوية سعيدة كذلك يريد كسب رضا الله بالدارين، الدنيا والآخرة؛ من خلال سلامة العقيدة والعمل الصالح المجسد لها، لذلك كانت الأديان السماوية بتواليها عليه؛ هي المصدر المعلم والملهم له في تحقيق مراده؛ كونه المخلوق المكرم عند الله ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) (الإسراء-70) وأنه الهدف والغاية من وجود كل الأديان.
مراعاة الأديان السماوية لتطور الفكر الإنساني
لا شك أن مرجعية الأديان السماوية واحدة، وهي الله المطلق في علمه، ولأن الإنسان كائن متعلم بطبعه ((وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)) (يوسف-76)؛ فقد راعت مرجعية الأديان السماوية – العليم - التطور الفكري للإنسان المتعلم فخاطبته على قدر عقله من خلال الرسالات السماوية التي توالت عليه، حيث كانت هي الأداة في ذلك الخطاب؛ وكان التناغم والتكامل سمة لها بحساب توقيت تنزيلها وسعة أحكامها وتشريعاتها على أساس التطور الفكري للمجموع الإنساني المتلقي لهذه الرسالات؛ ولأجل كل ما تقدم، وإذا ما قيل بأن رسالة الإسلام هي خاتمة الأديان، فهذا لا يعني أنها نزلت مستقلة عن الرسالات السماوية التي سبقتها، بل أنها نزلت تكمل ما سبق باشتراك عناصر كثيرة معها؛ أهمها وحدة المصدر والقصد، لذلك ترى أن النص القرآني المقدس يشير بإجلال واكبار للأديان والرسالات التي سبقته ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (البقرة 392).
تأثير الأديان السماوية على الفكر الإنساني
مهما يبلغ الإنسان من رقي في سلم المعارف الإنسانية؛ يبقى أسير محدودية أفق أفكاره، وهذا ما يثير عنده أسئلة كثيرة لا يجد لها أجوبة شافية تكف فضوله، خاصة في الأمور الغيبية التي يتعسر عليه معرفتها أو فهم آليات حدوثها، كما وأنه يجهل حقيقة وتبعات وقائع تداهمه في حياته، وتهدد وجوده كالموت مثلا، ناهيك عن قلة معارفه في باقي العوالم التي يحاول جاهدا استكشافها كالفضاء والبحار وحتى ما تكتنزه الأرض في باطنها، من هنا كان للأديان دور كبير وتأثير مهم في حل كثير من مغاليق هذه الألغاز، التي حيرته، بجهله لها، حتى جاءت الأديان السماوية؛ بمعارفها الشاملة لكل نواحي الحياة؛ رحمة إلهية للعباد؛ لتبين ـ بنصوص صادقة ـ ما استشكل وتعسر عليه في كل ما سبق وخاصة في حقيقة الموت وتبعاته في العالم الآخر، فضلا عن الجوانب القيمية والأخلاقية التي أكدتها وبينته بنصوص مفصلة في الحلال والحرام والأوامر والنواهي، وأرادت بها تعليم الإنسان رقي عيشه وكيفية التعامل بإيجابية مع الآخر، وصولا لأكمل حالته الفكرية.
الأكثر قراءة
26269
18711
13928
10801