2024-11-18 55
نحو فهم متوازن بين معطيات الوحي والمعارف البشرية
الشيخ مقداد الربيعي: «يستحيل مصالحة العلم والدين، وعلى البشرية أن تحترم قدرة طفلها وتهزم كافة محاولات التوفيق بين العلم والدين. فقد أخفق الدين، وإخفاقاته لا بد أن تُفضح. إن العلم بما يحققه حاليًا من نجاحات تؤكد كفاءته الشاملة في تفسير أصغر أجزاء الكون، هو بهجة العقل العليا، ويجب الاعتراف به ملكًا». بيتر أتكينز
«العلم الذي نعمل فيه هو علم الله. الله هو المسؤول عن قصة العلم
بكاملها.. فالترتيب المذهل والاتساق والثبات والتعقيد المبهر الذي
يميز التوصيف العلمي للكون ليس إلا انعكاساً لما يتميز به النشاط
الإلهي من ترتيب واتساق وثبات وتعقيد». السير جون هوتن، زميل
الجمعية الملكية.
صراع بين منظورين فلسفيين، الأول يرى استحالة المصالحة بين العلم
والدين ويدعو لنبذه، بينما الآخر يرى العلم سبباً لإيمانه.
توصل البشر وبقواهم الإدراكية على طول تاريخهم المديد الى مجموعة من
العلوم والمعارف الفلسفية والتجربية والتاريخية والأخلاقية
والحقوقية والفنية والأدبية. واصطنعوا مجموعة مدارس ومسالك معرفية
تتسم بالتعدد والتباين والاختلاف، لكنها جميعاً تشترك في كونها
صنيعة العقل والقوى الإدراكية للبشر.
من جهة ثانية، ظهر طيلة التاريخ البشري أنبياء وجاؤنا بعلوم ومعارف
موحاة إليهم من عالم علوي، فما من مؤسس دين ادعى إن ما جاء به من
تعاليم هو ثمرة استعماله لقواه الإدراكية الخاصة، إنما يؤكد أنها من
إيحاءات السماء. فقوله تعالى بحق النبي عيسى عليه السلام:
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي
الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ
الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)، مريم: 29 ـ 30. يكشف بجلاء انه
عليه السلام لم يبادر لأي رياضة او تمهيد كي يغدو مبعوثاً سماوياً.
وبالجملة، نتوفر نحن البشر اليوم على فئتين من العلوم
والمعارف:
المكتشفات الإنسانية.
المعطيات الوحيانية.
الأولى حصيلة مساعينا، والثانية ليست اكتسابية، إنما هي بمثابة هدية
وموهبة من الله تعالى للبشر عن طريق الأنبياء.
والإشكالية التي نريد الوقوف عندها تكمن في مواطن الاختلاف والتناشز
بين الاكتشافات الإنسانية والمعطيات الوحيانية، فأي الفئتين نعتمد
وأيهما نترك، إذا ما حصل التناقض؟
وإذا أراد الإنسان أن يكون متديناً وعقلانياً في نفس الوقت، فكيف
يتعامل مع هاتين الفئتين من المعارف، وهما لا تتفقان في العديد من
الحالات؟
ثمة خمسة طرق مقترحة للتوفيق بين التدين والتعقل، ذكرها لأول مرة
اللاهوتي الأمريكي هانس فراس في كتابه .. عام 1992، تتدرج هذه الطرق
من تقديم النظريات البشرية وجعلها حاكمة على النصوص الدينية كما في
الطريق الأول، الى إلغاء دورها تماماً وجعل النص الديني مستغنياً
عنها كما في الطريق الخامس. وفيما يلي إشارة لهذه الطرق:
الطريق الأول: أن يلجأ الإنسان بدايةً الى المدارس البشرية، ليختار
منها واحدة تقنعه وترضيه أكثر من غيرها، فيلتزم بها نظرياً وعملياً،
ثم يعود للنصوص الدينية ليختار منها ما ينسجم وفلسفته او نظرياته
الأرضية البشرية المتبناة، فيؤمن بالدين بمقدار ما يتفق مع نظريته
البشرية، ويضرب بالباقي منه عرض الجدار.
طريقة انتقدها القرآن وأخرج أصحابها من ربقة الدين، فقال عنهم:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ
أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ
بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ
ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا)، النساء: 150 ـ
151.
رغم ذلك يمثل هذا الطريق الاتجاه الأغلب والأكثر شعبية في صفوف
الغربيين، فنجدهم مرتهنين لأفكار وفلسفات بشرية بحتة لا تمت للدين
بصلة، ويقاربون الدين من زاويتها ويقحمونه في إطارها. لذلك اعتبرها
اللاهوتي البريطاني ديفيد فورد مظهراً للأنانية والنرجسية في العصر
الحديث، وهو سبيل لا يترك مجالاً لحوار حقيقي بين الدين والمعرفة
والبشرية.
الطريق الثاني: يسلك نفس المسلك المتقدم، فالأصالة للنظريات
البشرية، لكنه يختلف عنه بتقليص دائرة هذه الفلسفات، فلابد أن يختار
أقرب الفلسفات البشرية للدين، لا أن له الحق بانتخاب أي فلسفة وإن
تقاطعت تماماً مع الدين. فلابد أن يحصر خياراته قبل كل شيء بفلسفات
قريبة من الدين، ثم يتحرى من بين المتبقي منها ما هو أكثر إقناعاً
وإرضاءً له، وعندها يستخدم نظريته البشرية لمقاربة الدين وفهمه
وتفسيره.
وهذا الطريق كسابقه في تحكيم النظريات الأرضية على الأديان
السماوية، فهو يسلم بأن تلعب المعارف الإنسانية دورها الفاعل في فهم
معطيات الوحي وتفسيرها، شريطة ألا تكون هذه المعارف على خصام فاضح
مع النصوص الدينية.
اللاهوتي البروتستانتي رودولف بولتمان، كان من القائلين بجدوى هذا
الطريق، واعتبر ان الفلسفة الوجودية ـ بشقها الديني ـ أقرب الفلسفات
الى المسيحية، لذا قام بتعديل الدين المسيحي بما يتوافق معها عبر
مشروع تطهير الكتاب المقدس من الأساطير، معتبراً النصوص التي تخالف
الوجودية من القشور التي يجب إزالتها، وما يتوافق معها هو اللب.
وسمى مشروعه بـ"نبذ الأساطير".
الطريق الثالث: يعتمد هذا الطريق ذات النهج في تقديم المكتسبات
البشرية على المعطيات الوحيانية، ويختلف عن الطريقين السابقين بعد
الاعتماد على فلسفة أرضية واحدة، واعتبارها الفلسفة الحق، وتحكيمها
بالدين، فكل واحدة من المدارس البشرية خليط من الحق والباطل. أضف
الى ذلك انه ما من مدرسة بشرية يمكن نعتها بانها الأقرب للدين، فقد
تكون مدرسة أقرب الى الدين من غيرها من زاوية معينة، وأبعد من
زواياً أخرى، وهكذا مع باقي المدارس.
والنتيجة، أن بوسع كل مدرسة فلسفية بشرية المساهمة بقدر ما في فهم
الدين ومعطياته، فقد تكون الأرسطية او الأفلاطونية المحدثة او
التوماوية أقرب الى الدين من زاويته الأنطلوجية، بينما تكون المدرسة
الرواقية هي الأقرب للدين من زاويته الأخلاقية والسلوكية.
ووفق أصحاب هذا الاتجاه ان المعرفة سيالة ومتغيرة بحسب الزمان،
فلابد من الرجوع للمعارف البشرية لنستعين بها على فهم النصوص
الدينية، وبعبارة أخرى، يختلف فهم النص الديني بحسب الأزمنة، وتبعاً
لتغير المعارف البشرية التي بُني عليها الفهم. ولعل الدكتور عبد
الكريم سروش من أبرز القائلين بتبعية المعرفة الدينية للمعارف
البشرية، وأن التغير الذي يطرأ عليها سيؤثر حتماً في تغير فهمنا
للنص الديني.
كما أن أشهر القائلين بهذا الطريق في القرن العشرين هو بول تيلش
اللاهوتي الأمريكي الألماني الأصل، وأُطلق على أسلوبه في تجسير
العلاقة بين الإيمان المسيحي والثقافة الحديثة مصطلح "أسلوب
التضامن".
الطريق الرابع: يقوم هذا الطريق على تفسير النصوص الدينية بنصوص
دينية أخرى، ولا يحق لأي فلسفة أو رؤية كونية أخرى أن تحدد لنا كيف
نفهم تعاليم الدين ونفسرها، فالدين ناطق فصيح بما فيه الكفاية، وبعد
أن يعرف الدين نفسه لنا، نبقى لمراجعة نتاجات الثقافة الإنسانية،
حتى نفهم المزاعم الدينية ونتأكد من صوابها، وايضاً لكي نرمم بها
ثغرات التعاليم الدينية، ومناطق الفراغ فيها، وحينها سيتضح لنا
النتاجات البشرية التي تتقاطع وفهمنا لهذه النصوص، فننبذها
ونستبعدها للأبد.
وإذا كان الطريق الثاني يقترح تعديل التعاليم الدينية وفقاً للفلسفة
المتبناة، فهذا الطريق يمثل نقيضه، أي اننا هنا بصدد تقبل المعارف
البشرية التي تنسجم مع الدين.
من أبرز من يدعو لهذه المنهجية اللاهوتي السويسري المعروف كارل
بارث، الذي يرى أن اللاهوتين الحداثيين في عصرنا استسلموا للعلوم
التجريبية والفلسفة وثقافة ما بعد الحداثة، مجافين بذلك كلمة الله،
ولم يولوها ما تستحقه من الاهتمام والقيمة، والحال ان المتدين
الحقيقي هو من يعد كلمة الله وكلامه أصلاً ومعياراً لاختبار كل شيء،
ومعرفة قيمته. وأطلق على لاهوته اسم "لاهوت الكلمة الإلهية".
الطريق الخامس: ينتهجه من بلغ ايمانه وحبه للدين حداً جعله لا يولي
للثقافة البشرية أدنى اهتمام، فيرفضون الفلسفات والرؤى الكونية
البشرية جملة وتفصيلاً. وهي القراءة التي اعتمدتها المذاهب
المتشددة، كالحشوية وأهل الحديث في الإسلام وفي يومنا هذا الوهابية.
إن رواد هذا الطريق ونحاته يخالون أن الإلهيات الناتجة في حقيقتها
عن تفاعلات المعارف البشرية مع النصوص الدينية في الزمان الماضي،
مصونة تماماً من أي تدخل أو تصرف أعملته العلوم البشرية.
وهذا وهم كبير يسد باب الحوار بين الدين والثقافة العصرية. يقابل
هذا الطريق الطريق الأول تماماً.
في خضم هذا الصراع أن النظرية والطريق الرابع هو الأوفق في حفظ
التوازن المطلوب بين ضرورة المحافظة على أصالة الدين، وشموليته
لمختلف أنحاء الحياة، وبين أهمية المكتسبات الإنسانية، وضرورة
توظيفها في استنطاق النص الديني لا في محاولة تفسيره وفهمه، كما
تحاول الطرق المتقدمة، فالنص الديني قادر على بيان نفسه من غير حاجة
لما هو خارج عنه، والآليات التي يبحثها علماء المسلمين في علم
الأصول تشكل رافداً مهماً في ذلك، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية
المعارف البشرية، فينطلق المفسر الإسلامي من فهم النص الديني
وتفسيره عبر الآليات التي ثبتت حجيتها وأقرها الشرع متمثلاً بالنبي
صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام، باعتبار وظيفتهم هي
بيان القرآن الكريم، كما هو صريح قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ
لِلنَّاسِ)، آل عمران: 187، وقوله تعالى: (..وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، النحل: 44. وإن القرآن كتاب هدى،
فكيف يهتدى اليه بغيره، قال تعالى: (..أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى
الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ
يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)، يونس: 35.
لكن يبقى فهمنا للنص محدوداً بحدود الأسئلة التي نوجهها اليه، وكلما
زادت الأسئلة زاد مقدار استفادتنا من النص، فالنص كالعالِم بتعبير
الدكتور سروش، لا يتكلم حتى يُسأل، وهنا يأتي دور المعارف البشرية،
فإن الاطلاع عليها يوفر رصيداً من الأسئلة التي يمكن توجيهها الى
النص، بالإضافة لعرض المعالجات التي توصل لها البشر لمعرفة صحتها
وقيمتها. وخير من بين وجهة نظر الإسلام في ذلك السيد محمد باقر
الصدر (ره)، بقوله: في ضرورة أن يكون تفسير القرآن منسجماً لإيجاد
حلول للمشاكل الحقيقية على أرض الواقع: «إن المفسر التجزيئي دوره في
التفسير على الأغلب سلبي، فهو يبدأ أولاً بتناول النص القرآني
المحدد، آية مثلاً أو مقطعاً قرآنياً دون أي افتراضات أو أطروحات
مسبقة، ويحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه من اللفظ..
وخلافاً لذلك المفسر التوحيدي والموضوعي؛ فإنه لا يبدأ عمله من
النص، بل من واقع الحياة. يركز نظره على موضوع من موضوعات الحياة
العقدية أو الاجتماعية أو الكونية، ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر
الإنساني حول ذلك الموضوع من مشاكل وما قدّمه الفكر الإنساني من
حلول، وما طرحه التطبيق التاريخي من أسئلة، ومن نقاط فراغ ثم يأخذ
النص القرآني، لا ليتخذ من نفسه بالنسبة إلى النص دور المستمع
والمسجِّل فحسب، بل ليطرح بين يدي النص موضوعاً جاهزاً مشرباً بعدد
كبير من الأفكار والمواقف البشرية ويبدأ مع النص القرآني حواراً؛
سؤالاً وجوابا، المفسِّر يسأل، والقرآن يجيب، المفسِّر على ضوء
الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة من
خلال أعمال الخطأ والصواب التي مارسها المفكرون على الأرض لا بد وأن
يكون قد جمع حصيلة ترتبط بذلك الموضوع، ثم ينفصل عن هذه الحصيلة
ليأتي ويجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتاً ليستمع فقط بل
يجلس محاوراً، يجلس سائلاً ومستفهماً ومتدبراً، فيبدأ مع النص
القرآني حواراً حول هذا الموضوع، وهو يستهدف من ذلك أن يكتشف موقف
القرآن الكريم من الموضوع المطروح والنظرية التي بإمكانه أن
يستلهمها من النص، من خلال مقارنة هذا النص بما استوعبه الباحث عن
الموضوع من أفكار واتجاهات. ومن هنا كانت نتائج التفسير الموضوعي
نتائج مرتبطة دائماً بتيّار التجربة البشرية؛ لأنها تمثل المعالم
والاتجاهات القرآنية لتحديد النظرية الإسلامية بشأن موضوع من مواضيع
الحياة... فهنا يلتحم القرآن مع الواقع، يلتحم القرآن مع الحياة؛
لأنَّ التفسير يبدأ من الواقع وينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من
القرآن وينتهي بالقرآن فتكون عملية منعزلة عن الواقع، منفصلة عن
تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع وتنتهي
بالقرآن بوصفه القيم والمصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية
بالنسبة إلى ذلك الواقع»، المدرسة القرآنية، ص23 ـ 30.
فعلى الرغم من الحاجة إلى احترام التقدم العلمي، تظل بعض التقاليد
الدينية تؤكد على أولوية الوحي الإلهي كمرجعية عليا لا يمكن أن
تتغير تبعاً للمعرفة البشرية المتغيرة. هذه الفكرة تستند إلى
الاعتقاد بأن الحقيقة المطلقة تتجاوز الفهم البشري المحدود،
وبالتالي يجب أن تظل النصوص الدينية مصونة من التعديلات التي قد
تؤدي إلى فقدان معناها الأصلي. مع ذلك، يجب أن تتعايش هذه الفكرة مع
التقدير العميق للإنجازات البشرية في مجالات العلوم والفلسفة، بحيث
يتحقق توازن نقدي يحفظ جوهر النصوص الدينية.
وفي الختام.. التوفيق بين العلوم والنصوص الدينية ليس مسألة بسيطة،
بل يتطلب نهجاً متكاملاً يأخذ بعين الاعتبار التغيرات المستمرة في
الفكر والمعرفة البشرية. فلا بد من تبني رؤى مرنة تساعد على مواجهة
التحديات المعرفية دون التخلي عن القيم الروحية والأخلاقية. وتحقيق
هذا التوازن يتطلب فهم الدين كقوة ديناميكية قادرة على التفاعل مع
العصر، وفي الوقت ذاته صيانة جوهره الذي يعطي معنى لوجود الإنسان
ويساعده في مواجهة قضايا الحياة الأساسية.
الأكثر قراءة
25874
18682
13874
10739