2022-02-12 1754
تُبّع... الملك وقومه
ما زال الحديث عما ورد من قصص في
القرآن الكريم، ومنها قصص الأنبياء، مورد تأثير ونمذجة للأمم جيلا
بعد جيل، خصوصا وأن هذا الأسلوب ـ الأسلوب القصصي في القرآن الكريم
ـ أوقع اثرا وأكثر تأثيرا في نفوس المتلقين، وهو ما جعل جزء من
السنة القرآنية هو التوظيفات القصصية نصحا وإرشادا، وربما ترغيبا
وترهيبا بما يجعل من حوادث الدهور والأزمة السابقة بمحل التجارب
التي تستحق من الناس العظة والفائدة ((ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ
الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ))(هود
ـ100)، ((وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ
إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث
ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف ـ176)،
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ
الْغَافِلِينَ (4) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ))(يوسف ـ3 ـ4).
ومن قبيل هذه القصص، قصة نبي الله عيسى عليه السلام ونبي الله موسى عليه السلام ونبي الله يوسف عليه السلام ونبي الله هود عليه السلام ونبي الله أيوب عليه السلام ونبي الله يونس عليه السلام وغيرهم كثير.
ولم يكتف القرآن الكريم في قص قصص الأنبياء عليهم السلام وحسب ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) َرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164) رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165))(النساء ـ 163 ـ165)، بل قص على عباده قصص القرى والأمم ((تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ))(الأعراف ـ 101)، فضلا عن أصحاب الكهف ((حْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ))(الكهف ـ13)، وغيرهم كثير كالعزير ولقمان الحكيم وغيرهم.
ومن ذلك قصة قوم "تُبعّ"، حيث ذكرها القرآن الكريم لمرتين اثنتين، الأولى في صورة الدخان ((أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ))(الدخان ـ 27)، والثانية في سورة ق ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(14))(ق ـ 12 ـ14)، ما يعني أن فيها ما يدعو لتكرار موضوعها، وربما نمذجة مقصدها.
وتُبّع لقب عام أطلق على من ملك في اليمن السعيد، حيث الجنوب القصي من الجزيرة العربية، عند مشارف الحضارة العربية الأولى، وبالتحديد من ملك منهم حمير وسبأ وحضرموت وذي ريدان ويمنت، وبالتالي فأن "تُبّع" امراء لقوم حملان في اليمن.
وأن تتابع هؤلاء الملوك ـ تتاليهم في الحكم ـ كان الداعي (عند بعض المؤرخين) لإطلاق تسمية "تُبّع" على غرار الأكاسرة والقياصرة والفراعنة والأحباش، خصوصا وأنهم ـ الملوك ـ تتابعوا لما يزيد عن سبعمائة وخمسين سنة، وقيل ألف سنة.
وثمة من يعارض سببية هذه التسمية ويرده الى أن قوة هؤلاء الحكام ونفوذهم وسطوتهم ألزمت الناس (دون الملوك من امراء وعناس عاديين) بإتباعهم والقبول بهم بلا منازع.
في حين يرى بعض المؤرخين أن لفظة "تُبّع" مستلة من تتبع الظل باعتبار هذا الملك القوي العظيم كان يحتل كل ارض تشرق فيها شمس ليترك على أثرها ظله اثرا، وربما لأن قوته ملزمة لخضوع وتتبع الأقيال (ملوك) والأذواء (الأمراء) من ملوك المخاليف (الجنوب اليمني) له.
وقد شكلا هذا التتابع والتناسق في الحكم لحقبات زمنية طويلة، شكل مجتمعا مدنيا يتسم بقوة القانون وحسن الإدارة، ما وسع من الرقعة الجغرافية التي فرضت فيها هذه المملكة المترامية الأطراف نفوذها، من خلال وصول ملكها وجيشه للهند والعراق الذي بنوا فيه الحيرة، ناهيك عن وصولهم مكة ومحاولة هدم الكعبة فيها ـ والحال قبل الإسلام ـ لولا عدول هذه الملك ـ اسعد الحميري ـ عن ذلك، بداعي مرضه، الذي كان السبب الحقيقي وراء نصح حاشيته له، بعد أن شاروا عليه بأن يترك الكعبة لأن لها وجاهة عند الله، فغير الملك رأيه، بل وأمر بكسوتها بالرداء اليماني (مما يعرف لحد الآن)! ايمانا منه بعظمتها عند الله سبحانه وتعالى.
ولما كان حديثنا عن الوصف القرآني، وبالخصوص قصصه، وبالاستفادة من مراد القرآن الكريم بخصوص فرعون وشخصنته بفرعون الحاكم المعاصر للنبي موسى عليه السلام، فأن المراد القرأني في "تُبّع" هو شخص يسمى (اسعد أبا كرب الحميري)، وهو رجل مؤمن مسلم لله وموحد له، فعن رسول الرحمة محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا تبعّا فأن كان قد أسلم"، وكان قد قاد قومه بالنصح، حيث ينقل عنه في التاريخ أنه قال لقومه "أقيموا بهذا البلد، فان خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم"، وهو ما أكده الإمام جعفر الصادق عليه السلام بالقول "إن تبّعاً قال للأوس والخزرج: "كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته وخرجت معه""، كما ينقل عن انه كاتب قومه برسالة (قصيدة شعرية مكتوبة بلوح طيني) تُثبت ايمانه بنبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وآله ـ قبل ولادة النبي محمد صلوات الله عليه وآله ـ حتى قال فيه النبي محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة".
وعلى هذا فأن الخطاب الإلهي لقومه ـ باعتبارهم كفار وهو الموحد بينهم على غرار قوم لوط وقوم هود وهم أنبياء الله لأقوام كافرة ـ وهذا ما يؤكد ايمانه، وما مورد الذم في الآيتين القرآنيتين المباركتين إلا استهداف الهي لقومه بما كفروا وليس له شخصيا.
وقد استشهد القرآن الكريم بفعل هذا القوم ـ تكذيبهم للأنبياء وعبادتهم للنيران والأوثان ـ كداع لهلاكهم بسيل العرم كوعيد من الله سبحانه وتعالى ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (15) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15))(ق ـ 12 ـ15).
ومن قبيل هذه القصص، قصة نبي الله عيسى عليه السلام ونبي الله موسى عليه السلام ونبي الله يوسف عليه السلام ونبي الله هود عليه السلام ونبي الله أيوب عليه السلام ونبي الله يونس عليه السلام وغيرهم كثير.
ولم يكتف القرآن الكريم في قص قصص الأنبياء عليهم السلام وحسب ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) َرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164) رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165))(النساء ـ 163 ـ165)، بل قص على عباده قصص القرى والأمم ((تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ))(الأعراف ـ 101)، فضلا عن أصحاب الكهف ((حْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ))(الكهف ـ13)، وغيرهم كثير كالعزير ولقمان الحكيم وغيرهم.
ومن ذلك قصة قوم "تُبعّ"، حيث ذكرها القرآن الكريم لمرتين اثنتين، الأولى في صورة الدخان ((أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ))(الدخان ـ 27)، والثانية في سورة ق ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(14))(ق ـ 12 ـ14)، ما يعني أن فيها ما يدعو لتكرار موضوعها، وربما نمذجة مقصدها.
وتُبّع لقب عام أطلق على من ملك في اليمن السعيد، حيث الجنوب القصي من الجزيرة العربية، عند مشارف الحضارة العربية الأولى، وبالتحديد من ملك منهم حمير وسبأ وحضرموت وذي ريدان ويمنت، وبالتالي فأن "تُبّع" امراء لقوم حملان في اليمن.
وأن تتابع هؤلاء الملوك ـ تتاليهم في الحكم ـ كان الداعي (عند بعض المؤرخين) لإطلاق تسمية "تُبّع" على غرار الأكاسرة والقياصرة والفراعنة والأحباش، خصوصا وأنهم ـ الملوك ـ تتابعوا لما يزيد عن سبعمائة وخمسين سنة، وقيل ألف سنة.
وثمة من يعارض سببية هذه التسمية ويرده الى أن قوة هؤلاء الحكام ونفوذهم وسطوتهم ألزمت الناس (دون الملوك من امراء وعناس عاديين) بإتباعهم والقبول بهم بلا منازع.
في حين يرى بعض المؤرخين أن لفظة "تُبّع" مستلة من تتبع الظل باعتبار هذا الملك القوي العظيم كان يحتل كل ارض تشرق فيها شمس ليترك على أثرها ظله اثرا، وربما لأن قوته ملزمة لخضوع وتتبع الأقيال (ملوك) والأذواء (الأمراء) من ملوك المخاليف (الجنوب اليمني) له.
وقد شكلا هذا التتابع والتناسق في الحكم لحقبات زمنية طويلة، شكل مجتمعا مدنيا يتسم بقوة القانون وحسن الإدارة، ما وسع من الرقعة الجغرافية التي فرضت فيها هذه المملكة المترامية الأطراف نفوذها، من خلال وصول ملكها وجيشه للهند والعراق الذي بنوا فيه الحيرة، ناهيك عن وصولهم مكة ومحاولة هدم الكعبة فيها ـ والحال قبل الإسلام ـ لولا عدول هذه الملك ـ اسعد الحميري ـ عن ذلك، بداعي مرضه، الذي كان السبب الحقيقي وراء نصح حاشيته له، بعد أن شاروا عليه بأن يترك الكعبة لأن لها وجاهة عند الله، فغير الملك رأيه، بل وأمر بكسوتها بالرداء اليماني (مما يعرف لحد الآن)! ايمانا منه بعظمتها عند الله سبحانه وتعالى.
ولما كان حديثنا عن الوصف القرآني، وبالخصوص قصصه، وبالاستفادة من مراد القرآن الكريم بخصوص فرعون وشخصنته بفرعون الحاكم المعاصر للنبي موسى عليه السلام، فأن المراد القرأني في "تُبّع" هو شخص يسمى (اسعد أبا كرب الحميري)، وهو رجل مؤمن مسلم لله وموحد له، فعن رسول الرحمة محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا تبعّا فأن كان قد أسلم"، وكان قد قاد قومه بالنصح، حيث ينقل عنه في التاريخ أنه قال لقومه "أقيموا بهذا البلد، فان خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم"، وهو ما أكده الإمام جعفر الصادق عليه السلام بالقول "إن تبّعاً قال للأوس والخزرج: "كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته وخرجت معه""، كما ينقل عن انه كاتب قومه برسالة (قصيدة شعرية مكتوبة بلوح طيني) تُثبت ايمانه بنبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وآله ـ قبل ولادة النبي محمد صلوات الله عليه وآله ـ حتى قال فيه النبي محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة".
وعلى هذا فأن الخطاب الإلهي لقومه ـ باعتبارهم كفار وهو الموحد بينهم على غرار قوم لوط وقوم هود وهم أنبياء الله لأقوام كافرة ـ وهذا ما يؤكد ايمانه، وما مورد الذم في الآيتين القرآنيتين المباركتين إلا استهداف الهي لقومه بما كفروا وليس له شخصيا.
وقد استشهد القرآن الكريم بفعل هذا القوم ـ تكذيبهم للأنبياء وعبادتهم للنيران والأوثان ـ كداع لهلاكهم بسيل العرم كوعيد من الله سبحانه وتعالى ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (15) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15))(ق ـ 12 ـ15).
الأكثر قراءة
25879
18683
13876
10739