القصص القرآنية
تناول القرآن الكريم في طيات سوره؛ جملة من الموضوعات المختلفة، منها
التشريعات والشعائر والاخلاق والعقيدة والقصص القرآنية وغير ذلك، أما
ما نحن بصدده فهو موضوع شغل حيزا كبيرا من صفحات القرآن الكريم؛ بسرد
درامي جميل وتفصيلات شيقة، الا وهو القصص القرآنية.
القصة لغة هي الإخبار عن قضية ذات مراحل متتابعة، أما القصص القرآنية
فهي القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والتي تناولت أخبار الأمم
البائدة والانبياء والمرسلين، وما جرى لهم مع أقوامهم، كذلك ذكر
الشخصيات المهمة في التاريخ البشري وما زامنتهم من أحداث خلال حقبة
طويلة من الزمن، امتدت من نزول آدم عليه السلام الى الأرض الى بعثة
النبي محمد صلى الله عليه وآله، وهي فترة طويلة عاشتها أمم وأقوام
كثيرة أشارت بعض التقديرات الى أنها امتدت لعشرة آلافٍ من السنين.
ماهي الغاية من القصص القرآنية؟
((فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)) (الأعراف - 176)
1. لإطلاع المسلمين على تأريخ الأمم السالفة، وقصص الأنبياء والمرسلين
من الاولين والآخرين، وما جرى لهم منذ بدء الخليقة ونزول آدم عليه
السلام الى آخر الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.
2. لتحذيرهم من الوقوع بنفس الأخطاء التي وقعت بها الأمم السابقة من
عصيان أنبيائهم وتكذيبهم إياهم وتلقيهم للعذاب الإلهي الأليم في
الدنيا قبل الآخرة، في وقائع حصلت لمرات عديدة عبر فترات طويلة من
التأريخ.
3. احتواءها على الدروس والعبر والمواعظ والحكم، التي تغني المجتمع
الإسلامي والبشري في مسيرته الدينية والإنسانية عبر الزمن.
4. بيان وتوضيح المشتركات الأساسية ما بين الدين الإسلامي والأديان
السماوية السابقة، ما يعزز ايمان المسلمين بالله وبنبوة محمد صلى الله
عليه وآله كنبي مرسل من الله تعالى، مكملا لركب الأنبياء
والمرسلين.
5. استحضار عنصر التشويق والترفيه لدى تلاوة القرآن بين الحين والأخر
مما يبعد القارئ عن الملل والضجر خصوصا إذا كان القارئ من
المكثرين.
6. هناك قصص جرت أحداثها في زمن النبي محمد صلى الله عليه وآله، ذكرها
القرآن الكريم، كقصة التي تحاور زوجها في سورة المجادلة، أو الذي سأل
بعذاب واقع في سورة المعارج، وهذا ما يعزز الايمان بالله تعالى وبصدق
ما أنزل من قرآن، لأنه يسرد أحداثا تقع أمام أعينهم مباشرة، فكم من
قائل قال من أنبأ محمدا بهذه التفاصيل؟ قبل ان يعلن اسلامه.
قصص القرآن الكريم
القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم كثيرة؛ قد يصعب على المرء
إحصاؤها، منها القصص الكبيرة والطويلة، كقصة يوسف عليه السلام وما جرى
له مع إخوته في صغره، ثم كيف مكّن الله له حتى أصبح عزيزا لمصر، وقصة
أصحاب الكهف، أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى، كانوا
من حاشية القصر وكانوا من المقربين الى الحاكم دقيانوس، وقضية نومهم
في الكهف لثلاث قرون، وقصص موسى مع قومه ومع فرعون، ومنها ما هو أصغر
من ذلك كقصص بعض الأنبياء مثل النبي لوط عليه السلام مع قومه، أو قصة
نزول آدم عليه السلام الى الأرض وغير ذلك، ومنها القصص القصيرة كقصة
إبرهة الحبشي في سورة الفيل وقصة المرأة التي تحاور زوجها في سورة
المجادلة، وغيرها كثير.