2021-12-20 1215
آل بيت النبي.. سر الله المكنون
يتطلب الحديث عن آل البيت صلوات
الله عليهم أجمعين، إحاطة كبرى بكوامن العقيدة، بل ويستلزم احاطة
بمكنونات الأشياء، والتسليم بأنهم أبواب معرفة الله جل شأنه.
وهو ما يستوجب منا معرفتهم، ومعرفة قيمتهم، لأن معرفتهم جنة من النار، مع أن المسلم به أن ادراك كنههم وحقيقتهم مما لا يمكن تحصيله حقيقة، إنما الحديث هنا على نحو الإجمال، فحقيقتهم الكاملة لا يمكن تحصيلها والوصول واليها فقد ورد عن نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه آله قوله لأمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام: "يَا عَلِيُّ مَا عَرَفَ اللهَ إِلاَّ أَنَا وَأَنْتَ، وَمَا عَرَفَنِي إِلاَّ اللهُ وَأَنْتَ، وَمَا عَرَفَكَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَا".
وبغية محاولة لتدرج في معرفة كمالاتهم، ـ وليس أدراكها، لأن ذلك شرف لا يكون إلا لوصي أو نبي ـ يجعلنا في دائرة القرب من الله جل شأنه، ولنا أننعرض شيء من ذلك، من خلال اقوالهم علهم الصلاة والسلام اجمعين.
ـ أن آل البيت هم مبدء الخلق وأوله...
ورد عن رسول الله صلوات الله تعالى عليه وآله قوله: "كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌ نُوراً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللهُ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ جُزْءَيْنِ رَكِبَا فِي آدَمَ فَجُزْءٌ أَنَا وَجُزْءٌ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَنُورُ الْحَقِّ مَعَنَا نَازِلٌ حَيْثُمَا نَزَلْنَا".
كما ورد عن إمامنا جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام قوله: "نحن أصل كل برّ، ومن فروعنا كل برّ؛ ومن البرّ التوحيد، والصلاة، والصيام، وكظم الغيظ، والعفو عن المسيء، ورحمة الفقير، وتعاهد الجار، والإقرار بالفضل لأهله".
ـ إنّ آل البيت هم علّة الخلق...
خلق الله الوجود بعلته الأولى والتي هي آل البيت، فهم علّة الخلق وسببه، فقد ورد في حديث الكساء اليماني، وهو حديث قدسي شريف، ما يوضح أن آل البيت عليهم الصلاة والسلام علة ايجاد هذا الوجود، فعن جبرائيل عليه السلام وهو يخاطب النبي الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله قائلا: "العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلام، وَيَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَالإِكرَامِ وَيَقُولُ لَكَ: وَعِزَّتي وَجَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً، ولا أَرضاً مَدحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنِيراً، وَلا شَمساً مُضِيئَةً، ولا فَلَكاً يَدُورُ، ولا بَحراً يَجري، وَلا فُلكاً يَسري، إِلاّ لأجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم".
ـ إن آل البيت أفضل الخلق إطلاقا...
وفي هذا الشأن وردت روايات كثيرة، تُثبت افضليتهم على باي الخلق، بنا في ذلك انبياء الل ورسله وملائكته المقربين فقد بين ذلك نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله قوله: "إنا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَلاَ فَخْر"، وقوله صلوات الله تعالى عليه وآله: "إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنَ الأَيَّامِ الْجُمُعَةَ، وَمِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَمِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ وَاخْتَارَ مِنَ النَّاسِ الأَنْبِيَاءَ، وَاخْتَارَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ الرُّسُلَ، وَاخْتَارَنِي مِنَ الرُّسُلِ، وَاخْتَارَ مِنِّي عَلِيّاً؛ وَاخْتَارَ مِنْ عَلِيِّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؛ وَاخْتَارَ مِنَ الْحُسَيْنِ الأَوْصِيَاءَ، يَنْفُونَ عَنِ التَّنْزِيلِ تَحْرِيفَ الضَّالِّينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ ظَاهِرُهُمْ قَائِمُهُمْ"
ـ أنّ آل البيت هم واسطة الفيض الإلهي...
ومعنى كونهم واسطة للفيض الإلهي هو ان حاجة الخلق لهم كونية ولازمة ولا يمكن الاستغناء عنهم سواء كان ذلك من جهة كونهم قادة ومصلحين أو كونهم أسبابا لما ينزله الله تعالى، فهم الأسباب التي تجري وفقا الأمور، وقد ورد ذلك في قول الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ مَلَكٍ يُهْبِطُهُ اللهُ فِي أَمْرٍ إِلاَّ بَدَأَ بِالإِمَامِ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ مُخْتَلَفَ الْمَلاَئِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ".
ـ أن لآل البيت ولاية تشريعية وأخرى تكوينية على الخلق...
هنالك جملة مرويات عن بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام تتحدث عنما لهم من ولاية تشريعية وتكوينية، ومعنى ذلك الله جل شأنه قد أوكل لهم حق التصرف في الدين من أحكام الحلال والحرام، فهم يحللون ما شاءوا، ويحرّمون ما شاءوا، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تعالى، ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ))(سورة الأحزاب ـ 37) وقوله تعالى: ((ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا))(سورة الحشر ـ 8).
وهو عين ما يؤكده الحديث القدسي: "إنّ لله عباداً أطاعوه فيما أراد فأطاعهم فيما أرادوا، يقولون للشيء كن فيكون"، والحديث القدسي الأخر: "يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا غَنِيٌّ لا أَفْتَقِرُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ غَنِيّاً لا تَفْتَقِرْ؛ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لاَ أَمُوتُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ حَيّاً لاَ تَمُوتُ؛ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ".
ظافرة عبد الواحد
وهو ما يستوجب منا معرفتهم، ومعرفة قيمتهم، لأن معرفتهم جنة من النار، مع أن المسلم به أن ادراك كنههم وحقيقتهم مما لا يمكن تحصيله حقيقة، إنما الحديث هنا على نحو الإجمال، فحقيقتهم الكاملة لا يمكن تحصيلها والوصول واليها فقد ورد عن نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه آله قوله لأمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام: "يَا عَلِيُّ مَا عَرَفَ اللهَ إِلاَّ أَنَا وَأَنْتَ، وَمَا عَرَفَنِي إِلاَّ اللهُ وَأَنْتَ، وَمَا عَرَفَكَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَا".
وبغية محاولة لتدرج في معرفة كمالاتهم، ـ وليس أدراكها، لأن ذلك شرف لا يكون إلا لوصي أو نبي ـ يجعلنا في دائرة القرب من الله جل شأنه، ولنا أننعرض شيء من ذلك، من خلال اقوالهم علهم الصلاة والسلام اجمعين.
ـ أن آل البيت هم مبدء الخلق وأوله...
ورد عن رسول الله صلوات الله تعالى عليه وآله قوله: "كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌ نُوراً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللهُ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ جُزْءَيْنِ رَكِبَا فِي آدَمَ فَجُزْءٌ أَنَا وَجُزْءٌ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَنُورُ الْحَقِّ مَعَنَا نَازِلٌ حَيْثُمَا نَزَلْنَا".
كما ورد عن إمامنا جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام قوله: "نحن أصل كل برّ، ومن فروعنا كل برّ؛ ومن البرّ التوحيد، والصلاة، والصيام، وكظم الغيظ، والعفو عن المسيء، ورحمة الفقير، وتعاهد الجار، والإقرار بالفضل لأهله".
ـ إنّ آل البيت هم علّة الخلق...
خلق الله الوجود بعلته الأولى والتي هي آل البيت، فهم علّة الخلق وسببه، فقد ورد في حديث الكساء اليماني، وهو حديث قدسي شريف، ما يوضح أن آل البيت عليهم الصلاة والسلام علة ايجاد هذا الوجود، فعن جبرائيل عليه السلام وهو يخاطب النبي الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله قائلا: "العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلام، وَيَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَالإِكرَامِ وَيَقُولُ لَكَ: وَعِزَّتي وَجَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً، ولا أَرضاً مَدحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنِيراً، وَلا شَمساً مُضِيئَةً، ولا فَلَكاً يَدُورُ، ولا بَحراً يَجري، وَلا فُلكاً يَسري، إِلاّ لأجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم".
ـ إن آل البيت أفضل الخلق إطلاقا...
وفي هذا الشأن وردت روايات كثيرة، تُثبت افضليتهم على باي الخلق، بنا في ذلك انبياء الل ورسله وملائكته المقربين فقد بين ذلك نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله قوله: "إنا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَلاَ فَخْر"، وقوله صلوات الله تعالى عليه وآله: "إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنَ الأَيَّامِ الْجُمُعَةَ، وَمِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَمِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ وَاخْتَارَ مِنَ النَّاسِ الأَنْبِيَاءَ، وَاخْتَارَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ الرُّسُلَ، وَاخْتَارَنِي مِنَ الرُّسُلِ، وَاخْتَارَ مِنِّي عَلِيّاً؛ وَاخْتَارَ مِنْ عَلِيِّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؛ وَاخْتَارَ مِنَ الْحُسَيْنِ الأَوْصِيَاءَ، يَنْفُونَ عَنِ التَّنْزِيلِ تَحْرِيفَ الضَّالِّينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ ظَاهِرُهُمْ قَائِمُهُمْ"
ـ أنّ آل البيت هم واسطة الفيض الإلهي...
ومعنى كونهم واسطة للفيض الإلهي هو ان حاجة الخلق لهم كونية ولازمة ولا يمكن الاستغناء عنهم سواء كان ذلك من جهة كونهم قادة ومصلحين أو كونهم أسبابا لما ينزله الله تعالى، فهم الأسباب التي تجري وفقا الأمور، وقد ورد ذلك في قول الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ مَلَكٍ يُهْبِطُهُ اللهُ فِي أَمْرٍ إِلاَّ بَدَأَ بِالإِمَامِ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ مُخْتَلَفَ الْمَلاَئِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ".
ـ أن لآل البيت ولاية تشريعية وأخرى تكوينية على الخلق...
هنالك جملة مرويات عن بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام تتحدث عنما لهم من ولاية تشريعية وتكوينية، ومعنى ذلك الله جل شأنه قد أوكل لهم حق التصرف في الدين من أحكام الحلال والحرام، فهم يحللون ما شاءوا، ويحرّمون ما شاءوا، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تعالى، ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ))(سورة الأحزاب ـ 37) وقوله تعالى: ((ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا))(سورة الحشر ـ 8).
وهو عين ما يؤكده الحديث القدسي: "إنّ لله عباداً أطاعوه فيما أراد فأطاعهم فيما أرادوا، يقولون للشيء كن فيكون"، والحديث القدسي الأخر: "يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا غَنِيٌّ لا أَفْتَقِرُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ غَنِيّاً لا تَفْتَقِرْ؛ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لاَ أَمُوتُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ حَيّاً لاَ تَمُوتُ؛ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ".
ظافرة عبد الواحد
الأكثر قراءة
25948
18690
13885
10752