26 ذو القعدة 1446 هـ   24 أيار 2025 مـ 4:46 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | الإسلام ... حياة |  لماذا حرّمت الموسيقى ؟!!!
2025-05-08   145

لماذا حرّمت الموسيقى ؟!!!


الشيخ باسم الحلي 

تاريخ الألحان والموسيقى ..

قال أوغسطينوس في الاعترافات: حيانًا تدخلني الموسيقى في لذة لا أستحقها، فأخاف أن أحبها أكثر من الله. (( Confessions, Book X, Chapter 33

من عادة الإنسان الفطريّة أنّه حين الكلام لإيصال مقصود الذات وبيان مراد النفس، يستعذب التناسب في إداء الحروف، والتجانس في التركيب، بصوت متناغم يناسب مقصوده، حزناً أو فرحاً أو غضباً أو حماسةً أو شجاعةً أوجبناً ؛ فثمّة فرق فارق بين أن يرمي الإنسان الكلام كرمي الحجر بلا مراعاة الحال، وبين أن يخرجه مرتلاً متناغماً يناسب طبائعه وأحواله وظروفه ومقصوده ..
على سبيل المثال كلمة : (أحبك) لها عدّة أحوال تبعاً لأكثر من مقصود، وبالتالي لها عدّة نغمات ؛ فنغمة قول الطفل لأمه أحبك، تختلف تماماً عمّا إذا قالها الزوج لزوجته وبالعكس، بل تختلف عمّا إذا قالها الصديق لصديقه، والأخ لأخيه أو أخته، أو الأم لولدها ..
كذلك الأمر في بقيّة الأحوال ، فالعطشان إذا ارتوى بعد عطش شديد يقول:آه ، للدلالة على لذة بعد مشقّة، وهذه نغمة، وأحياناً يقول: آه بسبب الألم والوجع ،وهذه لها نغمة خاصّة، وثالثاً: يقول: آه ، إذا حنّ للماضي وهذه نغمة ثالثة وهكذا..

ومن ذلك، النغمات والأغاني ، التي كان يتعاطاها البحارة لشد العزيمة ، المتناغمة جداً مع أمواج البحر ، وكذا نغمات الأهازيج والرجز في حماسة الحرب والدفاع عن الوطن والدم والعرض وقيم الكرامة..
 ومن ذلك أيضاً حدي أهل الجزيرة العربيّة للإبل، المتناغم جداً مع قساوة الصحراء ، وشقاء البيداء ، والفرح بجمال الإبل ،والانبهار بسحر الرمال ، لتكون أنغام فطريّة مركبة بين القسوة والشقاء من جهة، والفرح والبساطة من جهة أخرى ..
ومن ذلك استحباب قرائة القرآن على السجيّة ، بحزنٍ فطري قدسي ، يلائم حال المخلوق أمام الخالق ، كحال الغريق أمام منقذه ، والملهوف أمام من أغاثه ، والطفل المفقود أمام أبويه إذا لقياه ، منزه عن كل تصنّع وطغيان وفجور وكل أمراض النفس..
قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام ، كما في صحيح ابن أبي عمير: (إنّ القرآن نزل بالحزن، فاقرؤوه بالحزن). أي: حزن التقديس والانقطاع والاستكانة والتبجيل والتبتل والعبادة والاقرار بالطاعة .

 كلّ هذا خارجٌ عن محل الكلام، لا تحرمه الشرائع والأديان ولا أخلاق الإنسان ، ولا فطرة البشر..، لأنّه تعبير فطري طبيعي لا إرادي لأحوال الذات، أو لا أقل غرضه عقلائي ، لا يراه العقل قبيحاً ولا نقصاً ولا عيباً ولا فجوراً ولا استهتاراً ..؛ إذ يشهد التاريخ أنّ هذه الأنغام الفطريّة لا يترتب عليها فساد وعهر وسكر وعربدة وطغيان في المجتمعات البشريّة ..
قال ابن خلدون في عرب الجزيرة : تغنّى الحداة منهم في حداء إبلهم ، والفتيان في فضاء خلواتهم ، فرجّعوا الأصوات وترنّموا، وكانوا يسمّون التّرنّم إذا كان بالشّعر غناء...، ولم يكن الملذوذ عندهم إلّا ترجيع القراءة والتّرنّم بالشّعر الّذي هو ديدنهم ومذهبهم.( (تاريخ ابن خلدون: 538) 

ذكر ابن خلدون في مقدمته أنّ الغناء المترتب على هذه الأنغام ، على قسمين : 
القسم الأول : الفطري الذي تحكم به السجيّة البشريّة ، المتوافقة مع الطبيعة ،المعبّر عن الحال ، بلا صناعة وتصنّع وقانون وعلم وقواعد.
القسم الثاني: الصناعي .
وهو الذي لا يمكن أن يوجد لولا الترف واللهو والطغيان؛ إذ تاريخ الامبراطوريات يشهد أنّ الغناء من حيث هو صناعة وفن وعلم وقواعد ، لم يكن له أن يوجد إلّا بتشجيع وإرادة من السلاطين والأباطرة والملوك، ومن لفّ لفّهم ، ودار في فلكهم من أعوانهم وقوّادهم والمتزلفين لهم ..
ليس هو من شأن عوام أناس، سيما طبقة الفقراء وأهل الكسب الشاق؛ ولا أنّ لهم دخلاً في صيرورته علماً ذا قواعد ..
بل لم يكن يأنس به من أحد، قياساً بأنغام الفطرة والسجيّة ؛ إذ ليس هو بأجمل وأحكم منها ، وكلنا يعلم أنّ شعر العرب الفطري ، الذي نظمته العرب قبل الإسلام ، أي: قبل اكتشاف قوانين بحور الشعر وضوابطه ،كان أجمل وأفصح وأبلغ وأحكم من كل الشعر الذي حيك طبقاً لقوانين البحور الشعريّة .. 
قال ابن خلدون : (فلمّا جاءهم التّرف، وغلب عليهم الرّفه، بما حصل لهم من غنائم الأمم ، صاروا إلى نضارة العيش ورقّة الحاشية واستحلاء الفراغ، وافترق المغنّون من الفرس والرّوم فوقعوا إلى الحجاز ، وصاروا موالي للعرب ،وغنّوا جميعا بالعيدان والطّنابير والمعازف والمزامير، وسمع العرب تلحينهم للأصوات فلحّنوا عليها أشعارهم...، وهذه الصّناعة آخر ما يحصل في العمران من الصّنائع؛ لأنّها كماليّة في غير وظيفة من الوظائف إلّا وظيفة الفراغ والفرح، وهو أيضا أوّل ما ينقطع من العمران عند اختلاله وتراجعه. (تاريخ ابن خلدون: 538) 

بالطبع -كما بان- ليس المقصود بالموسيقى، كلّ نوطاتها وألحانها، أو ليس هذا ما اتفق عليه أهل الأديان، وإنّما خصوص ما كان فاجراً منها بعد أن أضحى علماً ، أي: بعد أن أضحى ترفاً طغيانياً، وفساداً أخلاقياً ، وانحطاطاً حيوانياً ، وتسافلاً إنسانياً ، وعهراً بشرياً ، ومسخاً أخلاقياً ، وتلبّداً عقلياً ، وتخديراً فكرياً ، وضياعاً حضارياً ، وانهياراً ثقافياً ، وبالتالي مرضاً نفسياً مزمناً ..
حسبنا أنّه في مبدأ نشوئه وصيرورته علماً، لم يتغنّ به إلّا أهل الطغيان والسلطة والمال والفجور والعهر وأعوانهم ، وكذا كل من تابعهم من المتزلفين لهم من ذباب السلطة..، ذاك الذي لا نراه إلا مع الخمر والسكر والعهر وبنات اليل وارتكاب الجنابات ..

مهما شككنا في شيء؛ فإنّنا لا نشك أنّ تطوّر الموسيقى من الحيث الكم لا أقل ، لا يمكن أن نتصوّر وجوده إلّا في مجتمعات البرجزة المتعاطية للفساد والانحلال، المدعوم من أهل السلطة والمال، الملازم بطبيعة الحال، لكثرة البغايا، وكثرة الملاهي، ومحلّات الفجور، والتفنن في أصناف الخمور..
قال جان جاك روسو : الموسيقى الحديثة ، تفضل التأثير على العقل ، بدلًا من تحريك القلب، وهذا خطر على الأخلاق) (( Lettre sur la musique française (1753)
بروزه وظهوره وانتشاره، يلازم ارتفاع نسبة الزنا واللواط والانحلال، إذ لا نجد مجتمعاً من المجتمعات ظهر فيه الزنا واللواط إلّا كانت موسيقى البرجزة الفاجرة مظهراً له ، وترجماناً لحقيقته ، وتشكيلاً لجوهره ، وصياغةً لباطنه.. 
قال فريديريك نيتشة : (أكره الموسيقى التي تبتذل الألم أو تروّج للتفاهة) (Twilight of the Idols) ..
حتى المجتمعات الدينيّة ، في الدول التي تتبنى الدين الرسمي فيها ، نجد هذا واضحاً في مستوى الجريمة والجناية والانحلال؛ فثمّة علاقة تطارديّة بين الموسيقى أو أنواع منها وبين كثير من الأمراض الإجتماعيّة ، كسرعة الغضب ، والاكتئاب والالتذاذ بالحزن على الطريقة الماخوزيّة، وإدمان التشاؤم ..
قال الإمام الصادق عليه السلام: (الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر) (الخصال رقم: 85) ..

الذي حرّمته الشرائع والأديان، ما ترتب على ذلك الانحلال الأجتماعي ، والفساد الأخلاقي ، والمرض النفسي..؛ فإنّ أوّل آثار الموسيقى الحزينة مثلاً أنّها تجعل الإنسان مدمناً على ما هو ألعن من الحشيش ..
قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه : وإذ قد ذكرنا معنى الغناء ، فاعلم أنّه يحدث في العمران، إذا توفّر وتجاوز حدّ الضّروريّ إلى الحاجيّ، ثمّ إلى الكماليّ، وتفنّنوا فيه، فتحدث هذه الصّناعة، لأنّه لا يستدعيها إلّا من فرغ من جميع حاجاته الضّروريّة والمهمّة من المعاش والمنزل وغيره ، فلا يطلبها إلّا الفارغون عن سائر أحوالهم، تفنّنا في مذاهب الملذوذات. (تاريخ ابن خلدون1: 539) ..
فكما أنّ مدمن سمّ الحشيش والمخدرات يستعذب ضياع العقل وانهيار الفكر ، فإنّ مدمن الموسيقى الحزينة يستعذب الحزن والكآبة والعزلة ، بل ربما يستحلي طعم الموت، لتتفعل عنده إرادة الماخوزيّة النائمة وما كان خاملاً من شهوة الانتحار ..    

حينما دخل العمران والمدنيّة والترفّه ، تاريخ الحضارات والإمبراطوريّات ، استحلى أهل الترف هذه النغمات لتعبّر عن كلّ تلك الأمور الفطريّة ، لكن من حيث هي ترف ، فقعدوا لها قواعد وأصول لتضحى علماً، هو علم الموسيقى ..
قال نيتشة في الشعب الألماني: هذا الشعب قد تلبّد عمداً ، منذ ما يقرب من ألف سنة..، أفرط بشكل معيب في استعمال الكحول والمسيحيّة، هذان المخدران الأوربيان المشهوران، انضاف إليهما مخدر ثالث، هو الموسيقى، يكفي لتوجيه ضربّة لكل سرعة خاطر مقدامة ودقيقة...، العقل الألماني بدأ يصير أكثر فضاضة. (أفول الأصنام: ص 66).

بإجمال أسباب تحريم ترف الموسيقى والغناء، وهي مترابطة ، كالآتي: 
الأول: تُنشىء ألفة مع الفاحشة والمجون والانحلال الأخلاقي ولو بأقل مراتبه ، وكل إنسان بحسب مؤهلاته وإمكانياته، هي قادرة على إضعاف الخجل والحياء والمروءة ، على النقيض من كل وازع أخلاقي.
الثاني: قادرة على تهييج الغرائز وتُغذية النزعات الشهوانية، الأمر الذي نراه مطرداً في المجتمعات المترفة ترفاً فارغاً ؛ كالعوائل البرجوازيّة في أوربا . 
الثالث: قادرة على تحفيز الدماغ لإفراز الدوبامين، كالمواد المخدة تماماً ، لكنه إدمان روحي ، كالإدمان على مشاهد الأفلام الخليعة ، ممّا يجعل الشخص متعلقًا بها روحيّاً إلى درجة الفناء، وهو ألعن من الإدمان المادّي.
أثبتت الدراسات العلميّة أنّ هناك مناطق في مخ أو الدماغ المتوسط عند الإنسان ، يهيجها غناء الأصوات الحسنة له ، استماعاً كان أو أداءً لانتاج ما يسمى بهرمون السعادة، وهذا في حدّة الفطري الطبيعي لا مشكلة فيه.
لكن الاعتياد عليه من حيث هو ترف وبرجزة وانحلال ، يسبب الإدمان المستتبع للأمراض النفسيّة كالاكتئاب والعزلة والحزن الدائم وغير ذلك، أشدّها الاستلذاذ الوهمي بالحزن الماخوزي ..
الرابع: تقوّي النزعة الماخوزيّة في الذات الإنسانيّة ؛ ليضحى ملتذاً بالألم (إلتذاذاً وهميّاً) بدل أن يكافحه من أجل السعادة الحقيقيّة..
الخامس : قادرة على قلب الوهم إلى حقيقة، بتقمص الشخصيّة النجوميّة، فإننا نرى كثير من الشباب ، ممّن استهوتهم أغاني العشق والغرام ونجوميّة المغنين ، يركضون ليكونوا مثلهم في طريقة التفكير، مع أن أغلبهم لا يمتلك رغيف يشبع بطنه.. 
السادس: التغرير بالواقع ، وهذا ما نجده فارقاً بين العباقرة والأناس العاديين ؛ إذ الإنسان العادي المدمن على موسيقى المجون أقل ذكاءً وانتاجاً وبناءً ، من العباقرة والأذكياء في مجال الطب والفيزياء والهندسة.
في كلّ التاريخ ، لم نجد عبقرياً أو ألمعياً أو خريتاً أو عالماً ، كان متأثراً أو مولعاً بترف الغناء والموسيقى ، وإنّما فقط سفلة الناس منأهل المتعة الفارغة ، سواء أكانوا فقراء أم أهل سلطة ومال .. 
لا شكّ أنّ ما تجاوز حد الفطرة والسجيّة من أغاني الترف والغرام مع إدمانها ، سببٌ تام لتشتيت الانتباه ، وضعف التركيز، وزيادة الغباء ، وقلّة الفكر والتفكّر والتفكير؛ سيما عند المراهقين، ما يؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي والإبداعي ، ناهيك عن أمراض العزلة وتشوش الذهن والاكتئاب.
قال شوبنهاور : الموسيقى تكشف عن أعماق الإرادة، تلك القوة العمياء التي تحرك كل شيء… لكنها قد تؤدي بالإنسان إلى نوع من الاستسلام للانفعالات."
((The World as Will and Representation, Vol. 1
الثامن: يتسبب الإدمان على المسيقى والغناء ، في نشوء أمراض نفسيّةكثيرة ، أهمها العزلة عن الناس المستتبعة لعدم التعايش السوي مع الطبيعة والمجتمع والأفراد .
قال توماس كارليل : (الموسيقى تُستعمل اليوم، أداة للهروب من التفكير، وهذا هو خطرها الأكبر)
 (On Heroes, Hero-Worship, and the Heroic in History)..
فالأغاني ذات الطابع الحزين ، أو العنيف ، قد تزيد من مشاعر الاكتئاب أو القلق حسب حال الأشخاص نفسياً، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
التاسع : تطاردها مع الشذوذ الجنسي، سحاقاً أو لواطاً أو غير ذلك ؛ فإنّ إدمان أغاني اللهو والغرام والفجور والانحلال، عاملٌ أساسي في انتشارها..
قال أرسطو : (الموسيقى قد تُنتج اللذة، ولكنها قد تفسد الأخلاق) ..(Politics, Book VIII) ..

نظرة بسيطة في كتب الأدب العربي، في العهد المتوسط أو الأخير من تاريخ الدولة العباسية ، نجد أنّ قمّة تطور قوانين الغناء والموسيقى رافقها طغيان الشذوذ الجنسي سحاقاً أو لواطاً ..
الحال هو الحال، بل أشد في تاريخ الحضارة الرومانيّة واليونانيّة والأغريقيّة ، ففي مملكة أسبارطا ، حيث ترف الموسيقى والغناء والجواري والعبيد ، كانت فاحشة اللواط مباحة قانونياً..

الأمر الذي لا يسع أحدٌ إنكاره طيلة تاريخ أوربا ، سيما العصر الوسيط إلى اليوم ؛ فمن المعلوم أنّ أرقى ما وصلت إليه الموسيقى في المجتمعات الأوربية تأليفاً ، ما أنتجه موزارت وبيتهوفن وشوبان وأمثالهم..
لكن مع اطلالة بسيطة على تاريخ تلك الحقب من تاريخ أوربا المتهالك، نجد أن فساد الأخلاق ، وصل القمّة إلى حدّ التقيّوء ..
يقال : إنّ مجموع أمريكا وأوربا ، الوريث الشرعي لكل حضارات البشر؟!!
لسنا بصدد مناقشة ذلك، لكن هذا المجموع الوريث، أنتج أرقى ما يمكن لعلم الموسيقى اكتشافه ارتقى في موسيقاه إلى حيث تشريع المثليّة الجنسيّة بكل فخرٍ واعتزاز ..  
التاسع : شذوذ المزاج والسلوك.
لو تساءلنا: أين نجد ملامح شذوذ السلوك البشري؛ كالالتذاذ بالأطفال جنسياً ، أو نكاح المحارم ، أو جزر العراة ، أو الإدمان فائق التصوّر للمخدرات، أو الاستلذاذ بأكل لحوم البشر، أو كثرة نسبة الجنايات ، أو شدتها؛ كالقتلة المتسلسلين، أو تصدّر صناعة الأفلام الإباحيّة ؟!!.
اليوم لا نجد هذا ، في حدّة فائق التصوّر ، إلّا في أوربا وأمريكا ومن كان على منوالهما، في مجتمعات الغناء الترفي والتطور الموسقي..

أثبتت الدراسات ، مع أنّ الواقع الخارجي خيرٌ شاهد عليها ، أنّ هناك رباطاً وثيقاً بين نوعٍ من الموسيقى التي يسميها أفلاطون : الجامحة، وهي موسيقى ذات إيقاع خاص، والظاهر أنّ له جذوراً في الامبراطوريّات اليونانيّة والرومانيّة، يتضمّن محتوى سحري في إيهام العقل بنيل أعلى مستوى من الالتذاذ خلال العنف الجنسي، أو العلاقات غير المشروعة ، سيما ما يسمى بنكاح المحارم، هذه الموسيقة قادرة على زيادة السلوك العدواني أو الانفتاح على العلاقات المحرّمة غير المنضبطة.
قال أفلاطون : الموسيقى التي تثير المشاعر الجامحة يجب حظرها، لأنها تفسد الروح وتضعف إرادة الإنسان.
((Plato, The Republic, Book III

قال أفلاطون : متى تغيّرت أنماط الموسيقى تغيّر معها نظام الدولة بأكمله. ( جمهورية أفلاطون= The Republic, Book IV) .
قال فريديريك نيتشة : (موسيقى فاغنر ، ليست إلّا مخدرًا، تُستخدم لتغطية الفراغ الداخلي الذي يعيشه الإنسان الحديث.( (( The Case of Wagner, 1888.
ريتشارد فاغنر (1883م) كان مفكراً موسيقياً بارعاً، من رواد الأوبرا الألمانميّة، التي جعل مها دراما ،ألهمت موسيقاه النازيّة ومعاداة الساميّة.





جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م