

| أخلاقيات الإسلام | التكبر.. الأسباب والدوافع
2022-03-11 747

التكبر.. الأسباب والدوافع
يعرف التكبّر على أنه حالة نفسانية
تدفع صاحبها للترفُّع والتعالي على الآخرين، بملامحه الخارجية أو
كلامه أو ما يقوم به من فعل وتصرف.
والكبرياء من صفات الله جلَّ جلاله التي يختصّ بها، فهو أهل الكبرياء وأنه الكبير المتعالي، ولا تكون لأحدٍ من عباده مهما كان، بل تُحفظ كرامته وقيمته في غير صفة الكِبر والتكبر، وذلك بالتواضع، خصوصا وأنه كبقية الناس، لا يختلف عنهم في مورد سوى ما يقربه لله جل شأنه.
وقد رُوي عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله أنه قول يقول الله جلَّ وعلا الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فَمَنْ نازعني واحداً منهما ألقيتُهُ في النَّار.
وقد وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام تكبر الإنسان ممن لم يعرف أصله ومآله، وأبلغ في ذلك الوصف يوم قال ما لابن آدم والفخر! أوله نطفة وآخره جيفة؛ لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه.
وللتكبر دوافع كثيرة، منها
1. الأرومة أو ما يسمى بالحسب والنسب
وهو من أقوى دوافع تكبر البعض، بعد أن يستعظم في نفسه أصله النسبي، وتحقيره لغيره من الأنساب، بل والبعد عن مجالستهم ومخالطتهم، على اعتبار أنهم أقل منه شأنية، متجاهلا بذلك قوله الله عز وجل ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير))(سورة الحجرات ـ 13)، ما يجعل من التقوى المعيار الأصدق لتمايز الناس، وهو عين ما قاله رسول الإنسانية محمد صلوات الله عليه وآله إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ودينكم واحد، ونبيكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى، وقوله صلوات الله عليه وآله أيها الناس! إن العربية ليست بأب والد، وإنما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، ألا إنكم ولد آدم، وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم، وقول الإمام السجاد عليه السلام لا حسب لقرشي ولا عربي إلا بتواضع، ولا كرم إلا بتقوى.
2. العلم
من أسباب تكبر المرء، ما يتحصل عليه من علم، خصوصا الدنيوي منه، فإذا ما تعلم علم ما، وأشتهر به، وأحترفه، تجده يستعظم نفسه، ويكبّرها، بعد ان يرى في غيره مجرد جاهل وإمعة، مع إن الأصل هو انتهاج العلم وصولا لمرضاة الله ومعرفة قيمة الفرد من خلاله، بل وشكرانه على ذلك كونه جل شأنه هو الذي هيأ له هذا العلم، وعلمه إياه بل ورفعه فيه، ما يُحّتم عليه أن يزداد تواضع لا تكبرا، ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ))(سورة فاطر ـ 28).
3. المال
يحدث أن يكون المال دافعا لتكبر صاحبه على الآخرين ، واحتقاره للفقراء منهم، والاستهزاء بهم والترفع عليهم، وهو ديدن الكافرين بنعمة الله ((وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ))(سورة البقرة ـ 247) ، وهي سمر الخاسرين (( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43))(سورة الكهف ـ 32 ـ 43)، لأن المؤمن الفائز يزداد حمدا لله وتواضعا لخلقه كلما زاده الله مالاً، بل وكان أحرص على أداء حقوق الأخرين وأعانتهم.
4. القوة والشدة والبطش
ومصداقها القرآني قوله تعالى ((وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا))(سورة الكهف ـ 34)، حيث يستعظم المتكبر نفسه باتباعه، ويرى من خلالهم صغر الأخرين، خصوصا الضعفاء منهم، ناسياً أن من أعطاه هذه القوة قادر على سلبها منه، لأن هذه النعمة أنما هي من المانح الواهب جل شأنه وهو اقدر سلبها.
5. العمل الصالح والتعبد
ومن أخطر أسباب التكبر، توغل الشيطان للنفس الصغيرة من خلال حملها على العبادة رياءً وتكبرا، فيروح صاحبها ينشد للأخرين شهرته ويتغنى بعظيم قربه من الله جل شأنه بعبادته التي قد تكون جوفاء؛ استعظام لنفسه وتكبرا على غيره، خصوصا ذلك الذي يرى في الأخرين هلكى ومذنبين، كأنه فتش سرائرهم وعلم ما تكنه صدروهم، في وقت يرى في نفسه الناجي الوحيد، والحقيقة؛ أنه الهالك بما سولت نفسه من الغرور والتكبر، لأن الأصل في العبادة الحقة ابتعاد صاحبها عن الرياء والعجب.
والكبرياء من صفات الله جلَّ جلاله التي يختصّ بها، فهو أهل الكبرياء وأنه الكبير المتعالي، ولا تكون لأحدٍ من عباده مهما كان، بل تُحفظ كرامته وقيمته في غير صفة الكِبر والتكبر، وذلك بالتواضع، خصوصا وأنه كبقية الناس، لا يختلف عنهم في مورد سوى ما يقربه لله جل شأنه.
وقد رُوي عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله أنه قول يقول الله جلَّ وعلا الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فَمَنْ نازعني واحداً منهما ألقيتُهُ في النَّار.
وقد وصف أمير المؤمنين علي عليه السلام تكبر الإنسان ممن لم يعرف أصله ومآله، وأبلغ في ذلك الوصف يوم قال ما لابن آدم والفخر! أوله نطفة وآخره جيفة؛ لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه.
وللتكبر دوافع كثيرة، منها
1. الأرومة أو ما يسمى بالحسب والنسب
وهو من أقوى دوافع تكبر البعض، بعد أن يستعظم في نفسه أصله النسبي، وتحقيره لغيره من الأنساب، بل والبعد عن مجالستهم ومخالطتهم، على اعتبار أنهم أقل منه شأنية، متجاهلا بذلك قوله الله عز وجل ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير))(سورة الحجرات ـ 13)، ما يجعل من التقوى المعيار الأصدق لتمايز الناس، وهو عين ما قاله رسول الإنسانية محمد صلوات الله عليه وآله إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ودينكم واحد، ونبيكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى، وقوله صلوات الله عليه وآله أيها الناس! إن العربية ليست بأب والد، وإنما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، ألا إنكم ولد آدم، وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم، وقول الإمام السجاد عليه السلام لا حسب لقرشي ولا عربي إلا بتواضع، ولا كرم إلا بتقوى.
2. العلم
من أسباب تكبر المرء، ما يتحصل عليه من علم، خصوصا الدنيوي منه، فإذا ما تعلم علم ما، وأشتهر به، وأحترفه، تجده يستعظم نفسه، ويكبّرها، بعد ان يرى في غيره مجرد جاهل وإمعة، مع إن الأصل هو انتهاج العلم وصولا لمرضاة الله ومعرفة قيمة الفرد من خلاله، بل وشكرانه على ذلك كونه جل شأنه هو الذي هيأ له هذا العلم، وعلمه إياه بل ورفعه فيه، ما يُحّتم عليه أن يزداد تواضع لا تكبرا، ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ))(سورة فاطر ـ 28).
3. المال
يحدث أن يكون المال دافعا لتكبر صاحبه على الآخرين ، واحتقاره للفقراء منهم، والاستهزاء بهم والترفع عليهم، وهو ديدن الكافرين بنعمة الله ((وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ))(سورة البقرة ـ 247) ، وهي سمر الخاسرين (( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43))(سورة الكهف ـ 32 ـ 43)، لأن المؤمن الفائز يزداد حمدا لله وتواضعا لخلقه كلما زاده الله مالاً، بل وكان أحرص على أداء حقوق الأخرين وأعانتهم.
4. القوة والشدة والبطش
ومصداقها القرآني قوله تعالى ((وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا))(سورة الكهف ـ 34)، حيث يستعظم المتكبر نفسه باتباعه، ويرى من خلالهم صغر الأخرين، خصوصا الضعفاء منهم، ناسياً أن من أعطاه هذه القوة قادر على سلبها منه، لأن هذه النعمة أنما هي من المانح الواهب جل شأنه وهو اقدر سلبها.
5. العمل الصالح والتعبد
ومن أخطر أسباب التكبر، توغل الشيطان للنفس الصغيرة من خلال حملها على العبادة رياءً وتكبرا، فيروح صاحبها ينشد للأخرين شهرته ويتغنى بعظيم قربه من الله جل شأنه بعبادته التي قد تكون جوفاء؛ استعظام لنفسه وتكبرا على غيره، خصوصا ذلك الذي يرى في الأخرين هلكى ومذنبين، كأنه فتش سرائرهم وعلم ما تكنه صدروهم، في وقت يرى في نفسه الناجي الوحيد، والحقيقة؛ أنه الهالك بما سولت نفسه من الغرور والتكبر، لأن الأصل في العبادة الحقة ابتعاد صاحبها عن الرياء والعجب.
الأكثر قراءة
32167
19352
14856
11558