22 ربيع الثاني 1447 هـ   15 تشرين الأول 2025 مـ 6:59 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | رؤى وقضايا  |  المؤشرات السبعة للخلق: لماذا يستحيل أن تكون الخلية وليدة الصدفة
2025-09-27   127

المؤشرات السبعة للخلق: لماذا يستحيل أن تكون الخلية وليدة الصدفة


الشيخ مصطفى الهجري

ثمة ستة مؤشرات تدل بشكل قطعي على أن يكون الشيء مخلوقاً من قبل خالق عالم قادر، هي: الجمال، التناسق، الدقة، التعقيد، المعلومات، المنطق، الغرض. فإذا توفرت هذه الأمور في الشيء قطعنا بأنه مخلوق مصنوع.

فلا يشك أحد بان ناطحة السحاب الحديثة بما تمتلكه من الخصائص السابقة هي من صنع انسان عالم، بينما لا يوجد هذا القطع والجزم بالنسبة لتجويفات الكهوف التي نراها أحياناً في الصحراء، والتي يحتمل ان تكون ناتجة بسبب عوامل التعرية الجوية.

ولنأخذ مثالاً أوضح كبرامج الكومبيوتر، فلنا ان نسأل: ما مدى التعقيد الذي يجب أن يكون عليه برنامج الكومبيوتر حتى يمكن القول انه مصنوع من قبل عالم برمجيات؟

لابد من توفر بيانات معقدة بعدد كبير، كما يجب ان يؤدي البرنامج وظائف معينة، بالإضافة الى تناسقه وتكامله مع باقي البرامج وغيرها من الأمور المعقدة.

هذا التعقيد هو من حدا بفيلسوف ملحد من وزن انطوني فلو للعودة الى الايمان بعد رحلة طويلة تربو على الخمسين سنة مع الالحاد.
حيث لاحظ فلو التعقيد الموجود في الحمض النووي، وهو اللبنة الأساس للحياة، فوجده يعمل كبرنامج شديد التعقيد، ويفوق تعقيد البرامج الكومبيوترية بما لا يقاس.

فكل خيط من خيوط الحمض النووي البشري يحتوي على قاعدة بيانات تضم أكثر من ثلاثة مليارات حرف من المعلومات المشفرة التي تعمل ايضا كلغة وتحتوي على برامج منطقية هادفة وذاتية التكرار. وخلص الى ان سببها لابد ان يكون من خارج العالم المادي، اي لابد من وجود خالق، فيقول: «السؤال الفلسفي الذي لم تتم الإجابة عليه في دراسات أصل الحياة هو: كيف يمكن لكون متكون من مادة طائشة ان ينتج كائنات ذات أهداف جوهرية وقدرات استنساخ ذاتي وكيمياء مشفرة. نحن هنا لا نتعامل مع علم الأحياء، ولكننا نتعامل مع فئة مختلفة تماماً من المعضلات. كتاب "هناك إله" ص124».

مثال آخر: إننا إذا قارنا بين خط انتاج للسيارات مع عمل الإنزيمات في الخلية نجزم بعدم إمكان تعقيد خط انتاج السيارات مع عمل الإنزيمات، فإذا كنا لا نشك بوجود الصانع لخط انتاج السيارات فكيف ساغ للبعض التشكيك بوجود الصانع للإنزيمات؟!

يقول بروس ألبرتس، الرئيس السابق للأكاديمية القومية للعلوم: «اصبحنا نعلم الآن ان كل تفاعل مهم في الخلية توجهه مركبات "الإنزيمات" تتكون من أكثر من عشرة جزيئات من البروتين، وتلك المركبات تتفاعل مع مركبات أخرى ليست أقل تعقيداً، وهكذا. لذلك يمكننا اعتبار أن الخلية مصنع كبير يتكون من العديد من خطوط الانتاج المتناغمة التي هي تلك السلاسل المعقدة من جزيئات البروتين. حافة التطور، مايكل بيهي، ص125».

كما يشير مايكل بيهي ـ استاذ علم الأحياء في جامعة ليهاي ـ الى ان الماكينات في كل خلية بشرية تجمع نفسها بنفسها، كما لو أنك ترمي أجزاء سيارة على الأرض لتراها تتحول الى سيارة بمفردها. تصنع الخلايا أجزاءها الخاصة وماكيناتها الداخلية. وتستخدم في عملية تجميع نفسها عشرين نوعاً من الأحماض الأمينية لصنع بروتينات ترتبط بعد ذلك ببروتينات أخرى لتكوين الماكينات في الخلية. تعمل هذه الماكينات مع بعضها البعض لأداء وظائف مختلفة وإنشاء خلايا جديدة.

ولنحاول ان نشير لبعض التعقيدات في الخلية: فلكي يرتبط بروتينان ببعضهما البعض، يجب ان يكون لهما أشكال وخصائص كيميائية مكملة، ومع ذلك فإن معظم الأجهزة داخل الخلية تتكون من العديد من البروتينات وهذا يعني كماً هائلاً من الوصلات الدقيقة.

يقدر مايكل بيهي احتمالية وجود مركبات بروتينية حدث فيها الربط العشوائي بنجاح في موقعين فقط بـ ١ من ١٠٤٠
 
، اي عشرة خلفه أربعون صفراً، اي ان قيمة هذا الاحتمال تفوق عدد الخلايا الحية منذ بداية ظهور الحياة على الكوكب قبل أربعة مليارات سنة. ويستنتج قائلاً: «المعنى المباشر والأكثر أهمية هو ان المركبات التي تحتوي على اكثر من موقعين مختلفين للربط ـ تلك التي تتطلب ثلاث بروتينات أو أكثرـ تتجاوز حدود التطور، وتتجاوز كل توقعات المنطق البيولوجي الحديث بإمكانية التطور الدارويني على مدى الحياة وتاريخ العالم البالغ مليار سنة.. كل الاحتمالات تتعارض مع حدث واحد من هذا التنوع في تاريخ الحياة. إنه مستحيل من الناحية البيولوجية. نفس المصدر: ص146».

بعد النظر الى المثالين أعلاه (برامج الكومبوتر وخط انتاج السيارات) اصبح من السهل معرفة سبب استنتاجنا أنهما من فعل صانع عالم قادر.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م