2 جمادي الثاني 1446 هـ   4 كانون الأول 2024 مـ 11:33 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | ثروات إسلامية |  الثروة الحيوانية في المنطقة العربية بين زيادة الطلب وقلة الإنتاج
2021-10-25   1381

الثروة الحيوانية في المنطقة العربية بين زيادة الطلب وقلة الإنتاج

الثروة الحيوانية هي أولى الثروات أهمية واستغلالا على وجه الأرض؛ منذ العصور الحجرية، يوم كان الصيد هو المصدر الأول للغذاء، وثانيها أهمية، حين اتجه الإنسان نحو الزراعة. 
تعد الثروة الحيوانية من الثروات الأساسية التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها أبدا، مهما بلغ من الرقي والتقدم الحضاري والتكنولوجي، منها يأكل اللحوم والألبان، ويستفيد من الجلود والأصواف، إضافة الى استخدامها، كواسطة مهمة للحراثة والنقل في بعض المجتمعات الى يومنا هذا.
تتألف الحيوانات التي يستفيد منها الإنسان في حياته اليومية من الأغنام والماعز والأبقار والجاموس والإبل والخيول والبغال والحمير، وكذلك الطيور والأسماك، كما يستفيد من الكلاب في الصيد والحراسة. 
تتواجد الثروة الحيوانية في المراعي والحقول والبساتين وحضائر تربية الماشية والطيور والمسطحات المائية وبحيرات الأسماك، كما تتوافر في البيوت والحدائق المنزلية.

المراعي في المنطقة العربية
تبلغ مساحة المراعي في المنطقة العربية أكثر من مليار دونم، وتشمل الأراضي شبه الصحراوية، ذات الطبيعة الجافة والظروف القاسية، والتي تعتمد على مياه الأمطار حصريا في الإرواء والإنبات، يضاف اليها الحقول والمزارع والبساتين، حيث وفرة مياه الأنهار والعيون والآبار، تُربّى فيها الإبل والأغنام والماعز والأبقار.
تشكل الثروة الحيوانية في الصومال والسودان وموريتانيا، أكثر من نصف ثروات المنطقة العربية، بحيث يتم تصدير الحيوانات حَيّة من هذه الدول الثلاث، فيما تستورد بلدان عربية أخرى الحيوانات واللحوم ومنتجات الألبان خصوصا دول الخليج العربي.

مكونات الثروة الحيوانية في البلدان العربية
تمتلك المنطقة العربية:
ـ من الأغنام 109 مليون رأس غنم، 17% منها في السودان.
ـ من الأبقار 77,5 مليون رأس، 57% منها في السودان وحده.
ـ من الجاموس 2,5 مليون رأس، معظمها في مصر والعراق والسودان.
ـ من الإبل 10 ملايين رأس، 52% منها في الصومال، تليها السودان 28%.
ـ من الخيول 1,5 مليون رأس، موزعة هنا وهناك، إضافة الى أعداد كبيرة من الحمير والبغال.
تتركز هذه الحيوانات بشكل كبير في الدول العربية الأفريقية، حيث تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الثروة الحيوانية العربية، والربع المتبقي في دول آسيا العربية، ويرجع ذلك لاتساع المراعي في دول أفريقيا العربية كالسودان والصومال ودول المغرب العربي.

معوقات الثروة الحيوانية
تواجه الثروة الحيوانية في البلاد العربية جملة معوقات، تحول دون تحقيق الاكتفاء الذاتي، تتحمل الحكومات بعضا منها، لضعف أدائها في دعم القطاع الحيواني منها:
ـ ضعف التخطيط الزراعي في الوطن العربي، وعدم وجود خطط زراعية شاملة ومتكاملة، من شأنها إنعاش القطاعين المترابطين، الزراعي والحيواني. 
ـ افتقار الدول المنتجة الى الخدمات الأساسية، خصوصا في الدول واسعة الإنتاج كالسودان والصومال وموريتانيا.
ـ تذبذب معدلات سقوط الأمطار التي تؤدي الى ندرة الكلأ أحيانا.
ـ ندرة الأنهار والعيون التي يشرب منها الحيوان، والتي تعتمد عليها زراعة الكلأ أيضا.
ـ عدم قدرة المنتوج المحلي على منافسة منتجات الدول الأخرى، لقلة تكلفة الإنتاج لتلك الدول.
ـ ضعف الخدمات البيطرية، مما يؤدي الى نفوق أعداد كبيرة من هذه الحيوانات بسبب الأمراض.
ـ ضعف الخطط الإحصائية، وهذا يؤدي بدوره الى الإرباك في وضع الخطط الإنمائية.
ـ الهجرة من الريف الى المدن، أدى الى تزايد الطلب على المنتوجات الحيوانية وقلة المعروض منها.

وسائل إنعاش الثروة الحيوانية 
ـ وضع الخطط اللازمة للحفاظ على الثروة الحيوانية وتطويرها.
ـ جلب الاستثمارات الأجنبية من أجل تطوير القطاع الحيواني.
ـ حفر الآبار في المناطق التي تفتقر الى الماء.
ـ توفير الأعلاف الصناعية.
ـ تطوير قطاع الصحة البيطرية، لتفادي نفوق الحيوانات بسبب الأمراض.
ـ دعم إقامة حقول الأبقار والأغنام والدواجن وبحيرات الأسماك.
ـ بناء مجمعات سكنية في المناطق الرعوية، وتوفير الخدمات فيها.
ـ إيجاد سوق داعم للمنتجات الحيوانية، لتشجيع القائمين عليها.

وتبقى الثروة الحيوانية ثروة عربية وإسلامية، ذات طبيعية استراتيجية، يجب الاهتمام بها وتطويرها، ودفعها الى مستوى تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل ورفعها الى مستوى تصدير الفائض منها، دعما للناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات الدول العربية والاسلامية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م