24 جمادي الثاني 1446 هـ   26 كانون الأول 2024 مـ 2:09 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | محمد (صلى الله عليه وأله) النبي |  الفتح العظيم...
2018-01-09   3315

الفتح العظيم...

انتشرت رسالة الإسلام في الدول المجاورة بعد أن استقر النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين في المدينة المنورة، واستطاع منها أن يكاتب ملوك تلك الدول، وتشير المصادر التاريخية إلى أن النبي صلى الله عليه وآله "كتب إلى قيصر ملك الروم، وكسرى ملك فارس، وزعيم الأقباط بمصر وإلى النجاشي ملك الحبشة، والحارث الغساني ملك دمشق وإلى ملك صنعاء، وملك عُمان وملك البحرين، وغيرهم".
وبعد أن استجاب قسم كبير من تلك الدول؛ أصبح للمسلمين حلفاء أقوياء، لكن قبيلة قريش التي يرأسها أبو سفيان، كانت أشد المعارضين للدعوة الإسلامية وأشرسهم، اعتدى على إحدى القبائل المتحالفة مع النبي صلى الله عليه وآله، فكان لابد من الرد على هذا الاعتداء بمقاتلة قريش فحاصرهم الرعب والخوف من جيش المسلمين الذي أصبح قوة يحسب لها.
في إطار تدارك الكارثة قبل وقوعها على القريشيين، أوفدوا أبا سفيان لتسوية الأمر مع النبي صلى الله عليه وآله لكنه عاد خائباً ولم يفلح، وبقي قرار الحرب قائماً.
حتى أرسلوا مرة أخرى عم النبي صلى الله عليه وآله العباس بن عبد المطلب، والذي كان مسلماً يتظاهر بالكفر أمام قريش، فعاد إليهم قائلاً، حسبما جاء في الروايات، "هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فقال أبو سفيان: فما ترى؟ قال: تطلبون الأمان من محمد".
وما كان من أبي سفيان إلا أن ذهب مرة أخرى إلى النبي صلى الله عليه وآله ومعه العباس لطلب الأمان، فعرض عليه النبي الإقرار بأن: "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" فأقر وأذعن، وبذلك أعطى النبي صلى الله عليه وآله أماناً عاماً لأهل مكة الذي كانوا يواجهون دعوته في بداياتها بكل السبل الوحشية.
وجاء في إعلان الأمان لأهل مكة: "مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن".
وعلى باب الكعبة وقف وردد الكلمات التالية: "لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده...".
في تلك الأثناء، نادى النبي أهل مكة قائلا: "يا معشر قريش، ماذا تظنون أني فاعل بكم؟
قالوا: خيراً... أخٌ كريم وابن أخٍ كريم! 
فقال: أقول كما قال أخي يوسف: ((قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) ﴿يوسف - ٩٢﴾ اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وبدأ النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه بتكسير الأصنام في مكة وهو يتلو آية من القرآن الكريم: ((وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)) ﴿الإسراء - 81﴾. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م