| العلاقة مع الله سبحانه وتعالى (الصلاة) | الصلاة، مبدأ ثابت في شرائع السماء
2022-03-17 1427
الصلاة، مبدأ ثابت في شرائع السماء
في قراءة سريعة لتأريخنا الديني،
وفي نظرة عابرة للمراحل والأطوار التي عاشتها البشرية، من عصر آدم
عليه السلام حتى عصر خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله،
نجد أن الصلاة رسالة هادفة، دعا إليها جميع الرسل والأنبياء،
ومارسها جميع المؤمنين عبر العصور.
وفي القرآن الكريم ملاحظة قيمة، تكررت في أكثر من سورة كريمة لتؤكد حقيقة أن الصلاة مبدا ثابت في كل شرائع السماء، وهذه الحقيقة تكشف عن حقيقة أخرى وهي أن الأديان السماوية كلها تستمد نظمها وتشريعاتها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى، ولكن الفرق بينها كالفرق بين صف وآخر في داخل المدرسة الواحدة، وذلك لأن الدين كان يراعي نمو البشرية وتطورها من عمر الى عمر، ومن بيئة الى بيئة، فيضع لكل مرحلة من الزمن ولكل بيئة من المجتمعات، التشريع الذي ينسجم مع عمرها ومع مستوى إدراكها ونضوجها مع مراعاة أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
وحينما وصلت البشرية إلى مرحلة مهمة من التطور والارتقاء، وأصبح بإمكانها أن تستوعب رسالة الدين الكاملة التي تصلح لكل مكان وزمان، أوحى الله سبحانه وتعالى الى قلب نبينا محمد صلوات الله عليه وآله؛ بالقرآن هدىً ورحمة للعالمين، ليكون الإسلام هو الصيغة النهائية التي وضعت لتشمل حياة الإنسان في الحاضر والمستقبل كما اثبتت لنا وقائع الأحداث وحركة التأريخ منذ ما يقارب الألف واربعمائة عام.
وبذلك كان محمد صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء، وهكذا كانت دعوته الى الصلاة، حلقة متممة لباقي الحلقات، فنجد ان القرآن الكريم يحدثنا عن حقيقة الصلاة التي تناقلتها الأجيال المؤمنة جيلا بعد جيل، ففي سورة مريم عليها السلام تشير الآية الى أن الصلاة كانت سلوكا ايمانيا التزمت به ذرية آدم ونوح وإبراهيم وإسرائيل عليهم السلام، ومن الملفت للنظر في هذه السورة أن هذه الأمم كانت إذا تليت عليها آيات الله خرّت ـ سجدا وبكيا ـ ومعنى ذلك أن السجود كان عملا يُعّبر عن إيمان المؤمنين وعبادتهم، وسنعرف أن السجود هذا هو جزء من أجزاء الصلاة عند المسلمين.
يقول تعالى ((أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا))(مريم ـ 58ـ59).
وعلى لسان النبي إبراهيم عليه السلام تقول الآية: ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي .....)) (إبراهيم ـ 40)، وتصف الآية الأخرى، النبي إسماعيل عليه السلام فتقول: ((وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ ......)) (مريم ـ 55)، ثم تصور لنا صورة من صور الصراع الذي كان يخوضه شعيب النبي عليه السلام مع بين قومه في أروع دلالة: ((قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ..... )) (هود ـ 87)، وعن النبي موسى وهارون عليهما السلام: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ ....)) (يونس ـ 87).
ولقد وعد الله بني إسرائيل بالعون والمساعدة شريطة أن يستقيموا في الأرض ويقيموا الصلاة: قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي ....)) (المائدة ـ 12).
وعن السيد المسيح عليه السلام حينما كلّم الناس وهو في المهد صبيا قال: ((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ))(مريم ـ 30 ـ 31).
نعم هذه هي الصلاة، عبادة روحية حياتية دعا اليها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام ومارسها جميع المؤمنين على اختلاف أديانهم... ذلك لأن للصلاة في حياة الإنسان أثرا يتصل بسعادته واستقراره في كل مكان وزمان، ونحن حينما مستعرض هذه المشاهد والمواقف إنما نريد أن نؤكد على جميع المؤمنين بالله:
"أن صلاة الإسلام ما هي إلا امتداد لصالة الأنبياء في مضمون يستوعب أبعاد العلاقة الرائعة بين الإنسان وخالقه في صورة اصدق ما تكون تعبيرا عن حقيقة الشعور الإنساني والإيمان الإنساني عندما يقف في لحظة خاشعة مطمئنة توصل الأرض بالسماء لتكشف عن سر لا يشعر بروحه وحنانه إلا المؤمنون الخاشعون في حضرة الله في لحظة صلاة".
وقد سئل الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام:" لماذا أتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال: لكثرة سجوده على الأرض".
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لإطعامه الطعام، وصلواته بالليل والناس نيام".
وقد حفظ لنا التأريخ من آثار الأنبياء عليهم السلام مسجد السهلة، قريبا من الكوفة في العراق، وهو مسجد نبي الله إدريس عليه السلام، حيث كان يصلي فيه.
وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "أن من دعى الله فيه بما أحب قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا الى درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه"، وهو في يومنا معروف بمسجد صاحب الزمان عليه السلام.
ويروى عن نبي الله نوح عليه السلام عندما اشتدت عليه البلوى من قومه وأوذي منهم الأذى الكثير، كان يلوذ بالصلاة، ثم يعود أليهم يدعوهم ليلا ونعارا فيهبون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، حينئذ جلس بعد صلاة الفجر، يدعو ربه بالخلاص، فأوحى الله عز وجل إليه قد اجبت دعوتك، فاصنع الفلك، وكان بعده الطوفان..
وقال الإمام علي عليه السلام: "صلى نبي الله نوع عليه السلام ومن معه ستة أشهر قعودا" لأن السفينة كانت تنكفئ بهم.
يحكى عن عاد أنها طغت في البلاد كفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا، فأرسلوا إلى نبي الله هود وفدا منهم يستنجدون به على ما اصابهم من سوء، فصلى عليه السلام ودعا لهم وطلب لهم الاستغفار :((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ))(هود ـ 52 ـ53)، فلما لم يؤمنوا أرسل الله الريح الصرصر أي الباردة.
لذا فأن صلاة الإسلام بشموليتها وأهدافها تمثل شمولية الرسالة الإسلامية وكمالها، لذلك فهي لا تنفصل عن حركة المجتمع العامة وإنما ترتبط فيه، لتأخذ دور القلب الذي يمد مرافق المجتمع بالروح والحياة، ومن هنا كانت الصلاة فيه أساسا للتوازن والتماسك والاستمرار.
ومن هذا المنطلق أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله أن: "الصلاة عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها".
ومن مزايا صلاة الإسلام أيضا، أنها ليست عملا رهبانيا او رموزا كهنوتية او سبحات صوفية أو أناشيد غنائية تؤدى في لغة مجهولة غامضة لا يستوعبها المصلي نفسه وبالتالي لا يستطيع أداءها إلا بين أروقة الهياكل الخاصة للعبادة والصلاة، كلا، إن صلاة الإسلام تمثل البرنامج اليومي لتحرير الإنسان والمجتمع من عبادة الذات والهوى والأشخاص، في محاولة ترتفع بالإنسان المسلم الى الأفق الواسع حيث ينتظره الدور الرسالي الكبير لتغيير مجرى التأريخ وتوجيه الإنسانية وقيادة الحياة.
وفي القرآن الكريم ملاحظة قيمة، تكررت في أكثر من سورة كريمة لتؤكد حقيقة أن الصلاة مبدا ثابت في كل شرائع السماء، وهذه الحقيقة تكشف عن حقيقة أخرى وهي أن الأديان السماوية كلها تستمد نظمها وتشريعاتها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى، ولكن الفرق بينها كالفرق بين صف وآخر في داخل المدرسة الواحدة، وذلك لأن الدين كان يراعي نمو البشرية وتطورها من عمر الى عمر، ومن بيئة الى بيئة، فيضع لكل مرحلة من الزمن ولكل بيئة من المجتمعات، التشريع الذي ينسجم مع عمرها ومع مستوى إدراكها ونضوجها مع مراعاة أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
وحينما وصلت البشرية إلى مرحلة مهمة من التطور والارتقاء، وأصبح بإمكانها أن تستوعب رسالة الدين الكاملة التي تصلح لكل مكان وزمان، أوحى الله سبحانه وتعالى الى قلب نبينا محمد صلوات الله عليه وآله؛ بالقرآن هدىً ورحمة للعالمين، ليكون الإسلام هو الصيغة النهائية التي وضعت لتشمل حياة الإنسان في الحاضر والمستقبل كما اثبتت لنا وقائع الأحداث وحركة التأريخ منذ ما يقارب الألف واربعمائة عام.
وبذلك كان محمد صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء، وهكذا كانت دعوته الى الصلاة، حلقة متممة لباقي الحلقات، فنجد ان القرآن الكريم يحدثنا عن حقيقة الصلاة التي تناقلتها الأجيال المؤمنة جيلا بعد جيل، ففي سورة مريم عليها السلام تشير الآية الى أن الصلاة كانت سلوكا ايمانيا التزمت به ذرية آدم ونوح وإبراهيم وإسرائيل عليهم السلام، ومن الملفت للنظر في هذه السورة أن هذه الأمم كانت إذا تليت عليها آيات الله خرّت ـ سجدا وبكيا ـ ومعنى ذلك أن السجود كان عملا يُعّبر عن إيمان المؤمنين وعبادتهم، وسنعرف أن السجود هذا هو جزء من أجزاء الصلاة عند المسلمين.
يقول تعالى ((أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا))(مريم ـ 58ـ59).
وعلى لسان النبي إبراهيم عليه السلام تقول الآية: ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي .....)) (إبراهيم ـ 40)، وتصف الآية الأخرى، النبي إسماعيل عليه السلام فتقول: ((وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ ......)) (مريم ـ 55)، ثم تصور لنا صورة من صور الصراع الذي كان يخوضه شعيب النبي عليه السلام مع بين قومه في أروع دلالة: ((قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ..... )) (هود ـ 87)، وعن النبي موسى وهارون عليهما السلام: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ ....)) (يونس ـ 87).
ولقد وعد الله بني إسرائيل بالعون والمساعدة شريطة أن يستقيموا في الأرض ويقيموا الصلاة: قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي ....)) (المائدة ـ 12).
وعن السيد المسيح عليه السلام حينما كلّم الناس وهو في المهد صبيا قال: ((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ))(مريم ـ 30 ـ 31).
نعم هذه هي الصلاة، عبادة روحية حياتية دعا اليها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام ومارسها جميع المؤمنين على اختلاف أديانهم... ذلك لأن للصلاة في حياة الإنسان أثرا يتصل بسعادته واستقراره في كل مكان وزمان، ونحن حينما مستعرض هذه المشاهد والمواقف إنما نريد أن نؤكد على جميع المؤمنين بالله:
"أن صلاة الإسلام ما هي إلا امتداد لصالة الأنبياء في مضمون يستوعب أبعاد العلاقة الرائعة بين الإنسان وخالقه في صورة اصدق ما تكون تعبيرا عن حقيقة الشعور الإنساني والإيمان الإنساني عندما يقف في لحظة خاشعة مطمئنة توصل الأرض بالسماء لتكشف عن سر لا يشعر بروحه وحنانه إلا المؤمنون الخاشعون في حضرة الله في لحظة صلاة".
وقد سئل الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام:" لماذا أتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال: لكثرة سجوده على الأرض".
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لإطعامه الطعام، وصلواته بالليل والناس نيام".
وقد حفظ لنا التأريخ من آثار الأنبياء عليهم السلام مسجد السهلة، قريبا من الكوفة في العراق، وهو مسجد نبي الله إدريس عليه السلام، حيث كان يصلي فيه.
وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "أن من دعى الله فيه بما أحب قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا الى درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه"، وهو في يومنا معروف بمسجد صاحب الزمان عليه السلام.
ويروى عن نبي الله نوح عليه السلام عندما اشتدت عليه البلوى من قومه وأوذي منهم الأذى الكثير، كان يلوذ بالصلاة، ثم يعود أليهم يدعوهم ليلا ونعارا فيهبون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، حينئذ جلس بعد صلاة الفجر، يدعو ربه بالخلاص، فأوحى الله عز وجل إليه قد اجبت دعوتك، فاصنع الفلك، وكان بعده الطوفان..
وقال الإمام علي عليه السلام: "صلى نبي الله نوع عليه السلام ومن معه ستة أشهر قعودا" لأن السفينة كانت تنكفئ بهم.
يحكى عن عاد أنها طغت في البلاد كفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا، فأرسلوا إلى نبي الله هود وفدا منهم يستنجدون به على ما اصابهم من سوء، فصلى عليه السلام ودعا لهم وطلب لهم الاستغفار :((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ))(هود ـ 52 ـ53)، فلما لم يؤمنوا أرسل الله الريح الصرصر أي الباردة.
لذا فأن صلاة الإسلام بشموليتها وأهدافها تمثل شمولية الرسالة الإسلامية وكمالها، لذلك فهي لا تنفصل عن حركة المجتمع العامة وإنما ترتبط فيه، لتأخذ دور القلب الذي يمد مرافق المجتمع بالروح والحياة، ومن هنا كانت الصلاة فيه أساسا للتوازن والتماسك والاستمرار.
ومن هذا المنطلق أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله أن: "الصلاة عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها".
ومن مزايا صلاة الإسلام أيضا، أنها ليست عملا رهبانيا او رموزا كهنوتية او سبحات صوفية أو أناشيد غنائية تؤدى في لغة مجهولة غامضة لا يستوعبها المصلي نفسه وبالتالي لا يستطيع أداءها إلا بين أروقة الهياكل الخاصة للعبادة والصلاة، كلا، إن صلاة الإسلام تمثل البرنامج اليومي لتحرير الإنسان والمجتمع من عبادة الذات والهوى والأشخاص، في محاولة ترتفع بالإنسان المسلم الى الأفق الواسع حيث ينتظره الدور الرسالي الكبير لتغيير مجرى التأريخ وتوجيه الإنسانية وقيادة الحياة.
الأكثر قراءة
26397
18719
13944
10817