أقسام التوحيد
البحث في مقام التوحيد مترامي الاطراف، واسع النطاق، له شعب وأصناف، يستمده الباحث من القرآن الكريم والحديث والعقل.
إن من أبرز صفاته تعالى، أنه واحد لا ثاني له، لذا يطلق عليه البسيط، أي لا جزء له، أما الاول فيسمى بالتوحيد الواحدي أي أنه لا ثاني له، في حين ان الثاني فهو التوحيد الأحدي أي أنه لا جزء له.
ويجب توحيد الله سبحانه من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات، كذلك يجب توحيده في الصفات؛ لأن الثابت هو أن صفاته عين ذاته، كذلك يجب توحيده في العبادة، فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، كما لا يجوز إشراكه في العبادة.
ويقسم التوحيد الى اربعة اقسام:
أولا: توحيد الذات: هو أن الله واحد ولا يُتصَوّر الثاني، وبعبارة أخرى، أن الله لا شبه له ولا نظير، ولا مثيل فلا يشبهه شيء ولا هو يشبه شيئا.
ثانيا: توحيد الصفات: كما أن ذات الله عز وجل أبدية وأزلية، فان صفاته كالعلم والقدرة وأمثالها أزلية وأبدية أيضا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الصفات ليست زائدة على ذاته، فلا يوجد بها عارض ومعروض، بل هي عين ذاته.
ثالثا: التوحيد الافعالي: وهذا يعني أن كل وجود وكل حركة وكل فعل في العالم، يعود الى ذاته المقدسة فهو مسبب الاسباب وعلة العلل، حتى الافعال التي تصدر منا هي في أحد المعاني صادرة منه، فهو الذي يمنحنا القدرة والاختيار وحرية الارادة.
رابعا: التوحيد في العبادة: أي أنه تجب عبادته دون سواه، فلا يستحق العبادة غيره، لان العبادة يجب أن تكون لمن هو كمال مطلق، ولمن هو غني عن الاخرين، ولمن هو واهب النعم، وهذه الصفات لا تجتمع الا في ذاته سبحانه.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآلة أنه قال: (ما قلت وما قال القائلون قبلي مثل "لا إله الا الله"، وقال أيضا: (خير العبادة قول لا إله الا الله)، وعن الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: (إن الله تعالى أقسم بعزته وجلاله ألا يعذب أهل التوحيد أبدا)، وعنه أيضا انه قال: (أن الله حرم أجساد الموحدين على النار).