7 شوال 1445 هـ   16 نيسان 2024 مـ 2:33 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2021-11-21   1750

سورة الفاتحة .. أم القرآن والسبع المثاني

وهي السورة الأولى من سور القرآن الكريم حسب ترتيب السور في المصحف الشريف، وسميت بالفاتحة لأنها فاتحة الكتاب، كما انها أول سورة نزلت بصورة كاملة (وليست آيات متقطعة) على نبينا الأكرم صلوات الله عليه و آله.
عدد آياتها فهي سبعة، لذا يطلق عليها اسم "السّبع المثاني"
نزلت هذه السورة المباركة في مكة المكرمة، ما يجعلها مكية، وإن كان ثمة رأي يميل الى أنها مكية مرة ومدينة في أخرى، أي أنها نزلت مرتين، لتكرار أسباب ودواعي نزولها، كمعالجة من الله سبحانه وتعالى لظرف أو حالة ما.
ولها اسماء كثيرة، منها: الفاتحة أو فاتحة الكتاب، حيث سميت كذلك لأنها افتتح المصحف بها، فضلا عن افتتاح كل صلاة بها، أي أنها فاتحة لما بعدها من سور قرآنية في الصلاة او في تلاوة القرآن الكريم. 
كما تسمى بالحمد، لأنها ابتدأت بعبارات الحمد والثناء لله، "الحمد لله" .
ويطلق عليها ايضا اسم أمُّ الكتاب، لتقدمها باقي السور القرآنية، فضلا عن كونها أصل القرآن وخلاصته باشتمالها على المقصد الأهم من القرآن الكريم وهو إثبات الربوبية لله والعبودية للعباد.
وتسمى ايضا؛ أُم الْقرآن، بناء على قول نبينا الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله فيها: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ لَا فِي الزَّبُورِ وَ لَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وَ هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ".
وتسمى ايضا بالسَّبْعُ المَثَاني، لكونها تتضمن سبع آيات شريفات، وتُقرأ في كل صلاة مرتين، أو لأنها نزلت مرتين اثنتين، في مكة المكرمة مرة، وفي المدينة المنورة مرة أخرى.
أما فضلها، فهو مما لا تستوعه كتب وتفاسير، فعنْ أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام، عن النبي الأكرم صلوات الله تعالى عليه وله: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ فَأَوْرَدَ الِامْتِنَانَ عَلَيَ‏ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ جَعَلَهَا نَظِيرَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَشْرَفُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّ مُحَمَّداً وَ شَرَّفَهُ بِهَا وَ لَمْ يُشْرِكْ فِيهَا أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ مَا خَلَا سُلَيْمَانَ فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أَ لَا تَرَاهُ يَحْكِي عَنْ بِلْقِيسَ حِينَ قَالَتْ- إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أَلَا فَمَنْ قَرَأَهَا مُتَعَمِّداً لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مُنْقَاداً لِأَمْرِهَا مُؤْمِناً بِظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حَسَنَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَ خَيْرَاتِهَا وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَارِئٍ يَقْرَؤُهَا كَانَ لَهُ قَدْرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ فَلْيَسْتَكْثِرْ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرِضِ لَهُ فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ وَ لَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْحَسْرَةُ "
كما ورد عنه صلوات الله تعالى عليه وآله، قوله لِجابر:
ـ أَ لَا أُعَلِّمُكَ أَفْضَلَ سُورَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ " ؟
قال جابر:
ـ بلى؛ عَلِّمْنِيهَا .
فَعَلَّمَهُ الْحَمْدَ أُمَّ الْكِتَابِ .
ثُمَّ قال له صلوات الله تعالى عليه وآله:
ـ هِيَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ " ، وَ السَّامُ الْمَوْت.
ورويَ عن الامام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ".
وثوابها، كبير وعظيم، فعنْ أَميرِ الْمُؤْمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي الأكرم صلوات الله تعالى عليه وآله: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى:‏ قَسَمْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ بَيْنِي وبَيْنَ عَبْدِي، فَنِصْفُهَا لِي ونِصْفُهَا لِعَبْدِي، ولِعَبْدِي مَا سَأَلَ، إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،‏ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: بَدَأَ عَبْدِي بِاسْمِي، وحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُتَمِّمَ لَهُ أُمُورَهُ وأُبَارِكَ لَهُ فِي أَحْوَالِهِ، فَإِذَا قَالَ‏: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وعَلِمَ أَنَّ النِّعَمَ الَّتِي لَهُ مِنْ عِنْدِي، وأَنَّ الْبَلَايَا الَّتِي إِنْ دُفِعَتْ عَنْهُ فَبِتَطَوُّلِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أُضِيفُ لَهُ إِلَى نِعَمِ الدُّنْيَا نِعَمَ الْآخِرَةِ، وأَرْفَعُ عَنْهُ بَلَايَا الْآخِرَةِ كَمَا دَفَعْتُ عَنْهُ بَلَايَا الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ‏: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: شَهِدَ لِي بِأَنِّي الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُوَفِّرَنَّ مِنْ رَحْمَتِي حَظَّهُ، ولَأُجْزِلَنَّ مِنْ عَطَائِي نَصِيبَهُ، فَإِذَا قَالَ:‏ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: أُشْهِدُكُمْ كَمَا اعْتَرَفَ أَنِّي أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، لَأُسَهِّلَنَّ يَوْمَ الْحِسَابِ حِسَابَهُ، وَ لَأَتَقَبَّلَنَّ حَسَنَاتِهِ، وَ لَأَتَجَاوَزَنَّ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا قَالَ:‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، قَالَ اللَّهُ‏ عَزَّ وجَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي إِيَّايَ يَعْبُدُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُثِيبَنَّهُ عَلَى عِبَادَتِهِ ثَوَاباً يَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ فِي عِبَادَتِهِ لِي، فَإِذَا قَالَ:‏ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ،‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: بِيَ اسْتَعَانَ والْتَجَأَ، أُشْهِدُكُمْ لَأُعِينَنَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، ولَأُغِيثَنَّهُ فِي شَدَائِدِهِ، ولَآخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ نَوَائِبِهِ، فَإِذَا قَالَ‏: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ـ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ـ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: هَذَا لِعَبْدِي، ولِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي وأَعْطَيْتُهُ مَا أَمَّلَ، وآمَنْتُهُ مِمَّا مِنْهُ وَجِلَ".
كما قال صلوات الله تعالى عليه وآله في فضلها: "أَيُّمَا مُسْلِمٍ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وأُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ"، كما قال صلوات الله تعالى عليه وآله في مورد أخر: "مَنْ‏ قَرَأَ سُورَةَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ آيَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْرِي [فَيَجْزِي‏] بِهَا ثَوَابَهَا"، وقال ايضا: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ ولَا فِي الزَّبُورِ ولَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وهِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وأُمُّ الْقُرْآنِ ، وهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وبَيْنَ عَبْدِهِ ولِعَبْدِهِ مَا سَأَلَ".

 

ظافرة عبد الواحد

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م