| الإمامة | قراءة في فكرة انتظار المخلص العالمي
2022-01-21 1602
قراءة في فكرة انتظار المخلص العالمي
اتفقت الحضارات القديمة؛ كحضارة
بلاد وادي الرافدين والحضارة الفرعونية والزرادشتية بل وحتى
الديانات الوضعية، فضلا عن السماوية على حتمية نهاية العالم وعلى
حتمية وجود مخلص ومنقذ للإنسانية في نهاية المطاف، بما يحقق انتصار
الخير على الشر؛ والنور على الظلمة؛ وسيادة العدل والمساواة بين
البشر.
كما اتفقت هذه النظم الإنسانية على أن هذا المنقذ إنما هو إنسان خارق وكامل ومؤيد بالقوة الإلهية، لإنفاذ مهمته في هذا العالم؛ وهذا مؤشر مهم على اتفاق التراث الإنساني جميعا على هكذا فكرة، وقد نسجت لأجل ذلك روايات وأساطير عدة كانت كلها بأثر العامل النفسي المحبط بداعي القهر والظلم المعاش في هذه الأمم، وقد شكل هذا العامل الدور الأكبر والأعظم في رسم تلك الأساطير؛ رغبة منهم في إنعاش الأمل بوجود هذا المخلص ليخلصهم من قساوة ظروفهم الظالمة التي كانوا يعيشونها في دار الابتلاء، وملهمهم بذلك هو طبيعة الصراع الأزلي بين المتناقضات مثل الخير والشر، النور والظلمة، الحق والباطل.
لذا فإن الاتفاق على مبدأ الخلاص والمخلص؛ بين الحضارات والديانات كافة؛ على الرغم بعد الفترات الزمنية الفاصلة بينها؛ يؤكد أن الحاجة للمخلص والتفكير به إنما هو حاجة فطرية غريزية؛ تعيش في النفس والوجدان الإنساني وإلى يومنا هذا، والعلة في ذلك تشابه الظروف القاسية بين الأمم؛ والمعاناة الأليمة التي كانت تعيشها باختلاف الأزمنة.
إن الديانات السماوية الثلاث وباقي الديانات الوثنية، لا زالت مؤمنة بوجود المخلص الذي تنتظر ساعة ظهوره؛ كونه الرجل الكامل المنقذ لخيار الناس من ظلم اشرارهم الفاسدين الجائرين.
وعلى الرغم من كثرة المشككين بقضية وجود هذا المنقذ وظهوره في آخر الزمان، بدعوى أنها قضية وهمية من نسج خيال الشعوب المضطهدة، افتعلتها كمخدر يبعث فيها الأمل بالنجاة والخلاص من سوء الحال الذي هي فيه، إلا أنها قضية عامة، مع اختلاف النظر فيها للمخلص، كل حسب أصل اعتقاده خصوصا فيما يتعلق بصفة هذا المخلص والظروف المحيطة به والكيفية التي يعمل بها، لكن الجميع متفقين بالمبدأ على ضرورة ظهوره، وقد أيدت ذلك نصوص دينية مهمة ـ ومنها الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام كونها من مشرع واحد ـ اتفقت على ان هذا المخلص سيظهر مؤيدا بالتمكين الإلهي، ليصرع الطغاة ويمحق شرهم وليحكم بالعدل والمساواة بين البشر، ومن سمات أيام حكمه أن الأرض تطرح كل خيراتها التي أعدت للمتقين الذين سيرثون الأرض وما عليها.
المخلص في الأديان السماوية والوضعية
تعرف حضارات الشرق بحبها وشغفها للأمور الغيبية ومحاولتها سبر أغوار ما خفي عنها، منتهجة بذلك شتى الطرق لبلوغ أهدافها، وقد تلجأ للخيال في نسج قصص وأساطير عن المارد المنقذ الذي يتم على يديه الخلاص من الظلم وانتهاك الحرمات، فكان أول من نادى بفكرة المنقذ هو زرادشت في الديانة الزرادشتية، وكان عند الفراعنة الإله آمون، وعند اليهود كان المحارب هو المنقذ الذي ينتصر لبني إسرائيل من أعدائهم وفي المسيحية كان يعتقد بالسيد المسيح هو المنقذ للبشرية من آثامها وأخطائها وهو الذي يفديها بنفسه.
فكرة وجود المخلص في الدين الإسلامي
لم يكن اعتقاد المسلمين بفكرة المخلص اعتقادا ترفيا أو حشو كلام، يؤسطرون به خيالهم دون أصل لوجوده؛ كما هو الاعتقاد عند الوثنيين، ولم يعتقدوا ذلك ـ كما يعتقد بعض المشككين ـ بجر عقول الناس لفكرة ما تأقلمهم مع القهر والاستعباد الذي يعانوه من خلال اعطاءهم أملا كاذب بالخلاص من محنتهم، بل كان اعتقادهم اعتقادا يقينيا لا يساوره شك بظهور المخلص المنقذ، ويؤيد القرآن الكريم اعتقادهم هذا، ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) (الصف-9)، فالوعد إذن إلهي بظهور دين الحق، وهو دين الإسلام على باقي الأديان، وهذا الظهور بالضرورة يحتاج لقائد يتحقق على يديه الوعد، لذا كان الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو القائد المخلص وهو الإمام والخليفة المجعول لتحقيق دولة العدل الإلهي، وقد اعتبر الله ظهوره في آخر الزمان من العطايا الإلهية للمستضعفين في الأرض كي يرثوا ما عليها، إذ قال في نص قرآني ((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)) (القصص-5).
ولم تغفل السنة النبوية الشريفة هذا الأمر العظيم ـ المنقذ لمخلص ـ دون ان تشير له بما يجعله متواترا، حيث قال النبي صلى الله عليه "..........وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما"، فضلا عن تأكيده ذلك بقوله صلى الله عليه واله ".................التاسع منهم قائم أهل بيتي، ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما".
كما اتفقت هذه النظم الإنسانية على أن هذا المنقذ إنما هو إنسان خارق وكامل ومؤيد بالقوة الإلهية، لإنفاذ مهمته في هذا العالم؛ وهذا مؤشر مهم على اتفاق التراث الإنساني جميعا على هكذا فكرة، وقد نسجت لأجل ذلك روايات وأساطير عدة كانت كلها بأثر العامل النفسي المحبط بداعي القهر والظلم المعاش في هذه الأمم، وقد شكل هذا العامل الدور الأكبر والأعظم في رسم تلك الأساطير؛ رغبة منهم في إنعاش الأمل بوجود هذا المخلص ليخلصهم من قساوة ظروفهم الظالمة التي كانوا يعيشونها في دار الابتلاء، وملهمهم بذلك هو طبيعة الصراع الأزلي بين المتناقضات مثل الخير والشر، النور والظلمة، الحق والباطل.
لذا فإن الاتفاق على مبدأ الخلاص والمخلص؛ بين الحضارات والديانات كافة؛ على الرغم بعد الفترات الزمنية الفاصلة بينها؛ يؤكد أن الحاجة للمخلص والتفكير به إنما هو حاجة فطرية غريزية؛ تعيش في النفس والوجدان الإنساني وإلى يومنا هذا، والعلة في ذلك تشابه الظروف القاسية بين الأمم؛ والمعاناة الأليمة التي كانت تعيشها باختلاف الأزمنة.
إن الديانات السماوية الثلاث وباقي الديانات الوثنية، لا زالت مؤمنة بوجود المخلص الذي تنتظر ساعة ظهوره؛ كونه الرجل الكامل المنقذ لخيار الناس من ظلم اشرارهم الفاسدين الجائرين.
وعلى الرغم من كثرة المشككين بقضية وجود هذا المنقذ وظهوره في آخر الزمان، بدعوى أنها قضية وهمية من نسج خيال الشعوب المضطهدة، افتعلتها كمخدر يبعث فيها الأمل بالنجاة والخلاص من سوء الحال الذي هي فيه، إلا أنها قضية عامة، مع اختلاف النظر فيها للمخلص، كل حسب أصل اعتقاده خصوصا فيما يتعلق بصفة هذا المخلص والظروف المحيطة به والكيفية التي يعمل بها، لكن الجميع متفقين بالمبدأ على ضرورة ظهوره، وقد أيدت ذلك نصوص دينية مهمة ـ ومنها الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام كونها من مشرع واحد ـ اتفقت على ان هذا المخلص سيظهر مؤيدا بالتمكين الإلهي، ليصرع الطغاة ويمحق شرهم وليحكم بالعدل والمساواة بين البشر، ومن سمات أيام حكمه أن الأرض تطرح كل خيراتها التي أعدت للمتقين الذين سيرثون الأرض وما عليها.
المخلص في الأديان السماوية والوضعية
تعرف حضارات الشرق بحبها وشغفها للأمور الغيبية ومحاولتها سبر أغوار ما خفي عنها، منتهجة بذلك شتى الطرق لبلوغ أهدافها، وقد تلجأ للخيال في نسج قصص وأساطير عن المارد المنقذ الذي يتم على يديه الخلاص من الظلم وانتهاك الحرمات، فكان أول من نادى بفكرة المنقذ هو زرادشت في الديانة الزرادشتية، وكان عند الفراعنة الإله آمون، وعند اليهود كان المحارب هو المنقذ الذي ينتصر لبني إسرائيل من أعدائهم وفي المسيحية كان يعتقد بالسيد المسيح هو المنقذ للبشرية من آثامها وأخطائها وهو الذي يفديها بنفسه.
فكرة وجود المخلص في الدين الإسلامي
لم يكن اعتقاد المسلمين بفكرة المخلص اعتقادا ترفيا أو حشو كلام، يؤسطرون به خيالهم دون أصل لوجوده؛ كما هو الاعتقاد عند الوثنيين، ولم يعتقدوا ذلك ـ كما يعتقد بعض المشككين ـ بجر عقول الناس لفكرة ما تأقلمهم مع القهر والاستعباد الذي يعانوه من خلال اعطاءهم أملا كاذب بالخلاص من محنتهم، بل كان اعتقادهم اعتقادا يقينيا لا يساوره شك بظهور المخلص المنقذ، ويؤيد القرآن الكريم اعتقادهم هذا، ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) (الصف-9)، فالوعد إذن إلهي بظهور دين الحق، وهو دين الإسلام على باقي الأديان، وهذا الظهور بالضرورة يحتاج لقائد يتحقق على يديه الوعد، لذا كان الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو القائد المخلص وهو الإمام والخليفة المجعول لتحقيق دولة العدل الإلهي، وقد اعتبر الله ظهوره في آخر الزمان من العطايا الإلهية للمستضعفين في الأرض كي يرثوا ما عليها، إذ قال في نص قرآني ((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)) (القصص-5).
ولم تغفل السنة النبوية الشريفة هذا الأمر العظيم ـ المنقذ لمخلص ـ دون ان تشير له بما يجعله متواترا، حيث قال النبي صلى الله عليه "..........وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما"، فضلا عن تأكيده ذلك بقوله صلى الله عليه واله ".................التاسع منهم قائم أهل بيتي، ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما".
الأكثر قراءة
25874
18683
13875
10739