2 محرم 1447 هـ   28 حزيران 2025 مـ 2:12 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | مقالات  |  هل يستطيع الإنسان أن يحيا بلا إله؟
2025-06-23   43

هل يستطيع الإنسان أن يحيا بلا إله؟


الشيخ مقداد الربيعي
مع انتهاء شهر رمضان الكريم ونفاد أفضل الايام لتقوية أواصر العلاقة مع الله سبحانه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، البقرة: 183. حري بنا أن ندعو أنفسنا أولاً ومن يهمنا أمره ممن لا يتعامل بجدية تجاه الدين ثانياً لأعادة النظر، فليست مسألة الدين قضية هامشية لا تستحق الوقوف عندها طويلاً، بل هي وبإجماع أكبر مفكري وعلماء العالم سواء من المؤمنين أو من الملحدين تعد القضية الأهم والأجدر بالاهتمام، فكاتب بوزن ويل ديورانت يقول: «إن أعظم قضايا عصرنا ليست الشيوعية مقابل الفردية، ولا لأوربا مقابل أمريكا، ولا حتى الشرق مقابل الغرب. ولكن أعظم قضية تتمحور حول سؤال: هل يستطيع الإنسان أن يحيا دون الله؟»
 
ولذلك ليس غريباً أن يختم استاذ الرياضيات ستيفن هوكنك الحاصل على درجة لوكاسيان وهي من أرقى المناصب الأكاديمة في العالم كتابه "تاريخ مختصر للزمن" مؤكداً إن هذه المسألة تمثل أهم عنصر في المعادلة البشرية، وينهي عرضه بتصريح متواضع: «السؤال الوحيد الذي يتطلب أجابة هو السؤال المتعلق بالله. فالعلم بكل ما يفخر به من إنجازات براقة، لابد أن يقنع بإجابة سؤال "ماذا" الذي يقتصر على الملاحظات التي تقع تحت وعي البشر. أما سؤال "لماذا" فلا يجيب عنه سوى الله».

المسألة الجوهرية التي يترتب عليها أكبر العواقب في الحياة
هل الله موجود؟ هل خلق الله الإنسان، أم هل خلق الإنسان الله؟ هل الله لازم للوصول الى اي تفسير كوني، أم هو مجرد احتياج نفسي للبشر؟ الإيمان بالله أم الإلحاد؟

نشرت "موسوعة بريتانيكا" منذ عدة سنوات سلسلة من خمسة وخمسين جزءاً بعنوان "كتب الغرب العظيمة" وكان الفيلسوف واستاذ القانون الشهير "مورتيمر أدلر" أحد محرري هذه السلسلة التي جمعت مفكري العالم الغربي البارزين وما كتبوه عن أهم الأفكار التي خضعت للدراسة والاستقصاء عبر القرون، ومنها افكار في القانون والعلم والفلسفة والتاريخ واللاهوت والحب شكلت عقول الناس ومصائرهم. وقد جُمعت هذه المقالات لاكتشاف ما بينها من تشابهات واختلافات. وقد وجدوا أن أكثر الأفكار وأبحاث العلماء مرتبطة بالله تعالى، وعندما سأل أحد المعلقين على الموسوعة السيد "أدلر" عن السبب الذي جعل هذا الموضوع يحظى بهذا القدر من الاهتمام والتغطية، أجابه: الإقرار بوجود الله أو إنكاره هو المسألة الجوهرية التي يترتب عليها أكبر عدد من العواقب المتعلقة بحياة الإنسان وبفعله. 

وفي الختام.. تذكر أخي الحبيب.. أنه بحسب بعض الباحثين ان 3% فقط من آيات القرآن الكريم تتحدث عن أحكام فقهية و97% الأخرى تهتم بالأخلاق التي ينبغي للمسلم التحلي بها وعقيدة تنظم علاقة الإنسان بربه، ومفاهيم تبين هدف الحياة وعبر من تاريخ الأمم السالفة وكيفية ضبط الإنسان نفسه وسلوكه ومئات من المواضيع المهمة. جميعها يشكل منظومة تضمن سعادة الإنسان في الدارين. 
 نسأل الله تعالى أن لا يجعلنا من مصاديق قوله: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)!. الكهف: 103 ـ 104.

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م