| أفكار ونظريات | أصول الدين الإسلامي وفروعه... المائز والامتياز
2022-08-20 849
أصول الدين الإسلامي وفروعه... المائز والامتياز
يستدق أمر التمييز ويصعب ويتعقد
عندما يكون الحديث عما يمكن تسميته أصلا للدين عن ذلك المسمى فرعا،
حتى يمكن القول بأن ليس من معيار منطقي منصوص ومتفق عليه يمكن جعله
كضابطة في التفريق بينهما، خلا بعض أراء من ميزها لسبب أو لأخر
قبالة من لم يقبل بها كمائز.
ولأن أصول الدين وفروعه، مما لا يمكن للمسلم أن يكون كذلك؛ بدونهما، صارت الضرورة الي تقديم تصور أولي عن ذلك، بعد التطريق لأراء من يميز بينهما كل حسب ما يعتقده، ومن ثم الحديث عن التولي والتبري وتحديدها الى أي الكفتين أقرب.
يرى فريق من المتحدثين بأصول الدين، بأن أصل الدين هو ما يهدم الدين بدونه، في حين أن فرعه ليس كذلك، لذا فأن الأصل ـ وهو مأخوذ من الجذر أو الأساس ـ بمثابة الأرض التي يقام عليها الدين، وبخلافها فأنه ينقض ويسّوى بها، في حين أن فروعه ليست كذلك، كونها بناء فرعي، يعتمد ويتعكز دائما وابدا على الأصل، فمثلا الصلاة كفرع إسلامي يستند لأصل النبوة، كونها جاءت دون تفصيلات قرآنية، فراح النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله يبني مبانيها ويوضح تفاصيلها، ويسميها على أوجه ظروفها، فهي بذلك فرعا لأصل النبوة، ناهيك عن أن التبليغ بها كان من خلاله صلوات الله عليه وآله، وهنا يرد الفريق الأخر، بأن بعض أصول الدين هي الأخرى مبتنية على اصل ـ على الرغم من تصنيفها كأصل وليس كفرع ـ وشاهدنا هنا هو أصل الإمامة المنبثق من أصل النبوة، بل ثمة من يرى أن اصل النبوة هو الأخر مرده لأصل التوحيد واصل العدل الإلهي، باعتبار أن عدله حتم وجود أنبياء ينبئون خلقه عنه سبحانه وتعالى، ولولا كل تلك الأصول لما وجد أصل المعاد (يوم القيامة) كاستحقاق رباني لله على عباده.
من جهة ثانية، يرى فريق أخر بأن أصول الدين إنما هي أسسه العقدية والفكرية، في حين إن فروعه هي مسالك المنتمين لهذا الدين، أي تصرفاتها وسلوكياتهم، وعلى ذلك فإن أصول الدين الإسلامي هي كل ما يتعلق بعقيدة الفرد المسلم وتوجهه الفكري حيال القضايا العقائدية وإن شأت فقل الإيديولوجيا الدينية لديه، بينما احتكامه للأحكام والمسائل العبادية والمعاملاتية التي يتصرفها ـ غير تلك التي يعتقدها وجدانا ـ وتصرفاته الاجتماعية والعملية هي ما يمكن تسميته بفروع الدين، وليس من الضرورة أن يقال بأن فروع الدين اقل شأنية من اصوله، فليس منطقيا أن يقال على الصلاة ـ وهي فرعا ـ إنها دون أصل المعاد او الإمامة.
ووسط هذين الفريقين، يرى فريق ثالث، بأن أصول الدين، هي كل ما يستدل عليها وتثبت عقلا (عقلائيا)، في حين أن الاستدلال على فروعه يكون من خلال الأدلة الشرعية (ليس بالضرورة إعمال العقل فيها)، بمعنى أدل، إن القيد في أصل الدين هو أن يكون الدليل المؤدي اليه دليلا عقليا وليس شرعيا، لأن الأدلة الشرعية بمثابة الثانوية للأدلة العقلائية والعقائدية، لأن الدليل النصي ثانويا بالنسبة للدليل الوجداني والعقلي، بمعنى أدق، لا يمكن اثبات وجود الخالق بالاعتماد على نص حديثي مثلا، إنما مرد ذلك وحكومته هو الوجدان والتدبر والتعقل، أتساقا مع ما يسمى بلزوم الدور، لذا يرون بأن الاستدلال على الأدلة العقلية في تثبيت اصل ديني هو اللازم لتسميته أصلا وبالتالي تفريقه عن ذلك الفرع الذي يمكن تثبيته بنص ديني، مع إمكانية تعضيد اثبات الأصل بنص ديني حديثي مثلا، فتعضيد إثبات المعاد ـ الذي هو أصلا دينيا ـ يمكن من خلال نصوص دينية توضح آلية المعاد كالصراط والشفاعة والميزان وغير ذلك كثير، مع أن هذا التعضيد النصي لا يخرج أصل المعاد من كونه أصلا.
كما يرى أنصار هذا الفريق ـ الثالث ـ بأن فروع الدين يمكن أثباتها بالدليل العقلي أو الشرعي (النقلي قطعا أو ظنا)، وربما بهما، وهو ما يجعل من الفروع أكثر أثباتا.
وبين كل هذه الآراء، يبقى موضوع التمييز بين اصول الدين وفروعه قضية فيها نظر، ليس لتشابكها فحسب، إنما لأهمية مندرجات كل منها، وإمكانية ان يكون هذا المفهوم أصلا لفرع ما، أو فرعا لأصل ما.
ولأن أصول الدين وفروعه، مما لا يمكن للمسلم أن يكون كذلك؛ بدونهما، صارت الضرورة الي تقديم تصور أولي عن ذلك، بعد التطريق لأراء من يميز بينهما كل حسب ما يعتقده، ومن ثم الحديث عن التولي والتبري وتحديدها الى أي الكفتين أقرب.
يرى فريق من المتحدثين بأصول الدين، بأن أصل الدين هو ما يهدم الدين بدونه، في حين أن فرعه ليس كذلك، لذا فأن الأصل ـ وهو مأخوذ من الجذر أو الأساس ـ بمثابة الأرض التي يقام عليها الدين، وبخلافها فأنه ينقض ويسّوى بها، في حين أن فروعه ليست كذلك، كونها بناء فرعي، يعتمد ويتعكز دائما وابدا على الأصل، فمثلا الصلاة كفرع إسلامي يستند لأصل النبوة، كونها جاءت دون تفصيلات قرآنية، فراح النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله يبني مبانيها ويوضح تفاصيلها، ويسميها على أوجه ظروفها، فهي بذلك فرعا لأصل النبوة، ناهيك عن أن التبليغ بها كان من خلاله صلوات الله عليه وآله، وهنا يرد الفريق الأخر، بأن بعض أصول الدين هي الأخرى مبتنية على اصل ـ على الرغم من تصنيفها كأصل وليس كفرع ـ وشاهدنا هنا هو أصل الإمامة المنبثق من أصل النبوة، بل ثمة من يرى أن اصل النبوة هو الأخر مرده لأصل التوحيد واصل العدل الإلهي، باعتبار أن عدله حتم وجود أنبياء ينبئون خلقه عنه سبحانه وتعالى، ولولا كل تلك الأصول لما وجد أصل المعاد (يوم القيامة) كاستحقاق رباني لله على عباده.
من جهة ثانية، يرى فريق أخر بأن أصول الدين إنما هي أسسه العقدية والفكرية، في حين إن فروعه هي مسالك المنتمين لهذا الدين، أي تصرفاتها وسلوكياتهم، وعلى ذلك فإن أصول الدين الإسلامي هي كل ما يتعلق بعقيدة الفرد المسلم وتوجهه الفكري حيال القضايا العقائدية وإن شأت فقل الإيديولوجيا الدينية لديه، بينما احتكامه للأحكام والمسائل العبادية والمعاملاتية التي يتصرفها ـ غير تلك التي يعتقدها وجدانا ـ وتصرفاته الاجتماعية والعملية هي ما يمكن تسميته بفروع الدين، وليس من الضرورة أن يقال بأن فروع الدين اقل شأنية من اصوله، فليس منطقيا أن يقال على الصلاة ـ وهي فرعا ـ إنها دون أصل المعاد او الإمامة.
ووسط هذين الفريقين، يرى فريق ثالث، بأن أصول الدين، هي كل ما يستدل عليها وتثبت عقلا (عقلائيا)، في حين أن الاستدلال على فروعه يكون من خلال الأدلة الشرعية (ليس بالضرورة إعمال العقل فيها)، بمعنى أدل، إن القيد في أصل الدين هو أن يكون الدليل المؤدي اليه دليلا عقليا وليس شرعيا، لأن الأدلة الشرعية بمثابة الثانوية للأدلة العقلائية والعقائدية، لأن الدليل النصي ثانويا بالنسبة للدليل الوجداني والعقلي، بمعنى أدق، لا يمكن اثبات وجود الخالق بالاعتماد على نص حديثي مثلا، إنما مرد ذلك وحكومته هو الوجدان والتدبر والتعقل، أتساقا مع ما يسمى بلزوم الدور، لذا يرون بأن الاستدلال على الأدلة العقلية في تثبيت اصل ديني هو اللازم لتسميته أصلا وبالتالي تفريقه عن ذلك الفرع الذي يمكن تثبيته بنص ديني، مع إمكانية تعضيد اثبات الأصل بنص ديني حديثي مثلا، فتعضيد إثبات المعاد ـ الذي هو أصلا دينيا ـ يمكن من خلال نصوص دينية توضح آلية المعاد كالصراط والشفاعة والميزان وغير ذلك كثير، مع أن هذا التعضيد النصي لا يخرج أصل المعاد من كونه أصلا.
كما يرى أنصار هذا الفريق ـ الثالث ـ بأن فروع الدين يمكن أثباتها بالدليل العقلي أو الشرعي (النقلي قطعا أو ظنا)، وربما بهما، وهو ما يجعل من الفروع أكثر أثباتا.
وبين كل هذه الآراء، يبقى موضوع التمييز بين اصول الدين وفروعه قضية فيها نظر، ليس لتشابكها فحسب، إنما لأهمية مندرجات كل منها، وإمكانية ان يكون هذا المفهوم أصلا لفرع ما، أو فرعا لأصل ما.
الأكثر قراءة
25888
18684
13876
10740