17 شوال 1445 هـ   26 نيسان 2024 مـ 9:29 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-04   9796

الحجاب في الإسلام

الحجاب هو عملية إخفاء مفاتن المرأة عن أنظار الرجال؛ للحفاظ على عفتها وطهارتها، وتشمل هذه المفاتن جميع أعضاء جسم المرأة - يستثنى منها الوجه والكفين - مضافا اليها ما تلبسه من لباس أو حلي أو ما تضعه من مساحيق ودهونات وأصباغ أُصطلح الناس على تسميتها بـ (المكياج).
((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى اللـه جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)) (النور ـ 31). 
تشير هذه الآية الكريمة من سورة النور الى كل ما يريده الله من المرأة المسلمة فيما يخص لباسها وزينتها وسلوكها، بأن تغض بصرها وتحفظ فرجها ولا تظهر زينتها إلا للاستثناءات التي وردت في السورة لبعض الرجال من أقاربها وكذلك النساء والأطفال الصغار.

شرائط الحجاب الشرعي
1. أن يكون ساترا لجميع أعضاء الرأس والبدن عدا الوجه والكفين. 
2. أن يكون فضفاضا غير ضيق فيظهر تقاسيم جسم المرأة.
3. أن يكون سميكا لا يشف عما تحته.
4. ألا يكون نفسه زينة، كأن يكون مزركشا أو مطرزا بالألوان الصارخة أو تكون عليه رسومات كبيرة للزهور والحيوانات بشكل يجذب نظر الناظر.
5. ألا يكون معطرا.
6. ألا يشبه ملابس الرجال.
7. ألا يكون لباسا للشهرة أي لا يقصد من وراءه الاشتهار بين الناس.

ولكن لماذا كل هذه الشرائط؟
المرأة جوهرة نفيسة ولوحة فنية رائعة، رسم الله فيها معاني الجمال والرقة والاناقة، ومن المعلوم عقلائيا إن الشيء الثمين يجب أن يُحفظ ويصان عن أيدي وأنظار العابثين واللاهين، ليكون صعب المنال، لا تصل اليه أعين وأيدي الناس، وعدم جعله مبتذلا رخيصا بمتناول من هب ودب؛ كما ان الانوثة والجمال والزينة والعطر تستقطب وتبهر عيون وقلوب الرجال ـ كل الرجال وبالأخص الذين في قلوبهم مرض ـ يقول أحد الحكماء أن المرأة كالحلوى لو كشفت تجّمع عليها الذُباب وإن سُترت سلمت.
فالحجاب يضفي على المرأة مزيدا من التقدير والاحترام والحشمة وحتى الجمال، لا كما يدعي البعض من إن الحجاب هو إهانة لشخصية المرأة وسلبٌ لحريتها وارادتها وإبعادها عن المجتمع، وبذلك فأن الحجاب رمزا لعفاف المرأة وطهرها ووقاية لها لا تقييدا لها كما يتوهم المتوهمون.
((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)) (الأحزاب ـ53).

المجوهرات لا توضع على الطاولات
  لا توضع المجوهرات عادة على الرفوف ولا على الطاولات؛ بل تُحفظ في خزانات خاصة وأمينة، بعيدة عن أنظار العابثين، فضلا عن متناول أيديهم، ليكون من الصعب بل المتعذر الوصول اليها.
وإذا كان من الضروري النظر اليها ـ كما هو حال المصوغات الذهبية عند الصاغة ـ فإنها تُحفظ في خزانات زجاجية وبذلك يكون حفظها وسلامتها من الناس، وعليه يكون حجب المرأة عن أعين الناظرين حماية ووقاية لها عن العبث والتجاوز، وبذلك يرتفع شأنها وتعلو مكانتها، وإن كان فيه شيء من التقييد، فأن الدواءَ مّرٌ كما يقولون، لكن فيه الشفاء والعافية.  

الحجاب حضارة وعصرية
سألت الطالبة استاذتها في احدى الجامعات الامريكية وكانت مسلمة محجبة: 
ـ لماذا تتحجبين؟ 
ـ التعري من صفات المجتمعات البدائية في العصور الحجرية المتخلفة، ونحن في زمن الحضارة والتطور فلا ينبغي لنا أن نرجع الى تلك العصور القديمة. 

هذا يعني ان الحشمة للمرأة فضيلة والتهتك رذيلة، لذلك أمر بها الذوق الإنساني السليم ناهيك عن الشرائع السماوية ومن ضمنها شريعة الإسلام.

الراهبات والحيريديم
قد يسأل سائل، لماذا لا تتحجب نساء اليهود والنصارى علما إن الأديان التي ينتسبن اليها هي أديان سماوية؟ 
نقول أن الأديان السماوية جميعا، تأمر بالحشمة والحجاب، ولا تسمح بالتهتك أبدا، فالسيدة مريم عليها السلام لم تكن متهتكة، ولا آسيا بنت مزاحم ولا غيرهن من المؤمنات، لكن المجتمعات الحديثة ابتعدت عن جوهر الرسالات السماوية كثيرا، ثم لا ننسى أن هنالك بعض النساء المسيحيات واليهوديات لا زلن متمسكات بالحجاب الشرعي كالراهبات مثلا، فان لباسهن يشبه الحجاب الإسلامي الى حد كبير، كذلك بعض نساء اليهود ممن يسموَن بـ (الحيريديم) أي المُتقّيات، فإنهن ملتزمات بالحجاب الشرعي مثل الذي عند المسلمات، وهذا يعني إن جميع الشرائع السماوية بجميع أديانها تأمر بالحجاب وتنهى عن التهتك.

التحرش الجنسي
لا يخفى على أحد؛ أن التحرش الجنسي أصبح ظاهرة منتشرة في الكثير من البلدان، المتخلف منها والمتحضر، ولا يعفي الشباب من مسؤولية ذلك، بيد ان السبب يعود بالدرجة الأولى الى المظاهر التي تظهر بها البنات في المدارس والجامعات وفي الشوارع والأماكن العامة، سيما ظهورها بالشكل الاغرائي المثير لغرائز الشباب والرجال، من اللباس الضيق الذي يظهر تفاصيل جسم المرأة بكل دقة خصوصا الشفاف منه، كذلك إظهار الصدور والسيقان واستعمال الدهون والألوان الصارخة الجذابة في المكياج، وكل هذا يتسبب في إثارة الغرائز عند الشباب والرجال ما يؤدي الى حالات التحرش الجنسي وربما الاغتصاب، وبذلك سيكون اللباس المحتشم حصنا للمرأة ومانعا من حصول أي تجاوز أخلاقي.

الاسرة هي المدرسة الأولى للبنت 
تُعتبر الاسرة المصدر الأول للتربية بكل تفاصيلها سواء كانت دينية او اجتماعية او أخلاقية، فالبنت تأخذ دروسها الأولى عادة من اسرتها، تتعلم الواجب والحلال والحرام والأخلاق وما يجب عليها فعله، وما يجب عليها تركه، ثم تذهب الى المدرسة لتستكمل تربيتها وتعليمها.
بعض الاسر قد تُقّصر في إيصال المعلومة الشرعية الصحيحة للبنت فيما يخص الحجاب، فتعتقد البنت إن ما تفعله هو الصحيح الذي تعلمته من أهلها، فعندما ترى أمها مثلا تضع المكياج قبل الخروج من المنزل او تظهر خصلة من شعرها او تلبس اللباس الضيق فإن البنت بطبيعة الحال سوف تُقلد أمها في ذلك معتقدة إن الذي تفعله هو الصحيح الذي لا يتنافى مع الدين والأخلاق.
خلاصة القول، إن المرأة المسلمة يجب عليها ألا تُظهر مفاتنها للرجل الأجنبي، صونا لعفتها وإبعادا للعبث بها، تكون ملابسها فضفاضة، لا ضيقة فتبدو تفاصيل جسمها ولا تلبس من الألوان ما يثير الرجال، وتتجنب لباس الشهرة، ولا تضع من الزينة أو الحلي أو العطر، ولا تتكلم بغنج، ولا تخالط الرجال الا للضرورة، ولا تخرج للسوق الا للضرورة ايضا، عندئذ تكون قد حفظت نفسها وأطاعت ربها وصانت عرض زوجها وأبعدت الشبهات والتحرشات عنها، فطوبى لها وحسن مآب.

 

سهيل الخزاعي

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م