7 جمادي الثاني 1446 هـ   8 كانون الأول 2024 مـ 12:50 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | حقوق البيئة والطبيعة |  واجب الحفاظ على البيئة والطبيعة
2021-01-10   2167

واجب الحفاظ على البيئة والطبيعة

يحث الإسلام على ضرورة الحفاظ على البيئة؛ كونها مسكن الإنسان وما سُخر لخدمته، بل ويرد ما يظهر على المنظومة البيئية من تغير سلبي الى السلوك الإنساني المشين مما يقترفه الفرد من فعل فاحش او فعل تخريبي؛ ويرى في فساد هذه البيئة (برا وبحرا) تحصيلا للفعل الإنساني المغلوط، ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))(الروم ـــ41)،(( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ))(البقرة ـــ205)، وعلى هذا، فقد أسس الإسلام لجملة ضوابط وواجبات منحها صفة الإلزام على الإنسان بما يحفظ بها البيئة باعتبارها هيأة الحياة ونظامها، ومن ذلك ما ندب اليه كتاب المسلمين (القرآن الكريم) بخصوص الحفاظ على البيئة والطبيعة كونهما يمدان الحياة الإنسانية بدواعي الاستمرار ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))(البقرة ـــ164).
كما يؤكد القرآن الكريم على أن التنوع البيئي إنما هو تسخير الهي حكيم، فبدء من البحار والمحيطات وما تحتويها، وصولا للفضاء، فضلا عن البر، كلها مناخات إبداع الهي يتضمن بطريقة وأخرى منافع للخلق وبالأخص سيدهم الإنسان، ((هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))(النحل ـــ14)، ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً))(الإسراء ـــ66)، ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))(الأعراف ـــ57)، ((وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا))(الرعد ـــ 3).
ولأن الطبيعة إنما هي ملك الله، والإنسان خليفته فيها، ومتصرف بها تصرف الوكيل المقيد بشروط الاستفادة الحكيمة، ما يعني أن واجبه نحوها؛ التعامل معها بمسؤولية عالية، فجاءت الوصايا الإسلامية بضرورة تعمير الأرض بالزراعة وإدامة الزرع وعدم الإسراف بالماء حتى لو كان المرء على نهر جار، بل وعّد الإسراف والتبذير مما يفسد البيئة، ما جعله يطالب بضرورة الاقتصاد بكل شيء ((...... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الأعراف ـــ 31)،(( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا))(الإسراء ـــ27).

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م