18 شوال 1445 هـ   27 نيسان 2024 مـ 4:09 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | حقوق الإنسان |  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ... حق الطفل
2022-03-07   856

وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ... حق الطفل

الحقوق المالية والتربوية والنفسية للطفل
ما أن يولد الوليد، تبدأ مرحلة أخرى من مراحل الحق لديه، عدا تلك التي كانت له وهو جنين، بدء مما هو مستحب وصولا لما هو ملزم على ابويه له، كغلسه وتطهيره وتحنيكه ومن ثم إسماعه ما يثري وعيه الباطن من خلال كلمات الآذان والاقامة في أذنيه، وصولا لتحسين اسمه والتصدق عنه ومن ثم ختانه إذا كان ذكرا.
ولم يغفل الإسلام حق الوليد في التغذية الحسنة، إذ انه ألزم أمه بأن تجوّد غذاءها بما يُحسن حليبها له، ومنح له الحق من الرضاعة منها طبيعيا لمدة حولين كاملين بما يُشد من عوده، وتسامح الفقه الإسلامي مع الأم المرضعة في الكثير من النواحي لئلا يتعارض واجبها الفقهي مع حق وليدها، وبذلك فأنه ـــ اي الإسلام ـــ قدم حق الطفل على حق الله جل شأنه، ومن ذلك مثلا السماح للأم في حالات خاصة ان ترضع وليدها حتى لو كانت في حالة صلاة مثلا، كما انه لم يوجب عليها الصيام إذا تعارض مع طاقتها في ارضاعه.
كما منع الإسلام من إعطاء الطفل ما يسكره او ينجسه او يضره ولا يلائم صحته وقدرته. 
ومنح الإسلام حق الحضانة للأم طيلة فترة رضاعة وليدها باعتبارها أدرى بحاجاته؛ وفي حالات اخرى تستمر حضانته عندها حتى البلوغ، في حين منعها من ذلك في حال جنونها او زواجها من اخر. 
اما ما يخص الولاية على الطفل لقصوره في تثبت الصواب من الخطأ، فقد جعل الإسلام الولاية لأقرب الأشخاص ممن يحتمل الحرص منهم عليه، فبدأ بالأب ومن ثم الجد من الأب ومن ثم الوصاية لمن يوصي به الاب او الجد، ومن ثم الحاكم الشرعي الذي تتوفر فيه العدالة ومن ثم المجموع المخلص ممن يسمون بالمؤمنين العادلين، وفي كل الأحوال ألزم الاسلام هؤلاء بضرورة توخي مصلحة الطفل ولا غير ذلك مهما كان. 
وحق الإسلام للطفل حقه في التنشئة السليمة والتربية القويمة، من ذلك إلزام ابويه بحسن تعليمه وتوجيهه صوب الخير ومنعه من الوجهة الخطأ، وسمح بأن يولى عليه من يعلمه ويدرسه، بل وأكد الإسلام على ضرورة بناء شخصيته من خلال حرمة اغتيابه مثلا وألزم الرد عليه إذا سلم وغير ذلك كثير.   
اما حق الطفل على ابيه فيبدأ من كونه مضاف له بعد ان صار منه، وأنه ـــ الاب ـــ مسؤول عن ادبه والدال له على ربه وبذلك فمن مسؤوليته أن يرزقه الحلال ويدله الصواب لئلا يكون خصيمه يوم القيامة. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م