23 شوال 1445 هـ   2 أيار 2024 مـ 10:10 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | قادة محمديون (الأئمة وبعض الصحابة) |  فدائي الطف.. سعيد بن عبدالله الحنفي
2022-07-06   522

فدائي الطف.. سعيد بن عبدالله الحنفي

يُعّد الشهيد سعيد بن عبد الله الحنفي، من أنصار الحسين عليه السلام الذين استشهدوا معه في كربلاء، كما كان من وجوه الشيعة وأعيان الكوفة.
وكان له دوراً هاماً في دعوة الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق، فكان حاملاً لكتب أهل الكوفة في مرحلتين إلى الإمام الحسين عليه السلام، وفي المرة الثانية حمل رسالة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه ، وسلّمها للإمام الحسين عليه السلام، والتحق بالركب الحسيني وجاء معهم إلى كربلاء.
للحنفي رضوان الله تعالى عليه خطبة عصماء في ليلة عاشوراء في الدفاع عن الإمام الحسين عليه السلام تكشف عن ولائه لآل الرسول صلي الله عليه وآله.

سعيد حامل كتب اهل الكوفة الى الحسين عليه السلام..
لمّا ورد نعي معاوية إلى الكوفة اجتمعت الشيعة؛ فكتبوا إلى الإمام الحسين عليه السلام كتب وأرسلوها للإمام الحسين عليه السلام في ثلاثة مراحل، وفي المرحلة الثالثة تمت هذه المهمة على يد سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني السبيعي، وكان نص رسالة أهل الكوفة الأخيرة للإمام الحسين عليه السلام: 
"بسم الله الرحمن الرحيم.. أمّا بعد، فقد اخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجنّد"
فأعاد الحسين عليه السلام سعيداً وهانياً من مكّة، وكتب إلى الذين كاتبوه من أهل الكوفة كتاباً ورد فيه: "وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي، مسلم بن عقيل"، 
بعثه مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه بكتاب إلى الإمام الحسين عليه السلام ليدعوه إلى الكوفة، فتوّجه سعيد مرة أخرى إلى مكة حاملاً رسالة مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه حتى سلّمها للإمام الحسين عليه السلام، وبقي معه حتى يوم عاشوراء.

موقف سعيد ليلة عاشوراء..
لسعيد بن عبد الله رضوان الله تعالى عليه موقف مشرف في ليلة عاشوراء، وذلك عندما خطب الإمام الحسين عليه السلام بين أصحابه، وطلب منهم أن يتركوه وينجوا بأنفسهم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "وهذا الليل قد غشيكم فتخذوه جملا.... فكان سعيد ابن عبد الله رضوان الله تعالى عليه ممن قام، وتحدث، وقال: "والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً صلي الله عليه وآله فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق حيّا ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً".

سعيد شهيد..
برز سعيد بن عبد الله الحنفي رضوان الله تعالى عليه بعد الحجاج بن مسروق الجعفي  رضوان الله تعالى عليه وقبل حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه، وكان يرتجز في ميدان ويقول:
      أقدم حسين اليوم تلق أحمدا
      وشيخك الخير علياً ذا الندى
      وحسناً كالبدر وافى الأسعدا
وفي ظهر يوم عاشوراء صلى الإمام الحسين عليه السلام الظهر بأصحابه، ثمّ برزوا جميعا إلى ميدان المعركة، فاشتدّ القتال، ولمّا قرب الأعداء من الحسين عليه السلام وهو قائم بمكانه، وقف سعيد الحنفي رضوان الله تعالى عليه أمام الإمام الحسين عليه السلام، لئلا يستهدفه العدو بالسهام والنبل التي كانت تتناوشه عليه السلام يميناً وشمالاً، وهو قائم بين يدي الإمام الحسين عليه السلام يقيه السهام طوراً بوجهه، وطوراً بصدره، وطوراً بيديه، وطوراً بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الإمام الحسين عليه السلام شيء من ذلك حتّى سقط الحنفي رضوان الله تعالى عليه إلى الأرض وهو يقول: "اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك"، ثمّ التفت إلى الإمام الحسين عليه السلام وقال له: "أوفيت يا ابن رسول الله؟، فأجباه عليه السلام: "نعم، أنت أمامي في الجنّة"، ثمّ فاضت نفسه النفيسة.
وبعد استشهاده هذا، وجد به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
وقد شُرّف الشهيد سعيد بن عبدالله الحنفي رضوان الله تعالى عليه بأن ذكره الإمامُ المهديّ المنتظر عجل الله فرجه وخصّه بسلامٍ خاص مما ورد بمضامين زيارته عليه السلام لشهداء الطف، ومما قال فيه: "السلامُ على سعدِ بن عبدِالله الحَنَفيّ ، القائلِ للحسين ـ وقد أذِنَ له في الانصراف: لا واللهِ لا نُخلّيك حتّى يَعلمَ اللهُ أنّا قد حَفِظْنا غَيبةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله فيك."

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م