19 شوال 1445 هـ   28 نيسان 2024 مـ 5:09 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2022-08-13   514

الحضارة وتنوعها في إيران

يبلغ عدد نفوس إيران أكثر من 80 مليون نسمة، تتميز بنسيجها المتلون والمتجانس من الأعراق والأديان واللغات، فهناك تعددية دينية وعرقية ولغوية كبيرة في البلاد، يشكل العرق الفارسي أكثر من نصف سكانها، فيما يشكل الإسلام الغالبية العظمى بالنسبة للأديان الأخرى، أما اللغات فان الفارسية على رأس القائمة. 

التعددية العرقية:
إيران من البلدان ذات التعددية العرقية، اذ يشتمل المجتمع الإيراني على مجموعة من الأعراق القديمة منها: الفرس والآذريون والعرب والكرد والتركمان والجيلاك وغيرهم، أما نسبتهم بالمجتمع الإيراني فهي كما في أدناه مع انها تتغير للتغيرات الديموغرافية، كلما تقادم عليها الزمن.
ـ الفرس يشكلون نسبة 51%.
ـ الأكراد يشكلون 24 %.
ـ المازندرانيون والجيلاك يشكلون 8%.
ـ الآذريون يشكلون 7%.
ـ اللور يشكلون 7%.
ـ فيما يشكل العرب والبلوش والتركمان مجتمعين 2%، 
ـ وهناك أعراق أخرى تشكل 1%.

تقطن الأغلبية العرقية الفارسية أواسط البلاد، فيما تقطن الأقليات العرقية الأخرى أطرافها، متَّصلين بمن يليهم من الشعوب المجاورة، اذ ان لكل عرق من الأعراق آنفة الذكر، امتداداته مع من يقابله في الجانب الأخر من الحدود، فالكرد يتصلون بأبناء جلدتهم، أكراد العراق وتركيا، والآذريون يتصلون بأذربيجان، والبلوش يتصلون بإقليم ببلوشستان في أفغانستان وباكستان والعرب يتصلون بمن يليهم من العرب بالعراق وهكذا.

التعددية الدينية:
الى جانب الديانة الإسلامية الغالبة، فان هناك عدد من الأديان التي يرجع أصول بعضها الى 3500 سنة، أو أكثر من ذلك، أشهر هذه الديانات بعد الإسلام هي الديانة الزرادشتية والصابئة المندائية والمزدكية واليارسانية واليهودية، وكذلك الأيزيدية والمانوية وغيرها.
ـ الديانة الإسلامية، وهي ديانة الغالبية العظمى من الإيرانيين، حيث يشكل المسلمون نسبة 99% من مكونات المجتمع الإيراني. 
ـ أما الزرادشتية وتسمى كذلك بالمجوسية، وهي ديانة توحيدية اعتنقتها الأمم السابقة، التي سبقت اليهودية والمسيحية والإسلام بكثير، مؤسسها الفيلسوف زرادشت، انتشرت في بلاد فارس وأجزاء كبيرة من آسيا، اتخذها الأخمينيون والبارثيون والساسانيون في العصور الوسطى دينا رسميا لهم، يقدر عددهم في العالم اليوم بحوالي 2,500,000 معتنق، منتشرين في إيران وبعض المناطق من آسيا خصوصا في الهند، كتابهم هو (الأفستا). 
ـ المندائية أو الصابئية، ديانة توحيدية قديمة، تؤمن بالأنبياء من آدم الى يحيى بن زكريا، تنتشر قرب ضفاف الأنهار   في العراق وفلسطين وإيران، كتابهم يسمى (كِنْزا رِبّا) أي الكنز العظيم.
ـ أما اليهودية فهي ديانة بني إسرائيل المعروفة، وهي ديانة سماوية، كتابها التوراة، كان يقطن إيران أعداد كبيرة منهم قبل الهجرة الى إسرائيل، كان عددهم سنة 1948م، 96 ألف يهودي، هاجر منهم الى إسرائيل وأمريكا حوالي 80 ألف، ثم بلغ عددهم ثلاثين ألف سنة 1979م، لكن الهجرة المستمرة، قد أنقصت العدد حتى بلغ ما يقارب ستة عشر ألفاً عام 1992، متوزعين بين طهران وأصفهان وشيراز. 

التعددية اللغوية:
تعود التعددية اللغوية في أي من المجتمعات الإنسانية الى التعددية العرقية، وقد عرفنا فيما تقدم أن إيران تضم أعراقا كثيرة ومختلفة، لذلك فان فيها ما يقرب من (75) لغة، لكن اللغات الرئيسية الحيّة، أقل من ذلك بكثير، لأن بعض اللغات يتم التداول بها في نطاق ضيق جدا، ويمكن ايجاز اللغات الرئيسية في إيران بالتالي:
- اللغة الفارسية، وهي اللغة الرسمية للبلاد، التي يتحدث بها الأكثرية من العرق الفارسي وغيرهم من الأعراق.
- اللغة الكردية وهي لغة المواطنين الأكراد في الشمال والشمال الغربي من إيران.
- اللغة العربية وهي لغة إقليم الاهواز، الذي يرجع بلغته الى لغة عرقه، وهي اللغة العربية.
- اللغة التركمانية
- اللغة البلوشية 
- لغة جورجيا، وغيرها من عشرات اللغات الحيّة في ايران، إضافة الى العشرات من اللغات المحلية كالبشتونية، والمندائية والويرية وغيرها، هذا ماعدا اللهجات المحلية لكثير من اللغات الأم، كاللهجة الدزفولية والفارسية الشرقية (بالنسبة للغة الفارسية).  

مبدأ التعايش السلمي:
رغم كثرة الديانات والأعراق واللغات الموجودة في إيران، الا أن المجتمع الإيراني، مجتمع متماسك ومتعايش سلميا، منذ أقدم العصور، تحترم الأغلبيةُ فيه الأقليةَ، تمارس فيه الأقليات الدينية والعرقية، حياتها الطبيعية وعاداتها وطقوسها الدينية، بكل حرية، وبدون أيةِ مضايقات تُذكر، وليس ادلّ على ذلك من وجود الأديان الأخرى والأقليات العرقية في ايران، جنبا الى جنب مع إخوانهم المسلمين، منذ أقدم العصور، والا لاتخذت ـ الأقليات ـ الهجرة سبيلا، ونَأَت بنفسها عن العيش في ايران.

163404634734b60cb15e8fa153d4d5ad4b94340891

163404634734b60cb15e8fa153d4d5ad4b94340891

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م