26 شوال 1445 هـ   5 أيار 2024 مـ 5:36 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-03   2967

حق النفس

ضرورة حفظ النفس والعقل وسلامته مما يذهبه او يعطله كالخمر والمخدرات 

يؤكد الإسلام على ضرورة حفظ النفس وإدامة حقها بالعيش ضمن الناموس الكوني لأصل الخلقة والنشأة؛ دون تشويه او تغيير او تبديل؛ باعتبار أن المبدع الذي اوجدها من عدم، إنما اوجدها في غاية الإبداع وأتم الخلقة (( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)) (التين ــ 4)، وطالما كان الإنسان هو سيد المخلوقات باعتبار افضليته حتى على الملائكة ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أبى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ))(البقرة ـــ 34)، صار الإلزام بحفظ هذا النوع وإدامته كما شاء خالقه بما يحفظ افضليته تلك، فجاء وجه الإلزام بحفظ النفس وتحريم قتلها؛ تحت اي مسوغ، فكان الإطلاق بحرمة ذلك بدء من قتل النفس (الانتحار)((وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))( النساء ـــ 29)، بل والزم الحفاظ عليها على مر مراحلها بما في ذلك مرحلة النطفة؛ كونها مادة الحياة؛ وصولا لصيرورتها علقة ومن ثم مضغة وهكذا، بل وحكم على من تسبب بقتل النطفة او الجنين في بطن امه او غير ذلك بعقوبات دنيوية فضلا عن الأخروية من قبل رب العزة، وقارب من يقتل نفسا ما بمن يقتل الناس جميعا باعتبار إن هذه النفس لو لم تقتل؛ وتّسنى لها الاستمرار لأُنشأت من سلالتها مجتمعات كبيرة كما حدث مع ادم عليه السلام منذ بدء الخليقة، فجاء هذا التشبيه بقتل الناس جميعا لمن يقتل نفسا اخرى ((.... مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ...)) (المائدة ـــ 32). 
 كما الزم الله المرء بالحفاظ على عقله وسلامته؛ خصوصا مما يذهبه من مؤثرات، ولعل هذا اوجه وجوه تحريم الخمر والمواد المخدرة ((يا أيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشيطان أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العداوة والبغضاء في الخمر والميسر وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ألله وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ)) (المائدة ـــ91)، باعتبار ان عقل الإنسان هو مائزه عن غيره من المخلوقات بل وسبب تسيده عليها.
كم دعا الإسلام الى ضرورة إعمال العقل بالتدبر والتفكير وعقلنة التصرفات والحوادث؛ ومنع من إهماله وتصفيره باللاوعي ((وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)) (البقرة ـــ 269) او بالتقليد الأعمى، ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)) (البقرة ـــ 170). 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م